شهر رمضان هو موسم الاعمال الدرامية، حيث تطلق (عنان) الفضائيات وتتسابق في عرض أفضلها لاستقطاب المشاهدين، والفوز بشهادة القناة (الاكثر) مشاهدة على المستوى العربي!! ومن جهتها ( تبحر) شركات الانتاج في كل الاتجاهات والمجالات، لتقدم عملاً مغايراً ينال رضا المشاهد فتنجح احياناً وتفشل احايين أخرى!! وفي هذا الموسم ومنذ وقت مبكر شهدت الفضائيات تنافساً محموماً، تكشف ذلك من خلال اعلاناتها التي تروج لاعمالها وبرامجها التي تعد بها مشاهديها خلال رمضان!! ولكن: بعد حلول رمضان هل ارضت تلك الاعمال المشاهدين؟ ام تراهم يقولون: ان تسمع ب( المعيدي) خير من ان ( تراه)؟!! هذا ما حاولنا الاجابة عنه في هذا الاستطلاع: النقشبندي:إن كان من شيء قد أعجبني في حبكته وإخراجه ورسالته فهو الإعلانات! موسم الاعلانات!! في البداية يقول الكاتب هاني النقشبندي: مع كثرة الإعلانات التي سبقت حلول رمضان وتزامنت مع بدايات هذا الشهر الفضيل، عن الأعمال الدرامية التي سيتم عرضها على القنوات الفضائية، تفاءلت و(أملت خيراً) ثم سرعان ما (تبخرت) آمالي ووجدت (الخير) يبحث عن (أمل) ينقذه من (مأزقه)!! يواصل ويتساءل: (إن قلنا إن العمل الروائي هدفه هو تقديم رسالة وترفيه، وإن قلنا إن العمل التلفزيوني يغلب فيه طابع الترفيه على الرسالة)، فأين كلاهما مما نراه؟ فما نشاهده على الفضائيات يفتقر الى الأمرين حيث: لا رسالة ولا ترفيه!! غادة العلي: المسلسلات السعودية أصابتني بالغثاء ! يضيف ويقول: حدد لي برنامجاً أو عملاً درامياً واحداً يستحق أن نقول عنه جديد ومتميز!! لا أقول إن الجميع سيئ، لكن الجيد منه لم يكن جديداً، فالأعمال والبرامج بصفة عامة متشابهة ان لم تكن مكررة ولا جديد فيها. يختم حديثه قائلاً: (إن كان من شيء قد أعجبني في حبكته وإخراجه ورسالته، فهو الإعلانات، وصدقا أقول إنه موسم الإعلان ). إدريس الدريس:صمت عن الأكل والشرب ومشاهدة المسلسلات فخسر التلفزيون أحد زبائنه! انتظروني بعد رمضان! ومن جهته يقول الإعلامي إدريس الدريس: في هذا العام وعلى غير العادة مارست الصيام عن الأكل والشرب وكذلك الصيام عن التلفزيون، وفي هذا العام خسر التلفزيون أحد زبائنه الذين سعى خلال شهر شعبان إلى كسبهم عبر نشر الإعلانات والتقارير الصحفية التي تبشرنا نحن المشاهدين بحزمة برامج ومسلسلات لا تعد ولا تحصى، كنت كمشاهد موعود بالمتعة والتنوع منذ انطلاق مدفع الإفطار وحتى انطلاق مدفع السحور، وكان لمجاميع القنوات الفضائية العربية والمحلية والخليجية والعربية نصيب يزيد وينقص في عدد المشاهدين الذين جذبتهم حملة الإعلانات التي كانت كل قناة ترفع عقيرتها في حراج الدعاية بان عندي الأفضل والأضحك والأدهش والأغرب. يواصل ويقول: رغم كل هذا المد الدعائي وكل هذا الرجاء إلا أنني خذلتهم مع بداية انطلاق السباق حين تخلفت عن مواكبة ومشاهدة التلفزيون سواء في وقت الذروة أو الأوقات العادية أو الأوقات الميتة، ومن عادتي إذا حضرت في الولائم الكبيرة والدسمة والمنوعة أن احتار ثم تصيبني حالة من التخمة والشبع المسبق وقد أختار شيئاً يسيراً وبسيطاً من هذه المائدة المزحومة، وهكذا الحال مع التلفزيون فقد أصبت بالتخمة والحيرة لمجرد أن تابعت حملة الترويج التي سبقت رمضان