لقد ذكرت في بضعة مقالات سابقة أن هذا العام 2017 هو عام الهجمات الإلكترونية. الهجمات الإلكترونية التي أصبح في كل بلد حتي أنها تدخلت في مجال الانتخابات الرئاسية وأصبحت قادرة علي تغير نتائجها. لتأتي عملاقة البرمجيات الأمريكية مايكروسوفت بدعوة لاتفاقية مهمة : دعت شركة مايكروسوفت على لسان الرئيس القانوني "براد سميث" إلى وضع قواعد فيما يخص الهجمات والتهديدات الإلكترونية. وقد نشر براد هذا في تدوينة له علي موقع مايكروسوفت أوضح فيها الخطوط العريضة لاتفاقية تدعى "اتفاقية جنيف الرقمية". وحث حكومات العالم على تشكيل هيئة دولية لحماية المدنيين من القرصنة التي ترعاها الدول. وأشار براد سميث إلى أن الهجمات الإلكترونية الأخيرة التي أصبحت بارزة في كل المجالات خلقت العديد من التساؤلات. ولذلك أصبحنا بحاجة إلى وجود قواعد وضوابط عالمية للنشاطات التي تقوم بها الحكومات في الفضاء الإلكتروني. وأنه ينبغي أن تتواجد معاهدات وهيئة تحكيم محايدة لمحاسبة الحكومات العالمية عند ارتكابها لهجمات وجرائم إلكترونية. ودعا براد أيضاً إلى: وضع معاهدات رقمية مماثلة لمعاهدات جنيف لعام 1949 التي اختصت بالصراعات المسلحة عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية. وصرح "نحن بحاجة إلى اتفاقية جنيف الرقمية التي من شأنها أن تلزم الحكومات بتنفيذ المعايير اللازمة لحماية المدنيين على شبكة الانترنت في أوقات السلم". والجدير بالذكر أن اتفاقيات جنيف هي بمثابة معاهدات جرى وضعها بعد الحرب العالمية الثانية. والتي تهدف إلى وضع قواعد تمنع التطرف وسط الصراعات المسلحة. بحيث تصنف الانتهاكات لهذه المعاهدات على أنها جريمة حرب. وبناء عليه دعا سميث الرئيسان الأمريكي والروسي دونالد ترامب وفلاديمير بوتين على وجه الخصوص: من أجل إنشاء اتفاق يمنع قرصنة الدول والحكومات لجميع جوانب الحياة المدنية بما في ذلك البنية التحتية الاقتصادية والسياسية. ولخص سميث اقتراحاته أثناء الجلسة الرئيسية لمؤتمر الأمن السيبراني RSA وهو الحدث الأبرز سنوياً الذي يتعلق بالأمن والتشفير والمعلومات، ويعقد في مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. وأشار أيضاً إلى الحاجة لمنظمة محايدة مستقلة تتبع معايير مستقلة مثل "سويسرا الرقمية". ويكن من وظائفها التالي:- 1. تحديد التهديدات الإلكترونية. 2. تمتلك القوة اللازمة للتحقيق في جميع القطاعات العامة والخاصة. 3. توفير السجلات العامة فيما يخص الهجمات الإلكترونية المعروفة. 4. تجبر الحكومات على نشر تقارير حول الثغرات الأمنية. فهل سسقبل الرئيس الأمريكي والرئيس الروسي بمثل هذا وهما المتهمان بتغير نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة. دعنا نتظر ونري ما سيحدث لهذا العالم…!؟