رؤية- ظلال شعر- رنا الفقاري منذ أن اطلعت على هذه القصيدة انتابني شعور الإعجاب بها،خاصة أنني وجدت فيها تنازعا تخيّليا/فلسفيا دون الاستغراق المفرط بالأمور العقلية التي تسلب من الشعر بريقه, فالخيال منح الجمل الشعرية قدرة على الانطلاق اللا محدود لكن ليس وفق المسار الفلسفي الملتصق بالعقل بل وفق الروح الشاعرية التي تجعل من القارئ أشبه بالطائر المحلق في سماء الكلمات,بينما يكمن التفلسف في تزاوج خفيف بين الغموض والوضوح لصالح الكشف دون سيطرة الحالة الرمزية على بساطة المشهد الشعري,وهذا التحرك بين كل هذه المسارات دون تداخل أحدها على الآخر هو ما منح هذا النص قدرته الجذابة على القبض على المشاعر رغم ما به من بساطة في التناول إلا أنه استطاع اختراق الحاجز الصدري والدخول إلى المشاعر,ومنح كاتبة هذه السطور هذه المساحة للكتابة فاتحًا مصراع الكلمات للتناوب فيما بينها في رسم خطوطه وعلاماته. إلا أن مايلفت الانتباه في هذه القصيدة أنها خلقت حالة من الحميمية بين النص والقارئ,وكأنني حينما أتأمل كلمات هذا النص أشعر بأنه كُتِب لي,أو أنا الذي قمت بكتابته, لذا لم أجد على نفسي أي غضاضة بأن أمارس هذه الغواية في التأمل,وهذه الحالة تعبر عن حقيقة مفادها – وهي حقيقة عامة تبدو لي – بأن الشعر يعتبر من أكثر الأجناس الأدبية في التعبير عن حميمية العلاقة بين الناس والذات ، وهذا الوضع هو الذي جعل الشعراء منذ الأزل يبحثون عن كل ما يؤكد هويتهم الثقافية والفنية لكي يستطيعوا التعبير بكل سلاسة عن مكنون دواخلهم النفسية دون أي شعور بالقيد. صوت جرح صدر السكوت الصوت لأن من مده هو مكبوت حبست الصوت جوّاتي أبيه يموت تثيره صورتك عطرك وشالك ساعتك والكوت طلب: خذني من الذكرى من التاريخ للبكرى ترا هذا البرود المُرّ لأشواقي مثل تابوت تعبت اوْلَه أحس العمر من دونك! كأن ياكل من عظامي يقصّر عمْر أيامي و أحلامي و لسّى سكوت؟ أبي أكتب ولا أقراك إذا باوراقي ما ألقاك تجيبك لي هداياك (القلم و النوت) احسّ ان الحروف احيان سبب جوعي سبب ذكراك وخضوعي و لكن قُوت أنا وش فايدة صوتي؟ سكوتي؟ دام فات الفوت أبي ذاك الهدوء المُرّ لأن ياشاعري بعدك ذبحني الصوت ذبحني الصوت