منذ زمان بعيد لم يلتف المصريون حول حلم واحد تجسده إرادة شعب .. هناك مشروعات ضخمة شيدتها القوات المسلحة في المنشآت الكبرى في الطرق والكباري ومشروعات خدمية كثيرة. لكننا منذ زمان بعيد لم نتجمع حول مشروع اقتصادي استثماري إنتاجي ضخم .. كانت العقارات وتجارة الأراضي هي أقصى ما وصلت إليه أحلام الحكومات السابقة.. تعثرت مشروعات كثيرة مثل مشروع تنمية سيناء أو توشكي أو شرق العوينات أوالساحل الشمالي .. والآن نجد أنفسنا أمام قناة السويس أهم مورد اقتصادي في مصر طوال مائة عام .. وأعظم ما فيه انه مورد نقدي يومي أي أن عائده الاقتصادي مضمون كما أن هذا العائد بالعملات الحرة وفى أخر التقديرات اقترب دخل قناة السويس كما أعلن رئيس الهيئة الفريق مهاب مميش إلى أكثر من 5.3 مليار دولار أي حوالي 37 مليار جنيه لا يوجد مشروع أو مؤسسة في مصر تحقق هذه الإيرادات .. وقبل الإيرادات تأتى أهمية قناة السويس أمام العالم فهي أهم ممر بحري ربط القارات الثلاث أوروبا وأسيا وأفريقيا وبجانب هذا فإن قناة السويس تحولت بحكم الأهمية والموقع والدخل الاقتصادي إلى أهمية إستراتيجية في تاريخ مصر الحديث..والآن طرحت الحكومة شهادات استثمارية باسم قناة السويس للمصريين فقط وتستعد الحكومة لهذا المشروع المالي الضخم الذي سيوفر للدولة ميزانية كافية لإنشاء قناة السويس الجديدة .. إن تقديرات حفر قناة السويس الجديدة تصل إلى 29 مليار جنيه وهو أقل من دخل القناة في سنة واحدة.. والمشروع كله يتطلب 60 مليار جنيه هي قيمة شهادات قناة السويس التي ستطرحها البنوك المصرية .. لاشك إن اسم قناة السويس يعطى أهمية خاصة ومشاعر المصريين التي تلتف الآن حول هذا المشروع تمنحه قيمة خاصة كما أن مئات الآلاف من المصريين وعشرات الشركات التي تعمل الآن في حفر القناة الجديدة تؤكد أننا أمام مستقبل جديد وان علينا جميعا شعبا وحكومة وجيشا أن تتوحد إراداتنا لانجاز هذا المشروع العظيم الذي سيضيف لقناة السويس درة مصر أهمية جديدة .