وأشار إلى العين الزرقاء أو عين الأزرق على الصحيح بالمدينةالمنورة المشهورة والتي كانت مصدراً لمياه الشرب في المدينةالمنورة وهذه العين أجراها مروان بن الحكم بأمر من الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه عندما كان والياً على المدينةالمنورة قبل أكثر من 1300 عام وقد سميت العين الزرقاء بإسم عين الأزرق قديماً كون مروان بن الحكم أزرق العينين ويلقب بالأزرق وكانت هذه العين عبارة عن بئر بقباء غرب مسجد قباء تعرف بالجعفرية بها بستان نخل كثير وامتدت إلى المسجد النبوي الشريف وشقت طريقها وسط المدينة ثم خرجت إلى ظاهر المدينة من الشمال . وقال محافظ المؤسسة العام لتحلية المياه // مياه هذه العين نظيفة ونقية وغير ملوثة وهي بعد الله عز وجل كانت سبباً في عدم تعرض أهل المدينة للأمراض والأوبئة خلاف غيرها من الأوطان التي لم يعتنى بمياهها // مشيراً إلى أن العين تخربت في أوائل الحكم العثماني وعانى أهل المدينة كثيراً بسبب عدم توفر المياه وأصبحوا في ضيق شديد حتى عمرها السلطان سليمان عام 923ه وجرفها السيل عام 990ه وأمر بتعميرها السلطان مراد الثالث عام 999ه وضم اليها بئر الغربال وألحقها بها فزادت مياهها اضعاف ما كانت عليه وكانت . واستعرض اهتمام وعناية واهتمام السلاطين والحكام والملوك بعين الأزرق ومراقبتها وتفقدها وذلك لأهميتها لأهل المدينةالمنورة وزوارها وقد أُنشىء لها لاحقاً مناهل عدة في الساحة وحارة الأغوات وغيرها من الحارات وكانت تسقى منها البساتين الموجودة في داخل المدينة في ذلك الوقت مثل بساتين العينية والمناخة والتاجوري وبستان الأسعدية داخل باب الشامي وبستان داود باشا خارج باب الشامي . واستمرت مجاري العين الأزرق إلى شمال المدينة بين مسجد السبق وقبر ذي النفس الزكية إلى ثنية الوداع وشمال جبل سلع قرب مسجد الراية إلي مساجد الفتح ومسجد علي ومسجد سلمان حتى تصل إلي مجمع مياه يسمى / بالبركة / حيث الغابة ذات الأشجار الكثيفة والبساتين الخضراء والمزارع النضرة ومن هنا تبدأ تظهر على سطح الأرض وكلما استمرت اقتربت من ظاهر الأرض حتى تصبح ظاهرة عند اقترابها من الغابة شرقي مسجد رومة وقد أضيف لعين الأزرق آبار عدة على مدى الأزمان لتغذيتها بالمياه وأصبحت المنابع متعددة لتصل إلي مجراها الأصلي الذي كان كالنهر الغزير يشرب منه الناس والأنعام وتسقى المزارع والبساتين ولا يتسع المقام لتتبع تاريخ هذه العين وما تم لها تفصيلاً إنما أوردتها لأؤكد أن المدينةالمنورة حرسها الله كانت تعتمد كثيراً في حاجتها للمياه على عين الأزرق حتى عهدٍ قريب 0 ولخص المحاضر مصادر المياه الأخرى في المدينةالمنورة في التالي : 1 / السدود وهي عديدة ويمكن تسمية بعضها مثل سد وادي بطحان وسد العاقول وسد عروة وسد الغابه وسد العقيق وهذه السدود تختلف أغراضها حسب ما أنشئت له إما للاستعاضة أو الحماية والتحكم . 2 / الأودية وادي أبو جيدة ووادي رانوناء ووادي رنين ووادي قناه وغيرها وكانت تسيل عند هطول الأمطار. 3 / الآبار بئر رومة وبئر حاء وبضاعة وبئر روان وبئر بويرة وبئر ذات الرقاع وغيرها الكثير وكان يستفيد منها سكان المدينة في الشرب والاستخدامات الأخرى . // انتهى // 1417 ت م