تتسم السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية بالاصالة التي قامت على اساسها علاقات المملكة العربية السعودية مع العالم الخارجي، من التعامل الموضوعي المبني على ثابت الاسلام والقيم العربية، والاسهام الايجابي في استقرار ورخاء المجتمع الانساني، مع الادراك العميق لحقائق توازن القوى، والمتابعة الدقيقة للمتغيرات على الساحة الدولية. وجاءت سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز امتدادا لحكمة الوالد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الذي استطاع تشييد دولة تعتز بجذورها، وتحرص على مبادئها وتصون سيادتها، كما تدافع عن مصالحها في اطار التزامها بالمواثيق واحترامها للشرعية الدولية. انطلقت سياسة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين في المجال الدولي من مرجعية وطنية، ذات بنية قوية متماسكة من اولوياتها حماية الاماكن المقدسة، ورعاية هذه الخصوصية والمحافظة على مواردها الطبيعية ومنجزاتها الحضارية، وتحقيق الرفاهية للمواطنين عبر امن مستتب وعدل قائم، مع استخدام الوسائل المشروعة كافة لتحقيق ذلك، والتزام دائم بسياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعدم الاعتداء والحرص على حسن الجوار، مما شكل القاعدة الصلبة لملاح السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، وفي ابعادها الاقليمية والعربية والاسلامية والدولية. وكثيرا ما يضطلع سمو ولي العهد الامير سلطان بدور المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، فمن خلال منصبه ساهم في العديد من قضايا الادارة والحكم والسياسة في البلاد، وشارك فيها مشاركة فعالة. وقد أوفد سموه من قبل حكومة المملكة لحضور العديد من المؤتمرات واللقاءات الدولية، كما قام بالعديد من الزيارات التي تستهدف رأب الصدع العربي، وانهاء الخلافات في محيط الاسرة الواحدة، وتقريب وجهات النظر بين الاشقاء، بهدف لم الصف وتجميع الكلمة في مواجهة التحديات الاسرائيلية والدولية التي تواجه الامة العربية والاسلامية. فعلى مستوى دول شبه الجزيرة العربية والخليج، اعطى خادم الحرمين الشريفين الامير عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده سمو الامير سلطان بن عبدالعزيز اولوية كبيرة لهذه المنطقة الحيوية بحكم موقعها الاستراتيجي، واهميتها الاقتصادية والسياسية والامنية بالنسبة للمملكة العربية السعودية. وقد عملت حكومة خادم الحرمين الشريفين في هذا الاطار على سلامة مسيرة مجلس التعاون، واستشراف خططه المستقبلية وتنفيذها، وازالة العوائق التي تواجهه، وحل الخلافات التي تطرأ بين دول المجلس، ودفع جهود المجلس لانجاز اهدافه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وعن ذلك قال صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز اثناء زيارته لسلطنة عمان عام 1420ه: ( انا أرجو أن ننزع من افكارنا كلمة النزاعات، لا يوجد نزاعات بين دول الخليج، واذا فيه اختلافات في وجهات النظر تحل بالمحبة والتبادل الثنائي). وامتدادا لسياسة حسن الجوار وتعزيز الروابط في شبه الجزيرة العربية وقعت المملكة واليمن في عام 1421ه الاتفاقية الدولية النهائية للحدود البرية والبحرية بين البلدين. وتحتل المملكة العربية السعودية مكاناً بارزا في العالم العربي بفضل تمسك المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين سلطان بن عبدالعزيز بثوابت السياسة السعودية، من الدعوة للوحدة والتضامن، ومناصرة القضايا العربية بالاسهام الكبير في المجالات السياسية، والاقتصادية والثقافية والعسكرية ودعم الصحف العربي، ونبذ الانقسام لتحقيق الاهداف المصيرية المشتركة، في عالم تتنازعه الاحلاف والتكتلات. وعلى الصعيد الاسلامي فان التضامن الاسلامي وجمع شمل المسلمين سياسة سعودية راسخة، اكد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين مواصلتها من خلال بث الاخاء الاسلامي، ونشر الدعوة الاسلامية والاهتمام بنشر الفكر الاسلامي، ودعم جهود الشعوب المسلمة واغاثة المنكوبين من خلال رابطة العالم الاسلامي، والعديد من المؤسسات الفاعلة والانشطة المتواصلة. وحول الموقف المتخذ ضد العدوان الصهيوني في فلسطين قال سمو الامير سلطان بن عبدالعزيز: (إن التضامن الاسلامي والعربي والايجابي، سيكون ذا فاعلية اقوى وسيكون العدو الصهيوني في مأزق حتى يطبق قرارات مجلس الأمن). وعلى الصعيد الدولي فإن قيادة المملكة العربية السعودية إذ تعلق حرصها على قوة العرب، وتضامنهم ووحدة الموقف تنطلق في ذلك من ادراك حقيقي لما تمثله الاخطار التي تحدق بالعرب، ولما يمثله الخطر الاسرائيلي من اضرار على الامة العربية، فالاتحاد اذاً هو سبيل الامة الى القوة في عالم لا يعترف الا بالاقوياء. ان التزام المملكة العربية السعودية بقضايا الوطن العربي هو التزام ديني وانساني، واخلاقي، فالقادة السعوديون يعتبرون من اكثر الحكام العرب حماسا للقضايا العربية والدفاع عنها في كل المحافل الدولية، وهذا الالتزام يظهر جلياً في دعم الانتفاضة والفلسطينيين. زيارات سموه للدول العربية الشقيقة والصديقة لقد ظلت سياسة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - نصيراً لكل ابناء العروبة، فعندما تضيق بالعرب السبل، وتعصف بهم الازمات دعماً وتأييداً، لا يجدون إلا المملكة دعماً وسنداً وايادي بيضاء تخفف المصائب، وتمسح الأحزان وتوقف الصراعات. وحرصاً على توثيق اواصر القربى والاخوة والمصير المشترك، تعتبر المملكة العربية السعودية التضامن العربي هو السبيل الوحيد امام امتنا لمواجهة التحديات الاقليمية والدولية، وخاصة في ظل المتغيرات والمستجدات على الساحة الدولية. ومن هنا تنبع مواقفها الصلبة المدافعة عن القضايا العادلة للشعوب العربية، وفي مقدمتها القدس وبذل الجهود من اجل تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط، على أساس الحفاظ على حقوق العرب المشروعة، والحرص على وحدة الصف العربي.