ما يميز التنوع في وسائل التواصل الاجتماعي أنها تترك لنا حرية أن نختار ما يناسب رغباتنا وتوجهاتنا الفكرية والثقافية والحياتية أيضاً، فتجد البعض يميل لإحدى تلك الوسائل أكثر من غيرها، وقد يتوقف لفترة من الزمن عن استخدام وسيلة بحد ذاتها لعدة أسباب أو دون سبب فقط من باب كسر الملل.. إلا أن صديقنا العصفور الأزرق وعلى الرغم من خلافي معه في أحرفه المئة وأربعون التي يقيدني بها.. إلا أنني لا أتوقف عن المرور عليه من وقت لآخر، ليقيني أنني أجد فيه الخبراليقين في سرعة متناهية، حتى قبل أن يعلم به أصحابه. عالم افتراضي عجيب أن تقوم من نومك وقبل أن تفتح عينيك تجد نقراً فوق رأسك يخبرك أن هناك أمر عاجل يجب أن تراه، فلا تكاد تفيق لتقع في غيبوبة حياتية من وراء ذلك الخبر، ثم تبدأ في التأرجح بين الآراء من قبل أن تكوّن رأيك الشخصي فالأمر لم يوضح بعد للجميع. أمر ذلك الطائر من الممكن أن نتجاوزه ونعتبره كغيره من وسائل التواصل يخطئ ويصيب، لولا أنه أحياناً يشذ عن المألوف ويغرد بلحن أشبه بطنين النحل، أو نعق الغراب، فيحدث عند المستمع أو القارئ – إن صح التعبير- نوع من "الشيزوفرينيا" الفكرية نتيجة للتضارب، فمن كان يؤيد بالأمس أصبح يعارض اليوم وقد يلزم الحياد غداً، لا يهم مادام استطاع أن يبدي رأيه في نطاق الأحرف المحددة وبكل براعة في كل مرة، المهم أن يبدي رأيه والسلام حتى يبقى صاحب رصيد كبير عند متابعيه وصاحب فكر سديد لمن يهمه الأمر. أما أنت سيدي القارئ فلا أنصحك بالأسف ولا التعجب ولتعتقد ما شئت، بل حاول أن تتقبل الأمر بصدر رحب، وليتك تَقنع وتُقنع من حولك بأن حرية الرأى تسمح بتقّلب المبدء والقيمة " مادام الجمهور عايز كدا"، ثم أبتهل إلى الله أن يهبك الثبات، فإن لم تستطع أطلق صراح ذلك الطائر ودعه يسافر بعيداً عنك وليجمع أصدقائه معه في طريقه، ثم أبحث عن جبل يعصمك من الخلق تكمل فيه ما تبقى من حياتك، وبالنسبة لي سأنتظر حمامك الزاجل ليخبرني إن كنت في أحسن حال علّي أجاورك في القريب العاجل. للتواصل على تويتر وفيس بوك eman yahya bajunaid.