«رمضان كريم» بتلك العبارة يهنئ المصريون بعضهم البعض، مرحبين بالشهر الكريم بعد أن انتظروا إعلان دار الإفتاء لقدومه، والتي تكون بداية للاحتفال بقدومه تليها تزيين الشوارع بالزين والأنوار التي تحول الليل لنهار حتى الفجر، والخيم الرمضانية التي تشهد موائد رمضانية يقيمها التجار والفنانون والإعلاميون، وانتشار الفوانيس التي لا يخلو منها بيت وترتبط بشهر رمضان، ويحرص الجميع على اقتنائها. عم الشيخ رمضان حرص المصريون منذ سنوات طويلة على تعليم أبنائهم أن رمضان يظهر بصورة رجل وقور وبلحية بيضاء ويوزع الهدايا والحلوى، فخلدت تلك الصورة في أذهان الأطفال الذي يسألون آباءهم عن رمضان ووقت قدومه، ويفرحون لقدومه ويخرجون في الشوارع مرحبين بقدومه، وتلك الصورة ولكن بشكل أكبر ومختلف ترتسم لدى الكبار نساء رجالا، حيث تزدحم الشوارع والأسواق والمساجد حتى ساعات الفجر. ويشكل رمضان فرصة لحل العديد من المشاكل الأسرية، حيث يحرص الجميع على نسيان ما حدث وإعادة أواصر القربى والصلة بينهم، حيث يقومون بإقامة وجبات إفطار وسحور بين الأسر يتخللها نقاشات عائلية. الكبسة الخليجية تبدأ مع منتصف شعبان الاستعدادات لموائد الإفطار والتي يساهم فيها الجميع، فلا تخلو المساجد من إحدى تلك الموائد التي يحرص على تقديم الجميع للفقراء والمساكين، وتعتبر الكبسة الخليجية من الأكلات التي يحرصون على تقديمها في موائد الإفطار، ويقدمها تجار خليجيون افتتحوا مطاعم في شوارع المدن المصرية، ويقدم رجال الأعمال إفطارا يوميا من المطاعم الراقية من خلال التعاقد معها، ويقدمون الإفطار للجمعيات الخيرية. مساجد تنافسية تشهد المساجد المصرية تنافسا في تقديم خدماتها للمصلين، حيث يحرص المصلون على اختيار القارئ حسن الصوت وعلى أسمائها التي اشتهر بها قراء وتركوها كمسجد عمرو بن العاص لا يعرفه المصلون باسمه الآن مسجد الشيخ محمد جبريل؛ رغم أن الشيخ محمد جبريل لا يصلي فيه إلا في رمضان، ويتزايد عدد المصلين خلال الصلوات المفروضة والتراويح. سفرة الإفطار يفطر في الغالب بعض المصريين بمشروب مثلج في شهر الصيف يمسى العرقسوس؛ لتميزه في منع العطش نهارا في الصيف، وعائلات تحرص على تناول مشروبات أخرى كالكركدية أو قمر الدين والمانجو أو البرتقال المثلج، ويشمل بقية الإفطار «الفول» الذي لا تخلو منه سفرة الإفطار في العوائل المصرية وشوربة لسان العصفور، واللحوم الحمراء والبيضاء والبيض، والملوخيه والمكرونة بالبشاميل، وتزدان المائدة بالسلطة الخضراء أو سلطة الزبادي بالخيار، ومحشي ورق عنب، والدجاج المشوي أو بعض المشويات كالكباب والكفتة وتتنافس النساء مع بعضهن في تحضير الإفطار وتبادل العزومات والولائم مع الأهل والأقارب، ويحلي المصريون ببعض الحلويات كالكنافة والقطايف والبقلاوة والمهلبية وأم علي. ويحرص المصريون على العزائم المتكررة طيلة أيام الشهر للأهل والأصدقاء بعد أن توارثوا العادة عن آبائهم وأجدادهم.