في أحد المجالس كنت أتحدث مع الأخوات عن التغيير، وعن أهمية أن يغيّر الإنسان من نفسه حتى ينهض بها، وعلى الرغم من استرسالي في الحديث إلا أنني لم أغفل نظرة عدم الرضا التي كانت واضحة على محيا إحدى الحاضرات، وكوني شخصا مشاكسا وأحب استفزاز المعترضين دائماً " زوّدت العيار حبتين"، وبالفعل تحقق هدفي فقد ثارت في وجهي تلك الفتاة وكأنها تقول لي صمتاً فقد اكتفيت منك إلا أنها قالت : – أزعجتمونا جداً أنتم المدربون لا نكاد نحضر دورة إلا وتعلّقون على شمّاعة التغيير كل الأمور، وكأننا جئناكم من كوكب مختلف ويجب أن تعاد برمجتنا لنتناسب مع مجتمعاتكم المثالية الخالية من تعقيداتنا.. ( سكتت قليلاً لتخفف من انفعالها ثم أكملت بصوت هادئ) هل تعتقدين أن التغيير أمر سهل.؟ لقد أخذ مني ومن حياتي الكثير حتى أصبح ما أنا عليه الآن، وإن سئلت: هل أنا راضية عن شخصي الجديد.؟ سأجيب" في ابتسامة ساخرة ": لا أعلم. كان الجميع يتابع كلامها ولم تفكر إحداهن أن تشارك وكنت بدوري أرقبها وهي تتحدث ولم أرغب في مقاطعتها،اكتفيت برسم ابتسامة صماء على وجهي خوفاً من أن تكتشف أني معها في كل كلمة قالتها.. أجبتها وقد كان الحضور ينتظر ردي: – أخبرك أمراً… ليس مطلوب منك أن تكوني شخصا آخر حتى ترضي الجميع، وليس مصطلح التغيير يعني أن تتجردي من صفاتك وتتحولي لشخص مختلف عنك.. التغيير – من وجهة نظري على الأقل- هو أن تبحثي داخلك عما يحقق لك المسار الصحيح لتصلي للرضا الذي تنشدينه لنفسك، أن تستخدمي الطرق والوسائل والبدائل لتحقيق ذلك دون أن تفقدي في الطريق صفاتك الجميلة التي أحبك من حولك بها، أن تعدلي سلوك.. ترددت على مسامعنا" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" كلما تحدث أحدهم عن التغير وإن كان استخدامها أصبح في غير موقعه الصحيح وهو التغيير في المسار للحصول على السعادة الأبدية سعادة الدار الآخرة فيا معشر المغيرين كفاكم تجريد لا نريد استنساخ للبشر، واتركونا ننعم بنا. *للتواصل على تويتر وفيس بوكeman yahya bajunaid