صدر بحث القوى العاملة للدورة الثانية لعام 1429ه ( 2008م ). ويتضمن هذا البحث الصادر عن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات نتائج تتعلق بالقوى العاملة في المملكة وذلك خلال شهر شعبان 1429 الموافق شهر أغسطس 2008م. وقد أجرى المحرر الاقتصادي لوكالة الأنباء السعودية حديثاً مع نائب وزير العمل الدكتور عبدالواحد بن خالد الحميد لتسليط الضوء على بعض الجوانب المتعلقة بمعدلات البطالة وأوضاع سوق العمل : س : تعتبر معدلات البطالة من المؤشرات الاقتصادية الرئيسية في أي اقتصاد .. فما هو معدل البطالة وفقاً للإحصائيات التي صدرت مؤخراً , وهل يشمل جميع السعوديين ذكوراً وإناثاً داخل سوق العمل أم يتجاوز ذلك إلى المقيمين غير السعوديين ؟ . ج : بلغ معدل البطالة وفقاً لبحث القوى العاملة الصادر عن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات الذي أعلن عنه مؤخراً 10%. وقد أُجري هذا البحث في شهر شعبان 1429ه الموافق أغسطس 2008م. وكان البحث الذي سبقه قد أجري في شهر صفر عام 1429ه الموافق فبراير 2008م وأسفر عن معدل بطالة قدره 9.8%. س : هذا يعني أن معدل البطالة قد ارتفع ؟ . ج : ارتفع ارتفاعا ًطفيفاً وذلك بسبب ارتفاع معدل البطالة بين الإناث . فقد ارتفع معدل بطالة الإناث من 24,9% في شهر صفر 1429ه إلى 26,9% في شهر شعبان 1429ه . أما معدل بطالة الذكور فقد انخفض خلال نفس الفترة من 6,9% إلى 6,8%. وهذا هو السبب الذي أدى إلى ارتفاع معدل البطالة العام بين السعوديين ذكوراً وإناثا من 9,8% إلى 10%. وذلك على مستوى الاقتصاد بشقيه الخاص والحكومي . ووزارة العمل يقتصر اختصاصها على القطاع الخاص , وبالتالي فإن المواطنين الذين يبحثون عن فرص العمل في القطاع الحكومي فقط لا يمكن لوزارة العمل مساعدتهم لأن هذا خارج اختصاصها. وعلى أي حال , فمشكلة البطالة تتمثل أساساً في بطالة الإناث أما الذكور الذين يرغبون العمل في القطاع الخاص فالوظائف متوفرة ويمكن إيجاد عمل لهم بسهولة. : كيف يمكن معالجة البطالة المتفشية بين الإناث السعوديات ؟ . ج : بطالة الإناث ترتبط إلى حد كبير بالظروف الاجتماعية السائدة ولا تستطيع وزارة العمل وحدها معالجة هذه الظروف . فالقطاع الخاص , في المرحلة الاجتماعية الراهنة , يجد نفسه أمام معضلة استيعاب النساء السعوديات رغم وجود وظائف كثيرة يمكن للمرأة أن تعمل فيها .. لكن هذا يحتاج إلى توافق اجتماعي حول كثير من الأمور التي لا تزال محلاً للجدل والنقاش في مجتمعنا السعودي. ومن المؤلم أن معظم المتعطلات عن العمل هن نساء عاليات التأهيل حيث تمثل الجامعيات المتعطلات عن العمل 78,3% من مجموع النساء المتعطلات . أما بالنسبة للمتعطلين الذكور فإن الغالبية العظمي منهم لا يزيد تأهيلهم عن الثانوية العامة حيث تبلغ نسبة المتعطلين من هذه الفئة التي لا يزيد تأهيلها عن الثانوية العامة 76% من مجموع المتعطلين الذكور. س : إلى أين يتجه مؤشر البطالة في الاقتصاد السعودي ؟ . ج : كما ذكرت لك بلغ معدل البطالة في شهر شعبان 1429ه 10% وكان هذا المعدل قد وصل في شهر شعبان عام 1428ه إلى 11,2% . صحيح أن نتائج شهر صفر من عام 1429 كانت أفضل من نتائج شعبان 1429 , ولكن إذا قمنا بمقارنة نتائج شعبان 1429 إلى نتائج شعبان 1428 فإننا نجد تحسناً يتمثل في هبوط معدل البطالة على النحو الذي أشرت إليه. س : ما هي الفئة العمرية للمتعطلين السعوديين ؟ . ج : الشريحة العمرية الأساسية التي تعاني من البطالة تتمثل في الفئة العمرية (20 إلى 24 ) سنة حيث يمثل المتعطلون داخل هذه الفئة 46.3% من مجموع المتعطلين السعوديين عن العمل . وهذه الفئة العمرية تعتبر شريحة صعبة لأنها تمثل بداية دخول الكثير من المواطنين إلى سوق العمل . ومن المعروف أن بعض المستجدين في الدخول إلى سوق العمل يصعب عليه أحياناً التأقلم مع متطلبات وظروف العمل أما بسبب الحاجة إلى المزيد من المهارات , أو بسبب عدم القناعة بالأجر أو عدم تقبل بيئة وظروف العمل في القطاع الخاص , أو بسبب استعجال النتائج وعدم القدرة على التحمل والصبر في التسلسل في سلم الوظيفة صعوداً إلى الأعلى بعد اكتساب الخبرة والتجربة. س : ما هي خطط وزارة العمل المكافحة البطالة ؟ . ج : وزارة العمل يمكنها أن تساعد وبفاعلية كبيرة المتعطلين الذكور الذين يرغبون العمل في القطاع الخاص . فلديها الكثير من برامج التدريب والتوظيف والدعم والمساعدة وذلك بالتعاون مع الجهات المرتبطة بها مثل صندوق تنمية الموارد البشرية والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني. فنحن نرحب بمن يبحث عن العمل سواء كان لديه التدريب الكافي أو كان غير مدرب ولكن بشرط أن تكون لديه الرغبة الحقيقية في العمل في القطاع الخاص وان يتحلى بالمثابرة والصبر في بداية دخوله إلى سوق العمل . فالقطاع الخاص قطاع ربحي وهو لا يستطيع توظيف الأشخاص غير المنتجين أو غير المنضبطين . ويمكن للوزارة بالتنسيق مع صندوق تنمية الموارد البشرية , أن تقدم التدريب المجاني مع المكافآت المالية للأشخاص غير المدربين إلى أن يكتسبوا المهارات اللازمة التي تمكنهم من الحصول على وظيفة ملائمة لمستواهم العلمي والإنتاجي. ولذلك نحن نحث شبابنا السعودي على الاستفادة من البرامج التي تقدمها الوزارة مع الصندوق ومع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ومع الغرف التجارية وبعض شركات القطاع الخاص مثل شركة عبداللطيف جميل التي تقدم فرصاً وظيفية وفيرة . وكذلك صندوق المئوية , وبنك التسليف والادخار وغيرها . من ناحية أخرى , انتهت وزارة العمل منذ فترة طويلة من إعداد "إستراتيجية التوظيف السعودية", وقد مرت هذه الإستراتيجية بخطوات إجرائية عديدة, وهي الآن تناقش في هيئة الخبراء , ونرجو أن ترى النور قريباً إن شاء الله . وتحتوي هذه الإستراتيجية على خطط وآليات للتوظيف وشراكات مع الجهات الحكومية والأهلية , وستؤدي إن شاء الله إلى تيسير عملية التوظيف ومكافحة البطالة . ومن المؤكد أن وزارة العمل وحدها لن تستطيع القضاء على البطالة , فهذا يحتاج إلى تضافر جهود الجميع بدءاً من الأسرة والمدرسة والفرد نفسه وإنتهاءاً بالمجتمع ومكوناته ومؤسساته . وعندما تتبلور لدينا قيم عمل ايجابية تنظر إلى العمل من البُعد الإنتاجي وليس كمصدر للدخل فقط فإن مشكلة البطالة ستتضاءل إلى حد بعيد.