تصوير - خالد الرشيد أكد القنصل العام لليابان بجدة السيد (ماتا هيرو ياما جوتشتي) عن اعزازه وفخره بالمستوى الجيد الذي وصلت اليه العلاقات الثنائية الحميمة بين بلاده اليابان والمملكة العربية السعودية مؤكد على ان العام القادم سيشهد مرور 60 عاما على هذه العلاقات التي اتسمت بالاحترام المتبادل والتعاون على كل الصعد وقال في لقاء اجرته معه (البلاد) في مكتبه بجدة ان هذه العلاقات المتينة بين البلدين الصديقين زادت متانة بعد زيارة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز لليابان في اوائل هذا العام وامتدح السوق السعودي كسوق واعد لقوة اقتصادية متصاعدة موضحا وجود 40 شركة يابانية تعمل في الجزء الغربي من السعودية لوحدها مشيراً الى ان بلاده تستضيف 570 طالبا سعوديا مبتعثاً للدراسة بالجامعات اليابانية مبدياً استعداد بلاده للاضطلاع بمشاريع القطارات والمترو والطاقة في المملكة .. وهنا نص اللقاء. 1- كيف تنظرون الى العلاقات الثنائية بين اليابان والمملكة العربية السعودية في كل المجالات؟ نحن في الواقع في خِضِم عصر جديد من العلاقات المتميزة دوماً بين اليابان والمملكة، هذا العصر الجديد (من الطاقة الى تضافر الجهود) والذي مثلت زيارة دولة السيد/ شينزو آبي، رئيس وزراء اليابان للمملكة في العام الماضي انطلاقته ثم تعززت الانطلاقة بزيارة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد الى اليابان اوائل هذا العام، يهدف الى تأسيس علاقات جديدة تماماً ورابطة ذات أبعاد مختلفة عما كان عليه الأمر في السابق وحتى الآن، بين اليابان والمملكة العربية السعودية وبين اليابان والشرق الأوسط بأسره والى تطوير العلاقات بين البلدين بشكل بارز إلى توسع كبير في كل المجالات. لقد صدر في ختام زيارة سمو ولي العهد الى اليابان في شهر فبراير 2014 يرافقه وفد كبير من المسؤلين ورجال الأعمال السعوديين، بيان مشترك اكد على اهمية التعاون الثنائي بين البلدين في كافة المجالات. لقد وصف سعادة السيد فوميو كيشيدا، وزير الخارجية الياباني في تصريحات صحفية المملكة بالشريك الإقتصادي المهم مشدداً على ضرورة التشاور المستمر بين مسئولي البلدين في كل المجالات. سوف تحتفل المملكة واليابان في العام القادم بمرور 60 عاماً على انشاء علاقاتهما الدبلوماسية التي أسهمت التبادلات بين الأسرة الإمبراطورية في اليابان والأسرة المالكة الكريمة في السعودية والزيارات المتبادلة بالاضافة الى الطلبة السعوديون في اليابان في وصولها الى مستويات متميزة واتمنى ان تتطور العلاقات الودية بين قيادة وشعب البلدين لتصل الى المستوى الرفيع الذي نطمح اليه في كل المجالات وعلى كافة المستويات. 2- عدد من الشركات اليابانية تعمل في المملكة، كيف تنظرون كيابانيون للسوق السعودي؟ وما هي اوجه التعاون المحتملة؟ لدينا ما يقارب 40 شركة يابانية تعمل في المنطقة الغربية وحدها، ولدينا ما يقارب الخمسون مشروعاً مشتركاً بين البلدين، ونحن ننظر الى السوق السعودي كسوق واعد لقوة اقتصادية صاعدة وشريك اقتصادي مهم لليابان ودولة مؤثرة في مجال الاقتصاد العالمي بعضويتها في مجموعة العشرين ودورها الفاعل في صندوق النقد الدولي ونرغب بكل تأكيد في تطوير علاقاتنا الاقتصادية مع المملكة عبر الاستثمارات المتبادلة. لدينا خبرات كبيرة وقدرات تكنلوجية مهولة ونتطلع الى وجود فاعل في مجالات الإستثمار والبنى التحتية كمشاريع القطارات والمترو والطاقة ومشاريع الشركات الصغيرة والمتوسطة والتدريب التقني وكل مجالات التعاون التي تخدم مصلحة البلدين. لدينا تقنيات عالية اوصلت نسبة تسرب وفقدان المياه في طوكيو الى 3% فقط وكانت تصل الى 30% منذ نصف 50 سنة ، سوف يكون هناك اثر ايجابي كبير ونتائج مذهلة اذا اعتمدت المملكة التي تتشارك واليابان في قلة موارد المياه العذبة على التقنية اليابانية في مجال ترشيد المياه والطاقة، كما ان لليابان خبرة كبيرة في مجال المدن الذكية التي يعتبر ترشيد الطاقة والمياه والبئية الصحية السلمية من اهم خصائصها. ومع توجه المملكة نحو تنويع موارد الطاقة والمياه فان اليابان مستعدة لأن تقدم تكنولوجيا الطاقة المتجددة وتعتبر التكنولوجيا اليابانية في هذه المجالات من الاكثر تقدماً في العالم. لدينا علاقات طويلة ومميزة وإستراتيجية مع المملكة ونحن نتطلع الى وجود أكبر في السوق السعودية يتناسب مع هذه العلاقة وعمق الصداقة بين قيادة وشعبي البلدين. 