استنكرت الأمانة العامة لمجمع الفقه الاسلامي اقدام القناة العاشرة في تلفاز الاحتلال الاسرائيلي على المساس بمشاعر مئات ملايين المسلمين من خلال الاساءة لرسول الاسلام محمد بن عبدالله صلى الله عليه خلال برنامج تلفزيوني نعت فيه أحد المشاركين الضالين المنحرفين حذاء كان يلبسه باسم محمد وتكراره النعت بكل صلف وتبجيح وغرور . واوضح المجمع في بيان صادر له امس أن هذه الاساءة البشعة النكراء لمقام الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم لم تكن الأولى التي تتطاول فيها هذه القناة على أنبياء الله ورسله وتتحدى مشاعر أتباع الأديان حول العالم فقد سبق وأن تطاولت تلك القناة قبل حوالي أسبوع على المسيح عيسى بن مريم وأمه الصديقة عليهما السلام وأدى ذلك الى احتجاجات شديدة واستنكار كبير من قبل المسلمين والمسيحيين وعبروا بالاجماع عن غضبهم واستنكارهم لما صدر عن تلك القناة الصهيونية وقد اصدر المجمع بيانا خاصا في ذلك . وأكد مجمع الفقه الاسلامي أن هذه الإساءة وهذا العدوان تأتي ضمن مسلسل الإساءات والإعتداءات التي تمارسها القوى الصهيونية المتغطرسة على الإسلام والمسلمين وأخص حرماتهم فمن استمرار العدوان على أولى القبلتين ومسرى الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم من البيت الحرام ومعراجه الى السماوات العلى المسجد الأقصى المبارك الى استمرار احتلال الارض وممارسة أبشع أنواع العدوان على الشعب الفلسطيني وبخاصة الضفة الغربية . كما ظهر واضحا في الاعتداء الآثم الأخير على غزة الذي أدى الى استشهاد وجرح الآلاف وما تزال آثاره ماثلة للعيان الى خروج عدد كبير من القيادات الدينية وكبار الحاخاميين يطالبون بقتل النساء والأطفال حتى الأطفال الرضع وتدمير كل شيء وفق مقولات دينية حاقدة وبروح متعالية متغطرسة تبيح كل المحرمات وتحقد على الأبرياء. وقال البيان " ها هي أخيرا وليس آخرا تتطاول على الأنبياء والرسل وحملة هدي الله سبحانه للبشرية . . فقبل حوالي الأسبوع كان التطاول على المسيح وأمه مريم البتول عليهما السلام وهاهي تتمادى وتتمرد على كل خلق وتتطاو لعلى مقام الرسول الأعظم الرسول الخاتم للناس جميعا محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام بالقول التافه والسباب الساقط مما يدل على الحقد الأسود والكراهية العمياء لسيد المرسلين وخاتمهم ". وأضاف البيان يقول" وهذا التطاول لن ينفعهم وهذه السخرية والسباب لن يفيدهم فسوف يرد الله كيدهم في نحورهم فقد توعد الله عز وجل المستهزئين بكتبه ورسله وعيدا شديدا في قوله ( ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا يستهزئون ) وبين الله سبحانه عاقبة هؤلاء المستهزئين في قوله ( ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون ) وذلك لأن السخرية والاستهزاء بالكتب والرسل من أخطر الجرائم وأسوأ أنواع الانحراف وهي محل الاستغراب والاستنكار في دين الله سبحانه .. قال تعالى ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ). وأوضح بيان مجمع الفقه الاسلامي أن الإيمان بالديانات والكتب الإلهية والرسل والإعتراف بهم وتوقيرهم شرط من شرائط الإيمان والإسلام والخروج على هذا تجاوز لحقيقة الإيمان والإسلام وبعد منهما وانصراف عنهما لافتا الى ان توقير الأنبياء واحترامهم وتحريم الإزدراء بهم لا تقررها الأديان السماوية وحدها بل ان العقل والحكمة يقتضيان ذلك ايضا ويحضان على التعاون والتعايش والتآلف بين الناس في هذا العالم وهذا ماتم التأكيد عليه من قبل الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة في اكثرمن مناسبة . وألمح البيان الى القرار الصادر في الدورة التاسعة والخمسين في الجلسة العامة في الجمعية العاة لمنظمة الأممالمتحدة المنعقدة 11-10-2004م والذي يشجيع الحوار بين الأديان ويدعوا الى مناهضة تشوية صورة الأديان الى جانب دعوة مؤتمرات عديدة للحوار بين الأديان في مختلف دول العالم وتأكيدها على المنهج العاقل والسليم في التعامل بين اتباع الديانات . وتطرق البيان في هذا الخصوص الى المؤتمر العالمي لحوار الأديان الذي عقد بمدريد عام 2008م برعاية خادم الحرمين الشرفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وبمشاركة اكثر من مائتي شخصية من مختلف الأديان ومما تقرر فيه من احترام للديانات الإلهية وحفظ مكانتها وشجب الإساءة لرموزها اضافة الى مؤتمر حوار الأديان الذي عقد بمقر الجمعية العامة للامم المتحدة في نوفمبر 2008 في اطار مبادرة خادم الحرمين الشرفين وصدرعنه إعلان نيويورك الذي تضمن التشديد على اهمية تشجيع الحوار والتفاهم والتسامح بين الناس واحترام اديانهم وثقافاتهم ومعتقداتهم المتنوعة .