كانت هناك ثلاثة مجاري للسيول في المدينةالمنورة اثنان في خارجها وواحد يشق أحياءها.. وكان الناس ينتظرون جريانها بكل اهتمام.. فهي علامة الخير الذي ينتظرونه بهطول الامطار.. التي كانت تستمر لأيام حتى يخرج البعض رافعي الأصوات – عليهم يا حليمة – وحليمة هذه هي كناية عن المطر الذي يوصفونه بها لذلك الرخاء الذي يعم – البلدة – فتروى المزارع وترتوي الأرض وتنتعش الوديان.. فهناك وادي العقيق الذي يجري سيله من الجنوب الى الشمال وهو متعارف عليه بسيل عروة.. حيث يخرج الناس في العصاري يمتعون عيونهم بجريانه.. بل ويخوض بعضهم في أطرافه وهناك سيل العاقون الذي يشق حرة قريضة الى سيد الشهداء شمالاً.. فيجد الناس متعتهم حول تلك البحيرة "قائلين" في نشوة على طعام الرز والعدس.. وهذا موقعه في شرق المدينة أما ذلك السيل الذي يشقها هو سيل – بطحان – والذي تعارف عليه الناس بمسمى – سيل أبو جيدة – على أن هناك مجرى سيل يلتقي به في المنتصف هو سيل "الرانونا" الذي بجريانه تمتلئ آبار المزارع وآبار البيوت. والغريب الملاحظ أن تلك الأمطار التي يمتد هطولها لاسبوع كامل.. لا ترى مياهها تغرق الشوارع أو تقطع الطرق أو حتى تتوقف الدراسة في مدارسنا ونسأل أين ذهبت كميات تلك الامطار الغزيرة؟ الآن توقفت تلك – السيول – عن الجريان بعد أن أقيمت في طريقها السدود وتحولت تلك المجاري الى احياء عامرة بأهلها وكأن الناس نسوا تلك السيول وامنوا بتلك السدود والتي نرجو أن تكون الصيانة لها دائمة لا نتركها لعوادي الزمان وتأكل الأيام لها.. نرجو ذلك وندعو الله به.