الموت نقاد على كفه جواهر يختار منها الجياد رحم الله ابن الخال العزيز الاستاذ فيصل بن علي صالح الاحمدي هذا الرجل النبيل الشهم الذي فقدناه مؤخراً.بعد معاناة طويلة مع المرض والالم استمرت اكثر من خمسة اشهر. لقد كان ابو علي يرحمه الله رجلا اجتماعيا من الطراز الاول ومن النوع الذي يألف ويؤلف فجليسه لا يمل من احاديثه الشيقة التي يتجنب فيها حديث الغيبة في الناس او النيل منهم بل هي عبارة عن احاديث فكاهية رائعة فيها الكثير من الحكمة التي يستفيد منها جليسه كما كان ابا علي حريصا على مجالسة كبار السن للاستفادة من ما تزخر به ذاكرتهم من قصص واحاديث واشعار شيقة ولذلك كسب ابو علي محبة الناس بجميع طبقاتهم صغاراً وكباراً ولقد صرف احد اصدقائه واقربائه من الادباء عندما وصفه في مرثية صغيرة في حجمها ولكنها كبيرة في معناها عندما وصفه (بالرجل الشهم النبيل) فهو حقاً شهماً نبيلاً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان فهو رجل مواقف ومواجيب وكما قلنا من قبل كما انه استطاع باخلاقه الفاضلة وحسن تعامله ان يكسب محبة الجميع ولعل تلك الجموع الكبيرة التي حضرت مراسيم الدفن في مقبرة المعلاة بمكةالمكرمة وثلاية ايام العزاء لهي خير دليل على وحبة الناس لهذا الرجل وعلاقاته الواسعة فالناس كما جاء في الاثر (شهود الله في ارضه) لقد عمل أبا علي رحمه الله معلماً للاجيال في المرحلة الابتدائية وهي اهخم واساس المراحل الدراسية لمدة جاوزت الثلاثون عاما ثم اراد التفرغ لحياته الخاصة حيث اثر التقاعد المبكر وهو في بداية الخميسين من همره وعندما قلت له لماذا هذا التقاعد المبكر يا اباعلي وانت لاتزال في اوج نشاطك فرد عليّ قائلا (لابد للانسان العامل ان يستريح ويتقاعد من وظيفته وهو في اوج نشاطه حتى يستطيع التفرع للعبادة والتواصل الاجتماعي بين الاقرباء والناس عامة فما بعد سن الخمسين الا سن الستين الذي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم (أعمار امتي بين الستين والسبعين فما زاد عن ذلك فهو هبة من الله) او كما قال عليه الصلاة والسلام وفعلا تقاعد ابا علي وتفرغ للتواصل الاجتماعي مع الاقرباء وبقية الناس بالاضافة الى قضاء معظم وقته في ديرته بضواحي وادي الصفراء مستمتعاً بهوائها العليل ومشغلا وقته بالزراعة البسيطة الا انه قبيل وفاته باقل من عام صدم رحمه الله بوفاة اصغر انجاله وقد اثرت هذه الفاجعة على نفسيته كثيراً وظل يكابد ألام الفراق ولوعته فرغم صبره وتجلده الا ان ألم الفراق والحزن تراعه مرسوما على قسمات وجهه يرحمه الله حيث اصرت عليه هذه الفاجعة الاليمة حتى لم يمض عاما كاملا الا وقد اصابه المرض المفاجيء والذي استمر معه حوالي خمسة اشهر انتقل على اثره الى جوار ربه ودفن في مقبرة المعلاة بمكةالمكرمة وبجوار ابنه الذي احترق قلبه كثيرا على فراقه .. فليرحمك الله يا اباع علي ايها الرجل الشهم النبيل وتغمدك بواسع رحمته وغفرانه واسكنك فسيح جناته والهم اهلك وذويك واصدقائك ومحبيك الصبر والسلوان "إنا لله وإنا إليه راجعون". احمد بن محمد سالم الاحمدي مكة المكرمة