بدأت الاستعدادات مبكرة في تسابق محموم ، للشركات الخاصة لإنتاج المسلسلات التلفزيونية والإذاعية ، لتقذف بكل ما في جعبتها مما أنتجته ، خلال فترة الاستعدادات المبكرة ، أملا لكسب رضا المشاهد والمستمع ، وجذب أكبر سوق إعلانية تجارية ، تدر على هذه الشركات بمليارات الدولارات ، لتغطية تكاليف هذه المسلسلات التي تم إنتاجها . وخُصِّصَ لها أنسب ساعات البث التلفزيوني والإذاعي ، وفق توقيت مدن بعينها دون مراعاة ، للقدسية الدينية لهذه المدن التي تتمتع بمكانة خاصة لدى شعوب العالم الإسلامي ، وقد يكون هناك أتفاق لأكثر من قناة فضائية ، لبث هذه الأعمال الدرامية في وقت متزامن ، بما لا يتناسب مع إقامة الشعائر الدينية حسب توقيت كل مدينة من المدن التي يتم الإعلان عنها ، كصلاة المغرب والعشاء والتراويح والقيام في العشر الأواخر . ومن المؤكد أن من أسس الدراما ، خضوعها لعدة معايير أدبية وأخلاقية وفنية وتقنية ومن الطبيعي أن هذه المعايير ، لا تختلف فيها الإعمال التلفزيونية وهي الأكثر ، وبين الأعمال الإذاعية في إطارهما الجمالي ، وإن وجدت بعض الاختلافات فهي في مستوى التقنية فقط ، بين وسيلتي النقل والتواصل ( الإذاعة والتلفزيون ) . والجميل في معظم الأعمال الدرامية ، أنها تنطلق من مفاهيم وتجارب إنسانية ، تشكل نموذجا للحياة الأسرية المعاصرة ، كنتاج لبيئة اجتماعية يتأملها المستمع والمشاهد ، عندما يجدها تتفق مع ظروفه الحياتية ، وما يكتنفها من مشاعر ينتابها الألم والحزن والفرح ، باعتبار أن النموذج الإنساني صورة واقعية ، لبقية أفراد المجتمع الذي يعيشه . وما يحيط به من قيم وعادات وتقاليد ، في انتظار أن تتيح الأعمال الدرامية لهذا الإنسان ، المزيد من المتعة والحرية المنضبطة ، التي تحترم خصوصيته ومحافظته على تقاليده الاجتماعية ، ليكون كاتب النص الدرامي أكثر قربا من الواقعية ، وترتبط فكرته بالذاكرة ، لتكتمل العلاقة الايجابية بين الجمهور وبين الأعمال الدرامية التي يتم عرضها . وثوابت العلاقة بين الأعمال الدرامية ، والإخراج والتنوع الثقافي والشرائح العُمرية من الجنسين ، فمتى ارتقت الدراما لاحترام الذوق العام ، أصبحت في منأى عن الانتقادات ، ووجدت صدى واسعا من المجتمع والرأي العام ، واكتسبت القيمة الفنية التي تؤهلها للاستمرارية ، فهل نرى في رمضان القادم بإذن الله ؟ من الأعمال الدرامية التي تبثها القنوات الفضائية الخاصة ما يُعيد لنا روحانية رمضان .