3- اهتزت اقتصاديات عدة دول مؤخرا , لكن ظل الاقتصادين - السعودي والياباني - محافظين على تماسكهما، ما السبب وراء ذلك؟ اعتقد ان السياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتوجيهاته السديدة لحكومته والتي ادت الى ان تحتل الممكلة مقعداً بارزاً ضمن مجموعة العشرين قد ساهمت بشكل كبير في تماسك الاقتصاد السعودي ونموه، اما بالنسبة لليابان فهي ثالث اكبر اقتصاد عالمي وقد انتهجت الحكومات اليابانية المتلاحقة منذ بداية الازمة المالية العالمية عدة سياسات اقتصادية للخروج باقل الخسائر من هذه الازمة، كما اعتقد ان مصدر قوة اقتصاد اليابان هو اعتماده على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي يبلغ عددها 4.3 مليون مؤسسة تمثل 99.7% من إجمالي عدد الشركات في اليابان . ان وجود المملكة واليابان معاً ضمن مجموعة العشرين هو سبب اضافي اخر لمزيد من التعاون الاقتصادي بين البلدين. وفي شهر سبتمبر 2014 قام وفد يضم حوالي 40 رجل أعمال ياباني وبرلمانيون بزيارة المملكة من اجل استكشاف فرص التعاون وخاصة في مجال الاستثمار في مجال المنشات الصغيرة والمتوسطة. إن القنصلية العامة لليابان بجدة على استعداد دائم لتوفير كل المساعدة الممكنة لكل من يرغب بالاستثمار في اليابان او يرغب في بناء اي علاقة شراكة مع اي طرف تجاري ياباني. 4- كيف تنظرون الى طلاب البعثة السعوديين المبتعثين للدراسة في اليابان .. وما القيمة المضافة التي يتميز بها التعليم في اليابان؟ بداية اقول في هذا الخصوص ان اليابان والمملكة ينتميان الى الشرق بما له من حضارة كبيرة وارث ثقافي وهناك بعض التشابه الثقافي في معظم البلدان الشرقية وهذا يسهل للطلبة السعوديين الدراسة والإقامة في اليابان ونحن ننظر اليهم كضيوف اعزاء من بلد صديق. نحن نرحب بالطلبة السعوديين وإهتمامنا بهم يبدأ منذ تفكيرهم في الدراسة باليابان حيث ان القنصلية العامة بالتعاون مع الجمعية السعودية لخريجي وأصدقاء اليابان SAJGA تقوم بتوفير معلومات حول الجامعات اليابانية والمعاهد العليا للراغبين في الدراسة هناك بالاضافة الى مدهم بالتوجيهات والارشادات، كما تقوم الجمعية كذلك بتقديم بعض دورات اللغة اليابانية. توفر الجامعات اليابانية افضل الظروف للطلاب للتفوق والنجاح وقد اشاد سمو ولي العهد بابنائه الطلاب السعوديون هناك وبتفوقهم وانجازاتهم التي تنوعت ما بين نشرهم أبحاثا علمية نالت جوائز عالمية ومحلية، في تخصصات مثل طب الأسنان والهندسة الإلكترونية والطب وصحة الفم، ونيل بعضهم العام الماضي لوصافة بطولة العالم للسيارات الشمسية في أستراليا كممثلين لجامعتهم. يوجد في اليابان حالياً ما يقارب 570 طالباً سعودياً ونحن نطمح الى زيادة هذا العدد بما يسهم في قيام الطلاب بدورهم المنشود في نقل التقنية اليابانية وتجاربهم هناك الى المملكة ليسهموا في تنمية وتطوير بلدهم. ان ابواب القنصلية مفتوحة لكل من يرغب بالدراسة في اليابان بحيث يمكنهم التواصل معنا عبر موقعنا الالكتروني: www.jeddah.ksa.emb-japan.go.jp وكذلك يمكنهم التواصل مع الجمعية السعودية لخريجي وأصدقاء اليابان SAJGA عبر موقعها على الانترنت: www.sajga.net 5- كلمة أخيرة؟ أشكركم شخصياً واشكر صحيفتكم الموقرة (اقدم الصحف السعودية) والتي لاتزال شابة ومفعمة بالحيوية على هذا الحوار واتمنى لكم كل التوفيق والسداد.