من فترة إلى أخرى تظهر لنا نتائج دراسات وأبحاث علمية جلها ومعظمها تصب في صقل وخدمة الإنسان وتطوره المعرفي والسلوكي والمهني وحتى العاطفي، ولعل آخر ما قرأت في الصحف (أخبار الخليج البحرينة عدد الجمعة 27 / 4 / 1430 ه وجريدة الحياة عدد 16821 الجمعة 28 / 4 / 1430 ه) أن مضغ العلكة يحسن ويزيد من فهم وتعميق الرياضيات لدى الطلبة في المدارس، حيث هنالك دراسة علمية قام بها فريق من الباحثين برئاسة كريغ جونستون من معهد ريغلي العلمي وقد شملت هذه الدراسة 108 طلاب تتراوح أعمارهم من 13 حتى 16 سنة في ولاية تكساس الأمريكية وظهرت الدراسة أن هنالك زيادة بنسبة 3% للطلبة الذين يمضغون العلكة مقارنة بغيرهم ممن لا يمضغون (لا يعلكون) خلال 86 % من الوقت الذي قضوه في فصول الرياضيات و36% من الوقت الذي كانوا يؤدون فيه الواجبات المنزلية وذلك خلال ثلاثة أشهر ونصف (14 أسبوعاً)، في الوقت الذي يعتبر مضغ العلكة مخالفة سلوكية في بعض الدول وخاصة العربية منها (أنا ممن ينظرون بهذه النظرة) ولكن مهما كانت النتائج إيجابية لابد لها من مآخذ وتبقى النظرة هذه للقناعة لأصحاب وصناع القرار.. هل نتنازل عن هذه المآخذ والسلبيات من أجل عمق الإيجابيات ذات الطابع الأكثر أثرا في خدمة الإنسان أم أننا نرفضها حتى لا نخسر مبادئنا وأخلاقنا..؟ أسئلة عديدة متقابلة وتزيد من الحاجة والتعمق في أخذ القرار. تبقى الدراسة العلمية (أي دراسة) هي المحرك الرئيس لكل تطور يشهده العالم وما رفضناه اليوم نقبله غدا ولكن بعد أن قفز الآخرون مسافات طويلة وبعيدة المدى. هنالك من الأبحاث والدراسات العلمية التي نتائجها قد تثير الاستغراب وتجعل الإنسان العادي في كومة من الأسئلة كونه لا يدرك الرابط بين الدراسة ونتائجها . قرأت قبل سنوات طويلة مضت نتائج دراسة عملها فريق أبحاث ألماني (حسب ذاكرتي السيئة) هذه الدراسة تفيد أن لعب الأطفال على الرمل وبالرمل الأصفر يزيد من الذكاء عندهم وأن الرمل غير الأصفر لا يؤثر على الذكاء. نعم التجارب العلمية سبيل الرقي والتطور والتقدم، لذا تنبه الغرب لذلك وخصصوا مبالغ ضخمة وفخمة وكبيرة وطائلة من ميزانيات دولهم للأبحاث والتجارب العلمية. لاحظ مبالغ (ضخمة وفخمة وكبيرة وطائلة). التجربة العلمية هي التي جعلتني أتواصل معك خلال لحظات بل أقل منها.. عموماً تبقى التجربة العلمية نبراس تطور الأمم ورقي الشعوب، وتجربة مضع العلكة من التجارب التي سوف يكون لها أثر قوي في تطور المجتمع حسب ظني ولكن بشرطها وشروطها. وأن اختبار تكساس لا أحد متبحر في مجالات المعرفة والمهارات يجهله وأن نتائج العلكة تظهر وفق هذا الاختبار لأمر كبير وعظيم، رغم النسبة البسيطة (3%) لكن له ولها دلالة إحصائية حسب ما قاله رئيس الفريق، فريق الدراسة كريغ. همسة جرب كيف تحب .. وسوف تحب وبهيام. [email protected]