يعيش نادي الهلال أياماً صعبة للغاية , فالاجتماع الشرفي الأخير حمل معه ملفات كان لابد من حسمها ولكنها لم تحسم , وربما يعد ملف مدرب الفريق هو الملف الأكثر سخونة وصعوبة والذي لم يستطيع صناع القرار في هذا النادي العريق حسمه .تاريخياً كان الهلال نموذج من النماذج المميزة في مساءلة إدارة النادي في كافة الألعاب وخصوصاً كرة القدم , والنجاحات التي حققها النادي العريق تشهد بذلك .كل شيء يدار بنادي الهلال بطريقة مميزة , وحتى الاختلافات أن وجدت يتم نقاشها بهدوء وحلها سريعاً . ملف بقاء أو رحيل سامي الجابر هو الملف الذي لازال صناع القرار بنادي الهلال عاجزين عن حله , والغريب في هذا الموضوع أن الأصوات القوية والتي تعد أصواتها قوية بداخل الكيان لم تحرك ساكناً مع بقاء أو رحيل سامي الجابر . ولو عدنا للوراء للعام الماضي وقبل اختيار سامي الجابر , كان هذا القرار هو نقطة التحول في البيت الهلالي , وربما حمل معه أشياء كثيرة لم يعتاد عليها محبي هذا الفريق , ومن أهم تلك الأشياء مرور الموسم الرياضي بلا تحقيق أي بطولة , وهذا الأمر بحد ذاته أمر صعب للغاية لدى المشجع الهلالي الذي في كل عام من الأعوام الماضية يحقق فريقه بطولة . نجاح سامي لاعباً ومن ثم إدارياً في نادي الهلال والحب الكبير لهذا اللاعب الكبير جعل الهلالييون بأعضاء شرفه المؤثرون والداعمون وحتى الجماهير يوافقون على قيادة سامي لتدريب الهلال . ربما هذا الحب كلف الهلالييون الكثير , ولكن لو تأملنا ما يحدث الآن نرى أن الأوضاع في الهلال أخذت منحنى لا يتمناه عشاقه , ولو تمعنا أكثر في هذا الموضوع لوجدنا أن الهلال بين نارين : ففي حالة بقاء سامي وخسارة الآسيوية سيرحل سامي مباشرة كون تلك البطولة هي التي جعلت سامي إلى تلك اللحظة مدرباً للهلال , وفي حالة تم استبدال سامي بمدرب أخر وضياع الأسيوية أيضاً سيتمنى الهلالييون أنهم لم يقوموا بتلك الخطوة . في الوقت نفسه لو بقي سامي وفاز الهلال بالآسيوية سيعود سامي والهلال من الباب الكبير , وحتى لو أتى مدرب آخر غير سامي , وحقق الآسيوية سينجح الهلال ولكن سيخسر سامي . وحقيقةً أن سامي الجابر المدرب في هذا العام قدم موسم جيد خصوصاً أنه الموسم الأول له بالتدريب , ولكن في حال تم إعفاء سامي أتمنى أن يختار فريقه الجديد جيداً , كي يعود لنا مدرباً ناجحاً مكرراً نجاحاته في الإدارة و على المستطيل الأخضر عندما كان لاعباً.