"أقدر للإذاعة جهودها فيما رمت إليه من عنايتها بكتابي كتاب أيامي، لقد رأت كتاب أيامي لا يمثلني فقط ولا يمثل حياتي فقط بقدر ما يمثل الجيل الذي عشته قبل اليوم". الكلام السابق يأتي مقدمة لمسلسل أيامي للرائد الراحل أحمد السباعي وبصوته والذي تبثه يومياً إذاعة البرنامج العام من الرياض، هذا المسلسل الإذاعي أعده عن قصة الأديب أحمد السباعي أيامي حسين عبد الغفار وأخرجه أمين قطان، وبمشاركة عدد من الفنانين من جدة إضافة إلى كل من الفنانين علي عبد الكريم و يحيى لبان ومصطفى اسكندراني وسراج عمر الذي يشارك غناء وتمثيلاً،المسلسل من خلال الأسماء التي ذكرناها و إشارة أحمد السباعي توضح بأن إنتاج هذا المسلسل تم قبل أكثر من ربع قرن، وأعتقد أنه من الكنوز التي تزخر بها مكتبات إذاعات المملكة العربية السعودية التسجيلية، بكل تأكيد هنالك أعمال كثيرة غير هذا المسلسل وبالذات في مجال الدراما، لكن تحتاج إلى مبادرة لإعادة بثها، مسلسل أيامي للسباعي نموذج جميل لتاريخ حقبة زمنية لا نعرفها بصورة جيدة فما بالكم بأبنائنا وأحفادنا، والتراث الشعبي الغنائي الذي يقدم في المسلسل مذهل وممتع، أنا أتوقع أن الكثير لم يسمع أو يتابع هذا المسلسل، لسبب بسيط وهو إذاعته لمرة أو مرتين وفي أوقات يكون أغلب الناس في أعمالهم، مدة المسلسل لا تتجاوز الخمس عشرة دقيقة، لماذا لا يذاع أربع أو خمس مرات في فترات متفرقة، من جانب آخر لماذا لا يكون هنالك اهتمام بالدراما، كثير من الإذاعات العريقة مثل "صوت العرب" تهتم كثيراً بالدراما، لا بأس من وجود برامج مباشرة تناقش مشاكل الناس الأسرية والتعليمية والنفسية وغيرها من البرامج، ولكن يجب أن لا تكون الإذاعة وسيلة لبث هموم الناس ومشكلاتهم فقط، لابد من جانب المتعة والترويح والتثقيف والتوعية أيضاً وهذا يكون غالباً من خلال الدراما الإذاعية. أيامي للسباعي نموذج بسيط لثراء التراث الفكري والإبداعي في المملكة، هنالك قصص وروايات كثيرة تستحق أن تنتج إذاعياً وتلفزيونياً، من يقرأ سيرة الأديب الكبير عزيز ضياء "حياتي مع الجوع والحب والحرب" يذهل من تلك الأحداث التي تدور في تلك السيرة، وقبل زمن أُنتجت تلفزيونياً رواية "ومرت الأيام" لحامد دمنهوري، وتم عرضها منذ سنوات طويلة لمرة واحدة فقط، ربما هنالك بعض الملاحظات على تنفيذ العمل، عموماً يجب أن تتجه الإذاعة والتلفزيون إلى الإنتاج الدرامي الجيد وذلك من خلال آلية منظمة، بحيث تطلب من المهتمين بالتراث الأدبي في المملكة والمتابعين للمشهد الثقافي القديم والحديث بترشيح الأعمال الجيدة التي تستحق أن تنتج تلفزيونياً وإذاعياً، بعد ذلك تبدأ عملية الإنتاج وذلك بتقديمها للمختصين بالدراما وكتاب السيناريو ومن ثم يبدأ بتنفيذها، حينها سيقدر كل مشاهد للتلفزيون ومستمع للإذاعة ما رمت إليه من عناية بثقافة الوطن، واحترام للمستمع والمشاهد، ورحم الله روادنا الذين أوقدوا شمعة الإبداع في بل