في عصر التحالفات الأقليمية والتكتُلات السياسية ذات المصالح المشتركة على الصعيد الاقتصادي والسياسي والعسكري اصبح في حُكم الضرورة للدول إعادة تمركزها الاستراتيجي من خلال بناء قوة شاملة قادرة على مواجهة التغيرات الأقليمية والدولية لاسيما في ظل التنافس المحموم الذي يجتاح العالم بهدف بسط النفوذ وإحكام السيطرة السياسية سواء بقوة الاقتصاد أو بالقوة العسكرية التي تحافظ على هيبة الكيان وسيادته. ولعل خليجنا العربي على وجه الخصوص وبما يتميز به من مكان جغرافي عالي الأستراتيجية ومكانة اقتصادية تُعد شريان الطاقة الرئيس في العالم ،يحتل المرتبة الأولى من حيث المناطق الأكثر حاجة للتكاتف والتحالف لاسيما في ظل التقارب الثقافي والسياسي بين قادته وشعوبه على حدٍ سواء ، لا سيما مع وجود مقومات عالية التأثير على الصعيد الاقليمي والدولي قادرة على تكوين قوة اتحادية ضاربة تُعيد التوازن بين ضفتي الخليج ، توقف الغطرسة الفارسية وتقطع دابر أجندته وأذرعته التي لا تألو جهدا في سبيل زعزعة أمن دول الخليج وغرس بذور الفتنة في أرض لا تقبل من البذور إلا ما صلح نباته. ومن أبرز الخُطوات الواعية المُلمة بما يدور على المستوى الأقليمي والدولي ، جولة الحزم التي قادها زعيم العزم خادم الحرمين الشريفين رُبان وقائد وخادم الأمة الملك سلمان بن عبدالعزيز التي بدأت من شُركاء الحزم في ابو ظبي وانتهت في دار الصباح مروراً بالشقيقتين قطر والبحرين وما تخللها من حفاوة وإحتفاء شعبي منقطع النظير ، لتؤكد بشفافية تعطش شعوب الخليج لاتحاد خليجي حقيقي آن الأوان ليكون واقعاً يساهم الجميع في تجسيده ، وما قوبلت به تلك الجولة الملكية من اشقائنا في الخليج تبرز رغبة وتأييداً وترحيباً بسياسة الحزم واللبنة الاولى التي دشنها الملك سلمان عندما استجاب لنداء الأشقاء باليمن ، وما تلك الخطوة الشجاعة إلا رسالة كتبت بلغة الخليج الجديد الذي لم يُعد كما كان دول مُصدرة للنفط وحسب ، بل هو ماض نحو اتحاد يفرض مصالحه ومصالح أمته على العالم أجمع. وما يلفت إنتباه العالم ويدعو للفخر بالخليج وقادته، ويبشر بنقلة نوعية ، ما تحظى به رؤى خادم الحرمين لدى اخوانه من قادة الخليج من قبول وثقة ،و لنا في قوى التحالف العربي وعاصفة الحزم خير برهان أن زُعماء الخليج على قلب رجل واحد ، وهذا ماجعل من الجولة الملكية الخليجية ذات أهمية بالغة استقطبت انظار العالم ، لاسيما أن ساسة العالم يدركون جيداً ، أن الخليج العربي اليوم بوجود قائد قوي كالملك سلمان ليس هو الخليج بالأمس ومستقبله وقراره سيكون بأيدي أبنائه فقط ، وبما يواكب وطموح إنسان هذه الأرض الغنية بقادتها وشعوبها قبل ثرواتها. مرتبط