عندما تشاهد مشهد الزعيم عادل إمام أو بهجت الأباصيرى فى مسرحية "مدرسة المشاغبين" وهو يشاغب فى معلمته الفنانة القديرة سهير البابلى رداً على مرسى الزناتى "سعيد صالح" وهم يتحدثون عن "اللغاليغ" ذلك المشهد الذى يضحكك فى كل مرة تشاهده وكأنك تشاهده للمرة الأولى أو مشاهد الفنان القدير يونس شلبى فى مسرحية "العيال كبرت" مع سعيد صالح ، مشاهد كثيرة سطرها تاريخ المسرح المصرى حُفرت فى ذاكرة العالم العربى فهو تراث عامر بالأصالة والفن الحقيقى الجدير بالوقوف له إحتراماً وتقديراً والتصقيف له بحرارة ، أجواء القاهرة تختلف عن أى دولة فى العالم حتى وإن كانت تعانى من بعض الصعوبات بعد إنهاك قواها بسبب مرورها بالعديد من الثورات او والإنتفاضات الشعبية المتتالية ولكنها تظل تحمل الأصالة والتاريخ المصرى العريق ، عند المناسبات تجد الجميع يأتى ويتقاسم مع الأخرين الحزن أو الفرح ويا حظ الزائر الكريم إن كان تواجده فى أم الدنيا يواكب شهر الصوم والبركة شهر رمضان الكريم فهذا الشهر له سحر خاص فى القاهرة فتجد الشوارع تعج بالنفحات الروحانية وأصوات المشايخ تأتيك من كل مكان ، تجد الشوارع مزينة بالزينة الورقية وفوانيس رمضان المصنوعة من النحاس والأخشاب المصرية حتى وإن دخل عليها بعض الفوانيس المتطورة الحديثة إلا أن للفوانيس الخشبية والنحاسية المكانة فى القلب الكبيرة فتتعطر الشوارع بروائح الكنافة والقطايف والمشروبات الرمضانية الشهيرة فى مصر كعصير الخروب والسوبيا المصرية التى إجتهد الكثيرين لتقليدها ولكن بائت جميع المحاولات بالفشل الذريع وظل مشروب السوبيا المصرى له سر لم يقدر أحد على إكتشافه كما التحنيط عند القدماء المصريين ! تكتظ الموائد المصرية بما لذ وطاب فى رمضان فهى عامرة أول يوم فى رمضان بصوانى الرقاق المصرى الشهير والبط المحمر والمحشى بكافة أنواعه والشوربة ثم الخشاف للتحلية مع الكنافة والقطايف وتلك تعتبر الوجبة الأساسية فى جميع المنازل المصرية إلا قلة قليلة فقط ما تقوم بتغيير تلك المائدة لشيئ أخر ولا أدرى ما سر هذه العادة !! وتجد الجيران والأهالى والأقارب يتبادلون الزيارات الإجتماعية وصوانى وأطباق الطعام والحلوى فى جو عائلى مليئ بالدفى والحب ثم تلتف الأسر لقراءة القرآن الكريم والصلاة جماعة فى المسجد فتجد الشوارع فى صمت رهيب وتوقف تام بسبب الزحام والأسطول البشرى من المُصليين الذين لا تفوتهم صلاة التراويح بالمساجد فى كل مكان فى مصر مرتبط