حتى إذا حانت ساعة الانطلاق وجدتني أغوص في حيرة لا تمكنني من الاختيار. مها السنان: تابعت مسلسل (عمر) وتمنيت مزيداً من الاهتمام بالملابس يختم حديثه ويقول: في هذا الشهر كسبت الجلوس على مائدة الإفطار مع والدي ووالدتي - يحفظهما الله - وإخواني وأبنائهم، فكان مجرد جلوسنا وإفطارنا مصحوباً بنقاشاتنا وجدالاتنا مسلسل يومي ممتع لي ولهم، ولان العادة قد جرت على أن يعاد بث هذه المسلسلات والبرامج بعد رمضان سأجد حينها الفرصة لمشاهدة ما فاتني وربما أخبركم حينها بوجهة نظري في تلفزيون رمضان. تمنيت مزيداً من الاهتمام بالملابس!! ملحق بنات اما الناقدة الدكتورة مها السنان فتقول: شاهدت عدداً من حلقات مسلسل (عمر)، ربما أكثر ما يميز هذا العمل عما سواه من الأعمال التاريخية العربية إذا استثنينا الاعمال التي أخرجها مصطفى العقاد رحمه الله هو الاهتمام بالتدقيق في تفاصيل العمارة والمنحوتات (الأصنام)، حيث كانت خلفية المشاهد ذات مبانٍ حجرية بنفس طراز العمارة التي لايزال البعض منها قائم حتى اللحظة في منطقة السروات التي تميزت بالصخور السوداء، أما المنحوتات فهي أكثر شبهاً بالمعبودات الحجرية أو المعدنية والتي تم الكشف عنها خلال التنقيبات الأثرية في مناطق مجاورة. تكمل حديثها وتقول: تمنيت مزيداً من الاهتمام بالملابس أيضاً، من خلال الإطلاع على الدراسات التي تناولت تاريخ الملابس أو من خلال كتب التاريخ في هذا المجال. مسلسل عُمر المذيعة في قناة(Mbc )غادة العلي من جانبها قالت الإعلامية غادة العلي المذيعة في إذاعة MBC FM أنها بشكل عام مقلة في متابعة المسلسلات في شهر رمضان لأنها تعرض بعد ذلك على مدار العام واستغرب من حشد هذا الكم الهائل تحديدا في هذا الشهر الفضيل"، وأضافت "بحسب ما تابعت حتى الان لم يلفت انتباهي سوى مسلسل "عمر" وأجده يتناسب وروحانية الشهر الكريم". مسلسل فرقة ناجي عطاالله وبالنسبة لرأيها في الأعمال الأخرى تقول غادة "لم تسعف الواقعية المسلسلات الكويتية بعد أن لعبت لفترة على وتر مشاعر الحزن عند المشاهد وهي بحاجة إلى اختلاق نمط جديد يغير من سير الدراما الكويتية والتي أصبحت محفوظة لدى المشاهد". وتضيف: "ملحق بنات ""وصبايا" هما نموذجان مختلقان لسحب انتباه المشاهد ولكن بانتقائية أما المسلسلات السورية فهي الاكثر تعبيرا وقدرة على فرض احترام المشاهد حتى الان رغم قلتها هذا العام، بينما المسلسلات المصرية ربما استعانتها بورقة العمالقة قد اسعفها بعد دوري عادل امام في "فرقة ناجي عطالله" ويحيى الفخراني في "الخواجة عبدالقادر" وأجد الاخير هو الأبرز حتى الان بعد مسلسل "عمر". هاني نقشبندي وعن رأيها في المسلسلات السعودية فتقول غادة إنها أصابتها بالغثاء "فالكل يبحث عن عمل ودور ليتمسك به وما ان يصفق له لقيامه بدور ما حتى يصبح هذا الدور تفاحة نيوتن القابلة للتجارب والاستهلاك في كل موسم وما ان ينجح ثنائي الا ونتنبأ لهما بالانفصال بعد طغت عليهما مصالح شخصية". وبالنسبة للمسلسلات الإذاعية تقول غادة "أجدها مناسبة لأجواء شهر رمضان ولكن توفر الكاتب الإذاعي الجيد هو سر نجاح العمل كما اننا بحاجة الى كتاب اكثر في هذا الخصوص ولو انني اجد تكرار العمل بأجزاء هو دعوة للملل". إدريس الدريس مها السنان