مع هطول الامطار الغزيرة على بعض المدن وجريان السيول بتلك الكثافة اعادت الى الذاكرة تلك السيول التي كانت تسيل بشكل كبير في المدينةالمنورة كل عام تقريباً فهناك مجاري ثلاثة سيول أولها سيل ابو جيدة الذي كان يخترق المدينةالمنورة من ناحية قربان حتى الغابة في الشمال.. والذي عمل على منعه من مجراه بعمل سدود في بداية دخوله الى منطقة المزارع بين قربان وقباء ولا ننسى ما يجعله اكثر شراسة سيل – الرانونا – اذا ما التقى بابي جيدة أو بطحان في منتصف مسيره.. الآن تحول مجرى السيل الى عمارات على الجانبين. وهناك سيل – عروة – أو العقيق والذي يأتي من الجنوب الى الشمال أي يلتقي بسيل ابو جيدة في منطقة الغابة ومن ثم الى منطقة المليليح ومن هناك الى البحر غرباً.. هذا المجرى تحول الى مساكن هو الآخر بعد أن أخذت المشاريع داخل المدينة في هدم الكثير من المنازل فرحل الناس غرباً وشرقاً. وثالث هذه السيول هو سيل العاقول.. الذي يأتي كما يقال من الطائف جنوباً ويحجز في وادي العاقول في الحرة الشرقية – وتتسرب مياهه من تحت صخور الحرة الشرقية الى الشمال الى منطقة سيدنا حمزه حيث كانت توجد بحيرة ماء صغيرة يتواجد فيها سمك صغير ومن ثم تذهب المياه الى المزارع هناك ويقوم اصحاب البساتين بتوزيع المياه على مزارعهم بالنوبة.. على ان وادي العاقول عند امتلاءه بالمياه يجد المواطنون هناك فسحة من الوقت ليقوموا فيه بقضاء وقتا يجدون فيه متعة لطهي الطعام كالرز والعدس او صناعة – الحناني – او شواء اللحم. الآن اختفى كل ذلك.. لكن السؤال هو هل بناء المساكن في مجاري السيول أمر عادي ومطمئن بعد عمل السدود؟ هذا هو السؤال. [email protected]