لم تعد الشهادات الجامعية او الدراسات العليا هي التي تقود الفتيات بعد التخرج لكيفية التعامل مع المجتمع المفتوح على مصراعيه، او طريقاً للبحث عن الوظيفة المناسبة في مجال تخصصها، ذلك انهن يفتقدن الى وسائل وطرق التعامل مع الحياة باسالايب خاصة تجهلها الفتاة الجامعية، في حين ان هناك فتيات خبراتهن لم تتعد مرحلة المتوسطة او الثانوية ومع ذلك نجدهن يُجدن فن التعامل مع معطيات الحياة على اكمل وجه ..كيف ذلك؟ انها الدورات الفنية والذهنية تلك التي تعلمنها واتقنها والتي من بينها دورات التأهيل للزواج، ودورات التطوير الذهني واخرى لتنمية المهارات العقلية والقدرة على التفكير الصحيح، وفن التعامل مع الاتيكيت وغيرها من الدورات الصيفية التي تقدمها المؤسسات التدريبية المتخصصة للفتيات والسيدات على شكل دورات قصيرة ومكثفة او طويلة الامد وهادفة . ٭في هذه المساحة التقينا مع مجموعة من المسؤولات ذات العلاقة الفعالة بهذه الدورات والتي تحتاج اليها هؤلاء الفتيات الماراثون تلك الدورات بمختلف اتجاهاتها ..فماذا كانت آرائهن في ذلك؟ ! ٭في البداية تشير السيدة رولا باحمد مديرة مركز شمول للتدريب، والمدربة المعتمدة من الاكاديمية الدولية للتدريب والتوظيف الى ان هناك ثلاث محاور لتطوير الفتيات في مجال ا لتدريب والتوظيف والتعليم، وافكارهن، ومواهبهن وهي " تحقيق التطور العقلي وتفعيل المشاعر وتغيير السلوك " وذلك لاعداد جيل فعال في المجتمع يفكر بايجابية ويتخذ القرارات الصحيحة بما يساهم في تطوير الذات، وزيادة الانتاج وسهولة التعامل مع الآخرين خاصة والفتيات السعوديات يتمتعن بالذكاء عموماً وبقدرة هائلة من التطوير اذا وجدن المساعدة . وتشير ايضا بأن العاملات معها على تنظيم الدورات من الفتيات اللاتي تم تدريبهن من قبل وتهتم باحمد بشدة الى تأهيل الفتاة للزواج للحد من ظاهرة انتشار الطلاق وتعويدها على تحمل المسؤولية ورعاية اسرتها واطفالها، واهل زوجها ايضا مما يوفر عليها كثيراً من العقبات التي قد تواجهها . وتشمل الدورات التي نقوم بتدريبها للفتيات هي التأهيل الديني والنفسي والاجتماعي فيما يتعلق بالتعامل بين الفتاة وزوجها واسرته، ،ما يجب عليها من التزامات ومسووليات جديدة، اضافة للدورات العملية التي تلعب دوراً هاماً يجب الا نغفله، والتي تتضمن فن الطبخ وادوات التجميل وتربية الاطفال، والبحث الذي قامت به ونفذته اثبتت ان كثيرا من المشاكل ترجع لجهل الفتيات خريجات الجامعات بالطبخ ..والاهتمام بالمظهر الخارجي لهن على حساب مظهرهن داخل منازلهم ..واكدت النتائج ان البنات اللاتي حصلن عليها اي حصلن على الدورات الخاصة ساهمت في نجاح حياتهن بشكل كبير، والنجاة من المشاكل لفهمهن عالم الرجل الذي تجهله الكثيرات . الدورات وتغيير النمط الفكري ! ٭ومن جانب آخر ترى مها هاشم مدربة دولية لتطوير الذات حول اهمية الدورات التأهيلية لخريجات الجامعات وللفتيات عموماً : ان هذه الدورات بلاشك مهمة وتساعد الفتيات على تنمية المهارات العقلية بكافة اشكالها بداية من ادارة الوقت وسهولة اتخاذها للقرار، وتغيير الانماط الفكرية ووضع خريطة ذهنية بشرط ان يبدأن بالبرنامج القصير ..والتي تستمر من يومين لاسبوع كطرق القراءة السريعة مما الى جانب من التعامل مع الآخرين في الجامعة، العمل او البيع والشراء . ٭وتشير مها هاشم الى تخصص هام يجب ان تحرص الفتيات على الاستفادة منه، وهو رسم الخريطة الذهنية وتحديد القرارات المصيرية مما يؤهلها ..الى اتخاذ القرارات كتحديد الكلية التي تناسبها وميولها، او القرار الوظيفي المناسب لها في العمل بعد التخرج، وايضا القرارات المؤثرة كالقدرة على اختيار الزوج وتربية الابناء . وقد ساعدت هذه الدورات الكثيرات في زوال حال الكسل الذي كان يصبهن فاصبحن متفوقات وتضرب مثالاً على ذلك بطالبة كانت من المتأخرات دراسياً في المراحل الاولى ثم صارت بتنظيم الوقت والاصرار على النشاط الاولى على صفها وبهذا استطاعت ان تطور عقلها وتفكيرها، الا ان هذا ما يغني هذه المحاضرات، كما توضح المدربة الدولية عن الدراسة الاكاديمية كالدرجات العلمية " البكالوريوس والدكتوراه " لان مدة المحاضرات قصيرة والمادة العلمية فيها بسيطة ..! دورات لأمهات المستقبل ! ٭اما نوف العرفي مسؤولة الموهوبات في احدى المدارس الثانوية الخاصة بجدة، فتؤكد بانه لا يعني تأهيل الفتيات الحصول على الدورات فقط ولكن هناك عوامل وما هو اهم واشمل ولا غنى عنه لاي نمو مجتمعي او تكوين لشخصية امهات المستقبل وهو ممارسة القراءة لكافة التخصصات والاقسام وهو ما كنا نحن نفتقده بعض الشيء مع فتياتنا . لذا فاننا في طريقنا لانشاء ناد اجتماعي يسعى لتطوير الذات لدى الطالبات وكيفية مواجهة المجتمع والتعامل مع افراده بعد الزواج، فكثير من المشاكل تعود الى صعوبة تأقلم الفتاة مع حياتها الجديدة واهل زوجها ومجتمع العمل الجديد عليها، فهدفنا الاول تعريف الطالبات على نماذج المرأة السعودية التي تقوم بخدمات جليلة المجتمع السعودي ليتخذنها قدوة في حياتهن، وسيتطور النادي ليضم مجموعات لنادي الفردوس على مستوى كافة مناطق جدة حتى تكوَّن الفتيات علاقات مع من حولهن من طالبات المدارس الاخرى مما يؤكد فعالية هذا التطوير الذي يؤثر عليها في مجتمعها الواقعي .