«جميعنا نشعر بالفراغ العاطفي بعد رحيلها».. هكذا بدأت أطراف الحديث مديرة إذاعة البرنامج الثاني في جدة سابقا الإعلامية القديرة دلال عزيز ضياء في الذكرى الأولى لوفاة والدتها الإعلامية الرائدة وأول صوت إذاعي نسائي على مستوى الخليج «أسماء محمد يوسف زعزوع» الشهيرة «بماما أسماء»، التي توفيت عن عمر يناهز 93 عاما، وهي من مواليد محلة الشامية في مكةالمكرمة. وفي عودة لحديث الذكريات لاسترجاع سيرة رائدة إعلامية امتهنت العمل الإذاعي باحترافية وجدارة وكرمت في العديد من المحافل الإعلامية، تقول ابنتها دلال عزيز ضياء: اليوم السبت التاسع عشر من شهر ربيع الأول تحل الذكرى الأول لرحيل والدتي الغالية، ومنذ رحيلها وجميعنا نشعر بفراغ عاطفي ووجداني، فهي الأم والمربية التي جمعت بين دورها الاجتماعي وبين احتراف العمل الإذاعي. وتتابع دلال ضياء بقولها «لم أفارق والدتي منذ يوم ولادتي إلى أن كبرت وتزوجت، حيث نسكن في منزل يجمعنا فيه حبها وطيبة قلبها وتوجيهها الذي لا تكل ولا تمل في مخاطبتنا بوعي ومستوى تفكير عالٍ في العديد من شؤون الحياة المختلفة، سواء على الصعيد الاجتماعي أو العملي، حيث كانت رحمها الله مثالا للزوجة الحريصة على أسرتها وزوجها، فكانت تراعي كافة شؤون الوالد رحمه الله واحتياجاته بشكل مباشر بكل ما تحمله بين جنبات قلبها الطيب من محبة وعطاء لامتناهٍ». وعلى الصعيد الإذاعي، تقول دلال ضياء تشكلت بدايات والدتي «ماما أسماء» الإذاعية عندما انطلق صوتها عبر أثير إذاعة الهند في القسم الناطق باللغة العربية عام 49 ميلادي، وحين ذاك صقلت تجربتها الإعلامية لحين عودتها مع الوالد إلى البلاد عام 59 ميلادي، لتمضي بعد ذلك في العمل الريادي الإعلامي وتقطف ثمار شغفها بالإذاعة في المملكة العربية السعودية عام 63 ميلادي، إذ تربى على صوتها العديد من الأجيال، فكانت رحمها الله إذاعية وإعلامية بصوت واعٍ وفكر مثقف؛ لإيمانها بأن قيمة الصوت الإذاعي تكمن في شخصية المذيع المثقف سريع البديهة وحاضر الذهن. وحول ما تعلمته الإذاعية القديرة دلال عزيز ضياء من والدتها «ماما أسماء»، تقول: والدتي رحمها الله مستمعة جيدة للإذاعة، ليس ذلك فحسب، بل تمتلك حسا ناقدا، فكانت تنتقدني وغيري من المذيعات والمذيعين بحرفية ومهنية إعلامية، وكانت تبدي لي ملاحظات عندما أقدم برنامجا إذاعيا حول «كيفية التعامل مع المايكرفون»، وتسدي لي توجيها ونصيحة بأن لا أنقل مشاعري السلبية للمتلقي المستمع حتى لا يتأثر، فالمذيع المتمكن من أدواته هو من يعطي إشارة الانطباع الإيجابي للمستمع حتى لا يمل الاستماع إلى الراديو. وتتابع دلال ضياء بقولها «كانت والدتي رحمها الله وثيقة الصلة بالمذياع، فهي مستمعة بارعة إلى قبل وفاتها تنتقد وتشيد بكافة المذيعات والمذيعين باحترافية شكلت عبر سنوات مديدة من العمل المقترن بحب التعلم والعطاء». أما على صعيد النصائح التي كانت تسديها «ماما أسماء» لابنتها الإعلامية دلال ضياء، فتقول «تعلمت مع مرور السنوات ونضج الخبرة في الحياة حكمة من والدتي جعلتني أعلمها لمن حولي، فكانت دائما ما تنصحني بالتسامح والتخفف من تحميل القلب ما لا يطيق من المحيطين، وبالفعل تربيت على هذه النصيحة الثمينة التي جعلتني أتعامل مع المواقف والحياة من منطلق نصيحة ماما أسماء». وعلى صعيد ما حظيت به ماما أسماء من تكريم، تقول دلال تلقت والدتي تكريما من إذاعات دول مجلس التعاون في مهرجان الخليج بالبحرين كأول صوت نسائي إذاعي على مستوى الخليج، وكرمت أيضا من قبل رواق مكة، ومؤتمر المرأة الإعلامية السعودية الذي عقد في الرياض، ونالت التكريم من قبل صالون سيدات جدة، وكانت رحمها الله سعيدة بالاحتفاء بها وبدورها الإعلامي المميز على مدى سنوات العمر. وتضيف دلال ضياء بقولها «الحديث عن ماما أسماء لا ينتهي، فهي مدرسة إعلامية تربى على ذائقتها الإذاعية العديد من الأجيال، وأنا شخصيا ما زالت نصائحها وتوجيهاتها حاضرة في ذاكرتي ووجداني».