شعر- مطرالروقي منذ أن اطلعت على هذه القصيدة انتابني شعور الإعجاب بها,خاصة أنني وجدت فيها تنازع تخيّلي/تفلسفي دون الاستغراق المفرط بالأمور العقلية التي تسلب من الشعر بريقه, فالخيال منح الجمل الشعرية قدرة على الانطلاق اللا محدود لكن ليس وفق المسار الفلسفي الملتصق بالعقل بل وفق الروح الشاعرية التي تجعل من القارئ أشبه بالطائر المحلق في سماء الكلمات,بينما يكمن التفلسف في تزاوج خفيف بين الغموض والوضوح لصالح الكشف دون سيطرة الحالة الرمزية على بساطة المشهد الشعري,وهذا التحرك بين كل هذه المسارات دون تداخل أحدها على الآخر هو ما منح هذا النص قدرته الجذابة على القبض على المشاعر رغم ما به من بساطة في التناول إلا أنه استطاع اختراق الحاجز الصدري والدخول إلى المشاعر,ومنح كاتب هذه السطور هذه المساحة للكتابة فاتحًا مصراع الكلمات للتناوب فيما بينها في رسم خطوطه وعلاماته. إلا ان مالفت الانتباه في هذه القصيدة أنها خلقت حالة من الحميمية بين النص والقارئ,وكأنني حينما أتأمل كلمات هذا النص أشعر بأنه كُتِب لي,أو أنا الذي قمت بكتابته, لذا لم أجد على نفسي أي غضاضة بأن أمارس هذه الغواية في التأمل,وهذه الحالة تعبر عن حقيقة مفادها – وهي حقيقة عامة تبدو لي – بأن الشعر يعتبر من أكثر الأجناس الأدبية في التعبير عن حميمية العلاقة بين النص والذات وهذا الوضع هو الذي جعل الشعراء منذ الأزل يبحثون عن كل ما يؤكد هويتهم الثقافية والفنية لكي يستطيعوا التعبير بكل سلاسة عن مكنون دواخلهم النفسية دون أي شعور بالقيد. صرخة فاقدك والفقد مضني واحتشاد الظنون خلتني افقد بعد فرقاك حريَتي شكّلت قلبي مثل تشكيلة الزيزفون واخذت منها بعض تكوين شخصيَتي كبرت لك وانت ترسم صورتك فى العيون حتى ملامح وداعك شكلت فيّتي علقتني في ترفك وفي شرفك المصون واسوار معصمك قصه من عصاميّتي الله يسلم يدينك من يدين المنون خدعني الوقت وانا اللي على نيّتي! صرخت من لوعة الجفوه وخضر الطعون وطالت سنابل حروفي من غصن كيّتي! اشباح ذكرى ويسكنها الهوى والجنون والليل نشوة سدوله من خصوصيتي دوزنتني عشق حتى غاروا اهل الفنون والبوح والنوح شدوى صدر قافيّتي وسمرت مع غربة احساسي وقلب ٍحنون كنت انتظر جيتك وانا انتظر جيّتي! مامر فى البال غير اسمك ومر الشجون تعبت من كبر مأساتي ومن سيَتي الله يسامحك وان عز اللقاء ماتهون عش نرجستيك واترك لي رومنسيّتي!