أخبرك أنني اكتفيت ولن أطمع في أكثر مما تعطيني.. فقد " كفيت ووفيت" كما يقولون، ولتحصل على هذه العبارة يجب أن أحصل بدوري على الرضا الكامل عن كل ما تقدم عليه من سلوك وأفعال تجاهي، والتي من المؤكد هي ترجمة لما تحمله داخلك نحو، ليست معضلة ولا قضية معقدة كما قد يهيأ لك. فالرضا ليس مطلق، وقد يحدث بالقليل من السعي لإرضاء من نحب، وبمعرفة ما يجعلهم سعداء وآمنين بين أيدينا، الآمان مطلب مهم وهو أول علامات الرضا، وعدم الآمان يجعل النفس نهمة تبحث في كل مكان وتتطفل على ما يملكه غيرها، والتطفل على حياة الآخرين أمر سيء أيضاً.. ولكننا قد نقوم به مرغمين عندما تكون قناعاتنا بما نملك من مشاعر ممن يعنيهم أمرنا ليست كافية. "كيفك إنت…. تذكر آخر مرة شو قلت لي… بدك ضلي بدك فيكي تفلي.." قمة الديمقراطية في اتخاذ القرار، قد نسمعها بكل اللهجات ومن كل الشركاء – والمقصود بالشركاء هنا كل علاقة تربط بين شخصين أصدقاء، إخوة، أحباب أو أزواج- وليست شراكة ربحية فالمحصلة في النهاية هي مجموعة إنسان، وما يبقينا على قيد المسافة هو مقدار ما نحمله في قلوبنا من رضا عن ذلك الشريك الذي فتح بابه للخروج أمامنا على مصراعيه نعبر منه وقتما نشاء، سواءً كان ذلك التصريح صادر من نفس ثائرة أو قانعة.. في الأخير هو قرار بالمغادرة الفورية في حال الرغبة. لن نسمعها من فم أم أو أب، وإن قيلت فهي من ظاهر القلب وبدافع الخوف فقط فعين الرضا هنا كليلة.. مِلأَة بهذا الكائن الذي هو أنت وأنا وهي دون شروط منفعة، القضية هنا مختلفة والميزان فيها بكفة واحدة. لا أستطيع أن أصب الرضا في قلبك وعقلك لتبتسم لي بعد كل حدث وتصفق بكلتا يديك وإلا لخسرت نفسي وأصبحت استنساخ لما تحب أنت وترضى فنصبح جميعنا أشباه لأقراننا.. ميزان الحكمة يقول اقنع ببعض عيوبي لأتجاوز عن بعض عيوبك ، وإلا فطريق الفُرقة ليس دائماً الطريق الخاطئ ، أحيانا نحتاج أن نعبر منه لنحافظ على بواقي إنسانيتنا لبعضنا. للتواصل على تويتر وفيس بوك eman yahya bajunaid