أقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السياسي المخضرم ووزير الدفاع الأسبق سيرغي إيفانوف من منصب رئيس الديوان الرئاسي، وعين في مكانه دبلوماسيا خبيرا باللغة اليابانية. وجاءت إقالة سيرغي إيفانوف الذي كان يعد من الشخصيات الأكثر نفوذا في القيادة الروسية، كمفاجأة بالنسبة للرأي العام الروسي. وسيتولى إيفانوف الذي كان يقود الديوان الرئاسي في روسيا منذ عام 2011، منصب ممثل الرئيس لشؤون البيئة ووسائل النقل. تأتي هذه الخطوة التي لم تكن متوقعة بعد أسبوعين تقريبا من سلسلة تعيينات لمسؤولين في الأقاليم الروسية رأى فيها خبراء أنها توجه لتجديد دماء إدارة بوتين بشكل عام. بينما اعتبرها آخرون خطوة وإجراء لتنظيم الصفوف قبل معركة الانتخابات التشريعية التي ستجري في 18 سبتمبر/أيلول المقبل، وكذلك الانتخابات الرئاسية في عام 2018. وقال بوتين خلال لقاء عقده مع إيفانوف يوم الجمعة 12 أغسطس/آب، إن التعديلات في الديوان الرئاسي جاءت استجابة لطلب إيفانوف نفسه، وهو رشح نائبه أنطون فاينو لشغل هذا المنصب المسؤول. شكر بوتين رئيس الديوان السابق على عمله الفعال في هذا المنصب على مدى السنوات ال5 الماضية. وسيحتفظ إيفانوف بمقعده في مجلس الأمن الروسي. يذكر أن سيرغي إيفانوف، وهو من مواليد 1953، تخرج من كلية اللغات في جامعة لينينغراد في عام 1975 كمترجم من اللغة الروسية إلى اللغة الانجليزية وبالعكس، ومن الدورات العليا للجنة أمن الدولة للاتحاد السوفيتي "كي جي بي" في مينسك (عام 1976) ومن معهد "كي جي بي" (عام 1981). وبدأ إيفانوف عمله في "كي جي بي" في عام 1975، وفي الفترة 1976-1977 عمل في نفس القسم الذي كان فلاديمير بوتين موظفا فيه آنذاك. وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي، واصل إيفانوف العمل في هيئة الاستخبارات الخارجية، ومن ثم في هيئة الأمن الفدرالي في روسيا. وفي عام 1999 تولى منصب أمين عام مجلس الأمن الروسي. وفي مارس/آذار عام 2001، بعد تولي فلاديمير بوتين الرئاسة، عُيّن إيفانوف في منصب وزير الدفاع. وفي عام 2007 تولى منصب نائب رئيس الوزراء الروسي وبقي فيه حتى تعيينه في منصب رئيس الديوان الرئاسي في ديسمبر/كانون الأول عام 2011. والرئيس الجديد للديوان الرئاسي الروسي أنطون فاينو ولد عام 1972 في مدينة تالين عاصمة إستونيا. وهو حفيد كارل فاينو، السكرتير الأول السابق لحزب إستونيا الشيوعي. ويترأس والده إدوارد فاينو مجلس الأعمال الروسي-الكوبي، كما أنه يشغل منصب نائب رئيس شركة "أفتوفاز". وتخرج فاينو من معهد موسكو للعلاقات الدولية التابع للخارجية الروسية، وهو يتقن اللغتين الانجليزية واليابانية. وبدأ فاينو مسيرته المهنية في السفارة الروسية باليابان عام 1996، وواصل عمله في طوكيو حتى عام 2001، وبعدها انتقل إلى قسم دول آسيا في وزارة الخارجية الروسية. وفي عام 2002، بدأ فاينو العمل في قسم المراسم التابع للديوان الرئاسي، وواصل العمل في مجال تنظيم المراسم بالرئاسة والحكومة الروسية حتى توليه منصب نائب رئيس الديوان الرئاسي في مايو/أيار عام 2012. واعتبر المحلل السياسي يفغيني مينتشينكو، مدير عام المعهد الدولي للتحليل السياسي، أن استقالة إيفانوف من الديوان الرئاسي الروسي لم تكن قرارا مفاجئا. وذكر بأن بوتين خلال اللقاء مع إيفانوف وفاينو يوم الجمعة، أعاد إلى الأذهان أن إيفانوف نفسه لدى توليه منصب رئيس الديوان الرئاسي عام 2011 اشترط عدم إبقائه في هذا المنصب لأكثر من 4 سنوات. وتابع أن بوتين عمل بصورة ممنهجة خلال السنوات الماضية على تربية جيل جديد من التكنوقراط، مشيرا إلى أن تعديلات أخرى جرت في الديوان الرئاسي بالتزامن مع تعيين فاينو في منصبه الجديد. واعتبر المحلل أن رحيل إيفانوف في هذه اللحظة بالذات بسبب شعوره بالإرهاق على خلفية تقدمه في السن وفقدانه ابنه ألكسندر الذي غرق في البحر أثناء قضائه الإجازة في الإمارات في عام 2014.