أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها قصفت مواقع في سوريا انطلاقا من سفنها الحربية المنتشرة في البحر الأبيض المتوسط. ويأتي هذا التطور بعد أن قصفت روسيا الثلاثاء للمرة الأولى أهدافا في سوريا بواسطة قاذفات انطلقت من قاعدة عسكرية في همدان، شمال غرب إيران. وأضافت وزارة الدفاع أن "السفن المزودة بمنصات لإطلاق الصواريخ +زيليني دول+ و و+سيربوخوف+ من أسطول البحر الأسود أطلقت ثلاث مرات صواريخ كروز. وتابعت "تم تدمير مركز قيادة وقاعدة للإرهابيين في دارة عزة (غرب حلب)، فضلا عن مصنع للمتفجرات ومستودع كبير للذخائر في منطقة حلب خلال هذه الهجمات". وأكدت أن الصواريخ عبرت "فوق مناطق غير مأهولة من أجل ضمان سلامة السكان المدنيين". وتشهد حلب المدينة الرئيسية في النزاع السوري حاليا قتالا مريرا بين قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة. وتقول الأممالمتحدة أن مئات الآلاف المدنيين محاصرون ويعانون من نقص كبير في الغذاء والدواء. هذا، وكانت مجموعة من السفن الحربية الروسية قد بدأت الاثنين 15 أغسطس/آب، مناورات تكتيكية في الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن السفينتين "سيربوخوف" و"زيليوني دول" الصاروخيتين، بالتعاون مع مجموعة من السفن الحربية الروسية الموجودة في البحر المتوسط على أساس دائم، ستشارك في هذه المناورات التي تهدف إلى التدريب على تنفيذ عدد من المهام، بما فيها القيام بالرماية في ظروف قريبة من ظروف القتال الحقيقية. من جهة اخرى أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قاذفات "تو-22 إم 3" بعيدة المدى وقاذفات "سو-34" شنت ضربة مكثفة جديدة ضد مواقع "داعش" في سوريا، انطلاقا من مطارات في روسياوإيران. وأوضحت وزارة الدفاع في بيان لها أن الغارة التي نفذتها القاذفات يوم الخميس 18 أغسطس/آب، استهدفت مواقع ل"داعش" في ريف دير الزور. يذكر أنها ثالث غارة تنفذها القاذفات الروسية انطلاقا من قاعدة همدان الجوية الإيرانية. وتابعت الوزارة أن الغارة أسفرت عن تدمير 5 مستودعات كبيرة تحوي على الأسلحة والذخيرة والمحروقات، بالإضافة إلى إصابة 6 مراكز قيادة، والقضاء على عدد كبير من الإرهابيين، وتدمير مرابض مدفعية ومدرعات تابعة للإرهابيين. وأضافت الوزارة أن مقاتلات "سو-30 إس إم" و"سو-35 إس" أقلعت من مطار حميميم في سوريا، قامت بتغطية عمليات القاذفات. وبعد إنجاز المهمة القتالية، عادت كافة الطائرات الحربية إلى مطارات مرابطتها. وقالت الولاياتالمتحدة الأربعاء أنها تبحث "ما إذا كان قد حصل خرق" من جانب موسكو لقرار مجلس الأمن مع تجديدها الغارات على سوريا انطلاقا من إيران. من جهتها اعتبرت روسيا أن عمليتها لا تشكل انتهاكا للقرار الدولي بحق طهران. واعتبرت روسيا الأربعاء أنها لا تنتهك قرار الأممالمتحدة الذي يستهدف إيران، فيما قصف الطيران الروسي لليوم الثاني على التوالي مواقع جهاديين في سوريا منطلقا من قاعدة همدان الجوية الإيرانية. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن استخدام بلاده قاعدة همدان لا يشكل في أي حال انتهاكا لحظر الأسلحة أو نقلها الذي يستهدف الجمهورية الإسلامية كما قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية . وكانت الخارجية الأمريكية رأت الثلاثاء أن الخطوة الروسية "مؤسفة لكنها ليست مستغربة" وأثارت إمكانية أن تكون قد "خرقت" قرار حظر الأسلحة. وقال لافروف "في الوضع الراهن، لم يحصل بيع أو تسليم أو نقل طائرات عسكرية إلى إيران. هذه الطائرات تشارك في عملية لمكافحة الإرهاب في سوريا بناء على طلب السلطات الشرعية السورية وبموافقة إيران". وكرر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر الأربعاء أن الولاياتالمتحدة "تبحث وتقيم ما إذا كان قد حصل خرق" من جانب موسكو لقرار مجلس الأمن. وأوضح أن "ذلك يتطلب تحليلا قانونيا دقيقا جدا"، مبديا أسفه لأن روسيا "تواصل تعقيد وضعا خطيرا بالفعل في حلب". وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن "الطائرات كانت محملة بقدرتها القصوى من القنابل". وهذه الضربات سمحت وفق الوزارة بتدمير موقعي قيادة ومعسكرات تدريب لتنظيم داعش وكذلك "القضاء على أكثر من 150 مقاتلا بينهم مرتزقة أجانب". وضربت روسيا للمرة الأولى الثلاثاء أهدافا في سوريا انطلاقا من مطار همدان الواقع في شمال غرب إيران، في خطوة إضافية في إطار التعاون العسكري بين أبرز حليفين داعمين للنظام السوري. وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها روسيا أراضي بلد آخر لتنفيذ ضربات في سوريا منذ بدء حملتها العسكرية قبل نحو عام. وبررت إيران الأربعاء استخدام الطيران الروسي لقاعدتها، مؤكدة أنها تتحرك "بما ينسجم مع المعايير الدولية". وقال علاء الدين بوروجردي رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني إن "الأمر الوحيد الذي يحصل هو أن المقاتلين الروس سمح لهم باستخدام هذه القاعدة لتلقي الإمدادات". ويرى خبراء أن استخدام القاعدة الإيرانية إضافة إلى قاعدة حميميم الروسية في شمال غرب سوريا يمنح موسكو أفضلية تكتيكية ويتيح لها إرسال قاذفات ثقيلة محملة بعدد أكبر من القنابل وتنفيذ الطلعات في وقت قصير نسبيا. من جهته، رد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنكوف أن الضربات الجوية للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في سوريا انطلاقا من قاعدة أنجرليك التركية تتنافى وميثاق الأممالمتحدة.