سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طوكيو تحتضن منتدى الحوار بين اليابان والعالم الإسلامي أواخر الشهر الحالي السفير الياباني ل«الرياض»: العالم يجني ثمار نداء خادم الحرمين التاريخي لعقد حوار بين الأديان
أعلن السفير الياباني لدى المملكة شيجيرو اندو أن العاصمة اليابانية طوكيو ستستضيف الجولة الثامنة من منتدى حوار الحضارات بين اليابان والعالم الاسلامي خلال 23 و24 من فبراير الجاري، وأضاف: في هذه الجولة التي سوف تدعو اليابان فيها ما يقرب من 40 مشارك من العالم الإسلامي، ستركز خلالها على النماذج الاقتصادية والاجتماعية التي تدعو لها كل حضارة بهدف تحقيق الرضا للبشرية جمعاء والدعوة إلى التعاون المستقبلي بين اليابان والعالم الإسلامي. وعلى الصعيد الاقتصادي، أعلن السفير إندو أن الرياض ستحتضن في 20 فبراير الحالي «اسبوع الاعمال الياباني - السعودي»، وقال في حديث ل»الرياض» إن هذا الاسبوع هو أحد الأحداث الرمزية لعلاقة اليابان والمملكة الاقتصادية التى تنمو بقوة، وخلال هذه الأحداث نستطيع أن نُبرز العلاقة المتينة بين البلدين، ونرى نتائج جهودنا المشتركة في مجال تعزيز وترويج الأعمال التجارية بيننا. وعلى ذات الصعيد، اكد السفير الياباني سعي بلاده لإبرام عدة اتفاقيات شراكة اقتصادية، مثل اتفاقية الازدواج الضريبي، واتفاقية الاستثمار الثنائي إضافة إلى إعداد الاتفاقية الأساسية للتجارة الحرة بين اليابان ودول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى انه عندما يتم الانتهاء من هذه الاتفاقيات فان رغبة الشركات اليابانية في قطاع الأعمال السعودي سوف تزداد بشكل ملحوظ. فإلى نص الحوار: * كيف ترى مستوى التنسيق بينكم وبين المملكة خصوصاً مع وجود حكومة جديدة مشكلة من قبل الحزب الديموقراطي؟ لقد حان الوقت لإقامة علاقات استراتيجية بناء على "البيان المشترك" الذي اعلنتاه الحكومتان اليابانية والسعودية عامي 2006 و2007، بهدف تعميق وتوسيع العلاقة الاستراتيجية المتعددة الجوانب بين البلدين. وسوف يكون هناك هدف مشترك بين المملكة واليابان ومن اجل تحقيقه فإن البلدين سيتحملان مسؤولية مشتركة. ولا يوجد أي تغيير في السياسة اليابانية بسبب تغيير الحكومة في اليابان تجاه المملكة. فالحكومة اليابانية ترغب في زيادة تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية على كافة المستويات وفي شتى المجالات. * ما أهم الأجندة السياسية بين البلدين خلال العام الحالي الجديد، خصوصاً إذا عرفنا أن آخر زيارة لرئيس وزراء ياباني كانت عام 2007؟ إن أهم شيء في العلاقات الثنائية بين اليابان والمملكة هو التواصل مع المجتمع الدولي، ومن أجل تحقيق هذا الهدف يجب التعاون والمشاركة في الافكار اولاً، وذلك بواسطة تعزيز الآراء والمشاعر السعودية الجيدة نحو اليابانيين، وتعزيز الاستثمار المتبادل بين البلدين وتنمية الموارد البشرية السعودية، وتشجيع الحوار السياسي بين البلدين. إن هناك اسسا مشتركة بين اليابان والمملكة، في عدة مجالات فعلى سبيل المثال تساهم اليابان مثل المملكة في بناء فلسطين ودعم الموارد البشرية الفلسطينية. فقد قدمت الحكومة اليابانية مساهمات للفلسطينيين بلغت أكثر من مليار دولار حتى الآن. وقام مؤخراً الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارة إلى اليابان بناء على دعوة من الحكومة اليابانية وزار مدينة هيروشيما. * يشهد التعاون الاقتصادي والاستثماري بين المملكة واليابان نشاطاً ملحوظاً، ما النشاطات الاقتصادية التي سيقوم الجانبان برعايتها؟ أود أن اعلن بأننا سنقوم بتنظيم سلسلة من الفعاليات الاقتصادية، بالتعاون مع مجتمع الأعمال الياباني في الرياض، وهو ما يسمى ب "أسبوع الأعمال الياباني السعودي"، الذي سينطلق في 20 فبراير الجاري. إن هذا الاسبوع هو أحد الأحداث الرمزية لعلاقاتنا الاقتصادية التى تنمو بقوة مع المملكة، وخلال هذه الأحداث نستطيع أن نُبرز العلاقة المتينة بين اليابان والمملكة، ونرى نتائج جهودنا المشتركة في مجال تعزيز وترويج الأعمال التجارية بين البلدين. وفيما يخص التعاون الاقتصادي والاستثماري بين اليابان والمملكة فكما تعلمون جيداً، فإن مشروع بترو رابغ المشترك، والذي يعتبر واحداً من أكبر مصانع البتروكيماويات في العالم، تم تشغيله بالكامل في العام الماضي، وهذا يُعدُ واحداً من الأنشطة الرائعة لكلا الجانبين، واليابان تقوم في هذا المشروع بتقديم أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا صناعة البتروكيماويات، والمملكة تقوم بتوفير المواد الأولية المنافسة، كما تُوفر أيضاً الموارد البشرية الجيدة لتشغيل هذا المصنع بسلاسة. بالإضافة إلى ذلك، شهدنا نجاحاً كبيراً في مشروع شركة الرازي والشركة الشرقية للبتروكيماويات (شرق) التي تُعد من أنجح المشاريع المشتركة مع شركة سابك. وفي المقابل، نحن ممتنون أيضاً لما قامت به شركة أرامكو السعودية من استثمار في شركة شوا شل للبترول، كواحدة من البصمات التاريخية للاستثمارات المصدرة من المملكة إلى اليابان. شيجيرو إندو يتحدث للزميل أيمن الحماد وإلى جانب مجال البترول والبتروكيماويات، يمكننا أن نرى إنجازات أخرى رائعة جداً في القطاع غير النفطي، مثل ما نراه جلياً في التوسع الحاصل في مجال تنمية الموارد البشرية، والدخول في مجالات جديدة أخرى مثل المنتجات الاستهلاكية اليومية، وصناعة معدات تكييف الهواء الخاصة بالسيارات، وإنتاج أنابيب خطوط النفط، والمنتجات الدوائية والصيدلانية، ومجال استزراع الأسماك، والمنتجات التعليمية التفاعلية وحلولها، والمجال المالي وغيرها. الآن يمكننا أن نرى مستوى أعلى من التعاون بين اليابان والمملكة ليس فقط في توسيع قطاع الأعمال، ولكن أيضا في تعزيز التدريب المهني في كافة المجالات التي تعمل فيها الشركات اليابانية في السوق السعودية كالمعهد العالي السعودي الياباني للسيارات، والمعهد العالي للصناعات البلاستيكية، والمعهد السعودي للالكترونيات والأجهزة المنزلية. أما فيما يخص الانشطة المستقبلية من قبل الطرفين فإنني على يقين بأننا يمكن أن نساهم في مجال كفاءة استخدام الطاقة والطاقة المتجددة في المملكة بحيث تتمكن المملكة من زيادة تصديرها للنفط للخارج نتيجة انخفاض استهلاكها المحلي للطاقة المعتمدة على النفط. حيث يوجد لدى اليابان تقنيات ومنتجات متمكنة في هذا المجال، علاوة على ذلك يمكنني القول ان شراكتنا الاقتصادية المستقبلية لها اتجاهات متعددة، كما يوجد هناك مجال واعد في السوق السعودية ألا وهو مجال المياه والكهرباء، الذي يشهد ارتفعاً استهلاكياً ملحوظاً، حيث يمكننا المشاركة في هذا المجال من خلال مشاريع محطات الطاقة والمياه المستقلة، علاوة على الخبرة الجيدة في إدارة المشاريع أثناء مرحلة التأسيس. إننا نحاول ان نبقى على تواصل وثيق لإبرام عدة اتفاقيات شراكة اقتصادية، مثل اتفاقية الازدواج الضريبي، واتفاقية الاستثمار الثنائي. كما أننا نسعى لإعداد الاتفاقية الأساسية للتجارة الحرة بين اليابان ودول مجلس التعاون الخليجي، وعندما يتم الانتهاء من هذه الاتفاقيات فان رغبة الشركات اليابانية في قطاع الأعمال السعودي سوف تزداد بشكل ملحوظ. وعندما نبدأ في عقد الأعمال بالسوق السعودية سوف يكون لزاماً علينا الحصول على مشاركة جيدة مع الشركات السعودية. وفي المستقبل القريب، سوف تخطو أعمالنا نحو المرحلة التالية من الشراكة وعندما تحين هذه المرحلة فسترتقي بنا مبادئنا إلى مستويات أعلى من التعاون بداية بمشاركة رؤية بعيدة المدى، ومن ثم المشاركة في تحمل المسؤولية والمخاطرة، وصولاً في النهاية بأعمالنا المشتركة إلى دولة ثالثة. * ما أهم العوائق التي تقف في طريق زيادة الاستثمارات اليابانية في المملكة مع صعود الصين كمصدر للمملكة؟ بلغ حجم استثماراتنا الأجنبية للمملكة أكثر من 2,5 مليار دولار أمريكي حسب النتيجة الفعلية لعام 2008 (المأخوذة من تقرير الاستثمار الدولي "أونكتاد" لعام 2008)، ومبالغ الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI) مجتمعة تتجاوز 12 مليار دولار أمريكي، وانه من دواعي سرورنا كعضو آسيوي ان يكون هناك توسع في المجال الاقتصادي بين كل من الصين والمملكة في السنوات الاخيرة ايضا. أما بالنسبة للعوائق، فأقول إن التفاهم المتبادل هو مفتاح النجاح وعليه فإن على الطرفين العمل لتعميق أواصر الفهم المتبادل والاحترام فيما بينهم بشكل اكبر. وفي هذا الشأن، فقد كان برنامج قناة "إم بي سي" (خواطر) الذي تم عرضه في شهر رمضان فرصة جيدة جداً للتعرف على الطريقة اليابانية. وأعتقد أنه بإمكاننا التعرف بشكل جيد على الطريقة السعودية من خلال محاضرات يقوم بها الجانب السعودي مستقبلاً. وإنني أؤمن بشده بالمقولة التالية "كلما ازداد تعلمنا من بلد آخر، نستطيع أن نفهم بعضنا بشكل أفضل، وتثمر الأعمال بشكل أفضل". * في الشأن الثقافي، تسعى اليابان من اجل بناء علاقات متميزة مع العالم العربي والإسلامي، خصوصاً مع إتمام سبع جولات سابقة للحوار بين اليابان والعالم الاسلامي، فهل هناك جولة جديدة لهذا الحوار؟ نعم، أريد ان اعلن بأن اليابان ستستضيف الدورة الثامنة لمنتدى حوار الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي يومي 23 و24 فبراير 2010 بمدينة طوكيو اليابانية، وفي هذه الجولة التي سوف تدعو اليابان فيها ما يقرب من 40 مشاركاً من العالم الإسلامي، وستركز على النماذج الاقتصادية والاجتماعية التي تدعو لها كل حضارة بهدف تحقيق الرضا للبشرية جمعاء والدعوة إلى التعاون المستقبلي بين اليابان والعالم الإسلامي في فحوى موضوع عام وهو "السعي لتحقيق القيم المشتركة من أجل سعادة البشرية". لقد انطلق منتدى حوار الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي عام 2002 بناء على إعلان مبادرة كونو والتي أطلقها يوهي كونو وزير الخارجية آنذاك أثناء زيارته لدول الخليج عام 2001، والتي ترمي إلى (تحقيق علاقات متعددة الجوانب مع دول الخليج)، ومن خلال المنتدى الذي عقد على مدى سبع جولات سعى كل من اليابان والعالم الإسلامي نحو فهم القيم الفريدة للجانبين والعمل على تحقيق القيم العالمية التي تمس قلوب الناس، وفي الحقيقة فإن منتدى حوار الحضارات يعمل كأداة فاعلة للترويج للفهم والاحترام المتبادل بين اليابان والعالم الإسلامي حتى الآن. ومنتدى الحوار الذي عقد بالمملكة صنع حقبة جديدة في تاريخ الحوار من خلال حوار الطلاب اليابانيين مع نظرائهم السعوديين وتبادل وجهات النظر التي أضفت نجاحاً على جولة الحوار. ومن أهم ما تمخض عنه الحوار هو لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالمشاركين، وأثناء هذا اللقاء وجّه خادم الحرمين نداءه التاريخي ومبادرته بالحث على عقد حوار بين الأديان بدعم من الأممالمتحدة، والتي يشاهد العالم آثارها ويجني ثمارها حتى وقتنا الحالي.