شكل "المعرض الاول للكتاب" في بغداد فرصة لتعويض مكتبات الجامعات المنتشرة في عموم البلاد عن المصادر والابحاث العلمية التي فقدتها جراء فترة الحظر والحروب منذ 19 عاما. ويقول مدير المعرض عصام خضير ان "هذا المعرض العالمي بمشاركة دور نشر متقدمة اتاح للجامعات والمعاهد وطلاب الكليات الاطلاع على آخر المستجدات المعرفية في مختلف المجالات العلمية واثراء مكتبات الجامعات التي تعرضت للتخريب وتعاني من التخلف". والمعرض العالمي للكتاب نظمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع اكثر من مئة دار نشر من بلدان آسيوية واوروبية واميركية. ويضيف خضير "كانت مكتبات الجامعات العراقية تشتهر بأنها تضم ارقى البحوث والدراسات والمصادر العلمية التي اسهمت في رفع كفاءة طلاب الكليات كما شكلت مراجع مهمة للاساتذة والاكاديميين والباحثين لمواكبة التطور العلمي في العالم". وغابت معارض الكتب منذ مطلع التسعينيات بسبب الحصار الدولي بعد ان كانت تقليدا سنويا واصبحت المكتبات الجامعية منذ ذلك الحين تعاني نقصا كبيرا في المصادر والبحوث العملية وتعرض ما تبقى فيها للسرقة او التدمير ابان الاجتياح عام 2003. واستقطب المعرض الذي اقيم في قاعة فسيحة في كلية التربية الرياضية في جامعة بغداد آلاف الطلاب والاساتذة طيلة اسبوع. وقال المهندس سالم يوسف الاستاذ في جامعة الموصل (شمال) بينما كان يهم بجمع اعداد كبيرة من الكتب العلمية "منذ عام 1990، لم تدخل الكتب والمصادر العلمية الحديثة الى البلاد وهذا بالطبع يؤثر على طبيعة الدراسة الجامعية". واضاف "استفدنا كثيرا من المعرض وقمنا بشراء كتب هندسة مدنية وهندسة الميكانيك والموارد المائية وتخصصات علمية اخرى ستساهم بدون شك في اغناء مكتبات الجامعة وكلياتها وستحقق نقلة نوعية على صعيد توفر المراجع امام الطلاب والباحثين". ويؤكد خضير ان "اهم ما حققه المعرض تمثل بحضور شركات اجنبية متخصصة بقواعد بيانات المكتبات الالكترونية وتم الاتفاق معها على تزويد الجامعات العراقية بآخر المستجدات العلمية المتطورة لأن العراق بحاجة الى مكتبة الكترونية". ويضيف" نامل في اقامة المعرض سنويا للمساعدة في ازالة الركود العلمي على صعيد المكتبات لكي توفر كل ما هو جديد على الساحة العلمية ونعتقد ان استقرار الاوضاع سيشجع على ذلك". وتنوعت عناوين الكتب التي ضمها المعرض وقد وصل عددها الى اكثر من 12 الف بين المصادر العلمية والطبية والهندسية والانسانية وحتى كتب الادب والثقافة. من جهته، يقول المهندس اسامة حسين (28 عاما) المختص بهندسة برامج الكمبيوتر "لم يكن لدينا في السابق مصادر كتلك التي وجدناها في المعرض ورغم ارتفاع اسعارها، تبقى كتبا مهمة افتقدناها طيلة السنوات الماضية وكنا نطلبها من خارج البلاد". اما احدى طالبات كلية الطب فتقول بينما كانت تشتري بعض الكتب ان "الكتب العلمية الحديثة المعروضة في مجال الطب تشكل اضافة مهمة للمناهج الدراسية بل ستعزز القدرات الدراسية والعلمية". بدوره، يرى مظفر عبد الله شفيق اختصاصي الطب الرياضي ان المعرض "رغم اهميته العلمية البالغة في انعاش مكتبات الجامعات، فرصة حقيقية للم شمل الاساتذة والباحثين من مختلف الجامعات للتداول في امور تساهم في تطوير المكتبات الجامعية". ويضيف شفيق المدير السابق للمركز الطبي الرياضي في بغداد "اعتقد ان هناك انعكاسات مستقبلية جيدة على صعيد المستوى الدراسي بفضل المصادر العلمية الحديثة".