جدة – سليمان سعيد تصوير – عبدالله الغامدي نماذج مشرقة في ذاكرة الاعلام كانت قد اضاءت عتمة الليل في زمن التحديات الصعبة على خارطة مستقبل يلفه الظلام حول منظومة المعوقات خارج قواميس المفاهيم الحقيقية لتفاصيل الكثير من المحاور والثوابت. هنا تبرز تجربة لواحدة من بنات الميكروفون الاذاعي اللواتي اقتحمن استوديوهات الاثير السعودية. والدخول في مغامرة العمل الاذاعي من خلال كسر حواجز الاحباط والشراكة بدلا من ذلك في صوت التنمية للارض والانسان على حد سواء. فقد استضاف مركز احمد باديب للدراسات والاستشارات الاعلامية بجدة الاذاعية دلال عزيز ضياء مديرة اذاعة جدة سابقا بحضور المستشار احمد محمد باديب وعدد من المثقفين والاعلاميين حيث تحدثت عن تجربتها في مشوارها الاذاعي. حيث اشارت الى انها بدأت كمتعاونة في اذاعة جدة عندما صدرت موافقة الملك فيصل رحمه الله بالسماح لصوت المرأة ان يظهر في الاذاعة وظهرت اصوات المذيعات وهن بنات كبار الادباء امثال فاتن شاكر ونجاة محمد حسن عواد ونسرين حمزة شحاته ودلال عزيز ضياء على انني كنت قد شاركت للمرة الاولى كطفلة عمري 4 سنوات وكنت اقلد صوت الدجاجة والبطة. واضافت الاذاعية القديرة قائلة: كنت اواصل دراستي الجامعية في الصباح واعمل في المساء في الاذاعة .وفي عام 1980 قدمت برنامج سكن الليل يذاع اخر الليل الساعة الواحدة حيث كان زمان جميع الاذاعات العربية تقفل الساعة الواحدة والنصف وعند التخرج اعطوني استمارة لاختيار ثلاث وزارات للعمل حيث اخترت الاولى والثانية وزارة الاعلام لكن والدي طلب مني اغير الثالثة كتبت وزارة الشؤون الاجتماعية فجاء التعيين في التدريس ورفضت العمل في التدريس لان رغبتي وموهبتي المايك ولازلت اتذكر حينما انعقد مؤتمر الدول الاسلامية في المملكة عملت 46 حلقة مع كبار العلماء والقضاة في المغرب وتونس والجزائر والاردن بينما عمل جميع المذيعين في اذاعة جدة 20 حلقة. باديب كان أكبر داعم في مسيرتي وعندما تم تعييني مديرة لاذاعة جدة ويعتبر اول عنصر نسائي مديرة للاذاعة واجهت صعوبات وتحديات وكان البعض راهن على فشلي وحتى مدير مكتبي تم استبداله بموظف حديث العهد بالعمل الاذاعي والاعلامي.ولكن ولله الحمد حققت النجاح الباهر وكان احمد باديب من اكبر الداعمين لي حيث كان ضيفا لبرنامج الفن وأهله للبرنامج الذي كان يعده ويقدمه سامي خميس رحمه الله ولم يتوقف عند هذا احمد باديب بل كان يرشدني وتعلمت منه اشياء كثيرة وطلبت تمديد الخدمة لمدة سنة وكان الوزير الدكتور عبدالعزيز خوجه صدر لي الموافقة من مجلس الوزراء دليل على نجاحي وتفوقي في ادارة اذاعة جدة. وفي ختام الحوار تحدث المستشار احمد باديب الذي اكد على اهمية الحضور في هذه الامسيات قائلا: انا وانتم محظوظون نعيش تجارب عمالة حفروا في الصخر حتى يصلوا بمشاركاتهم لخدمة المملكة الى ما وصلت اليه مشيراً الى ان والد دلال الاديب الراحل عزيز ضياء رحمه الله ومعه عدد من الرموز الثقافية كانوا من القامات العظيمة في تاريخ ثقافتنا المعاصرة. واضاف الاستاذ باديب قائلا: دلال عزيز ضياء ذكرتني بالعم يحيى كتوعه رحمه الله عندما كان يسكن في دار الايتام واشتغل في الاذاعة وكانت الغلطة بعشرة ريالات وكان المذيع يقول زمان هنا دار الاذاعة السعودية واول مرة يطلع على الهواء قال هنا دار الايتام وضاعت عليه العشرة ريالات حيث كانت الغلطة عقوبتها عشرة ريالات وجلس يتوسل يرجعوا له العشرة ريالات لكن ذلك لم يحصل وبالتالي فان التجربة الاذاعية في بلادنا ثرية ومهمة وغنية. مؤكداً على ضرورة تميز الاذاعي والاذاعية في المملكة لأهمية المكان بين الدول العربية والاسلامية ولذلك لابد ان تكون اللغة الاذاعية عربية اصيلة.متمنياً ان تبني أجيالنا ودفعهم الى الاستفادة من تجارب العمالقة الذين سبقوهم.