دخلت قضية مدرب فريق الهلال الأول لكرة القدم الوطني سامي الجابر، أمس في فصول جديدة، وبات استمراره في قيادة الفريق للموسم الثاني على التوالي يحتاج إلى «معجزة» جديدة وبات مصيره معلقاً في إدارة النادي التي من المرجح أن تعلن عن قرارها النهائي خلال اليومين المقبلين، بعد أن حرصت على حشد عدد من الآراء الفنية واللاعبين القدامى، بالإضافة إلى أعضاء الشرف المؤثرين لدراسة جدوى استمرار الجابر من عدمه في الموسم المقبل. ودخل الهلال مرحلة «كسر العظم» بعد أن شهدت أوضاع النادي الساخنة تطوراً بشكل متسارع وبطريقة غير مسبوقة في وقت قياسي، بين المدير الفني في النادي سامي الجابر وجمهوره الغفير من جهة، وبين إدارة النادي التي تحظى بدعم وتأييد شرفي من جهة مقابلة، غير أن ردة الفعل الجماهيرية الطاغية التي أعقبت الاجتماع الشرفي الذي عقد في منزل عضو الشرف الأمير نواف بن سعد الإثنين الماضي، أسهمت بشكل مباشر في تأجيل قرار الإدارة الذي يقضي بالاستغناء عن خدمات الجابر ودفع الشرط الجزائي. الشرارة الأولى وتعتبر الخطوة التي أعلن عنها رئيس النادي بعد نهاية مباراة الإياب في دور الستة عشر لدوري أبطال آسيا أمام بونيودكور الأوزبكي، عندما أكد أن بقاء الجابر مدرباً للفريق الموسم المقبل يتوقف على تقييم أعضاء الشرف في الاجتماع المنتظر، هي الشرارة الأولى التي أحدثت غضباً جماهيرياً كبيراً على اعتبار أن سامي الجابر نجح في التأهل لمرحلة متقدمة من دوري أبطال آسيا، وأن أعضاء الشرف غير ضليعين في الجانب الفني، بالإضافة إلى أن حديث الرئيس الفضائي حول بقاء سامي أغضب أعضاء الشرف أنفسهم كونهم لم يكونوا يتوقعون إدراج هذا الموضوع على طاولة اجتماعهم الذي تم التنسيق له قبل شهرين لمناقشة القضايا الاستثمارية في النادي، وتحديدا ملف الرعاة إلى جانب إيجاد آلية معينة لإيقاف ما أسموه بالظلم الذي تعرض له الفريق في منافسات الدوري. وهو الأمر الذي يعني أن موضوع بقاء سامي الجابر من عدمه لم يكن مدرجاً قبل تصريح الرئيس في المواضيع المتعلقة بالاجتماع، مما أحدث ردة فعل غاضبة نوعاً ما على اعتبار أن معظم التفسيرات من قبل الشرفيين كانت تدور حول أن الإدارة راغبة في عدم إبقاء سامي وترغب في دعم أعضاء الشرف لموقفها خوفاً من ردة الفعل الجماهيرية. وفي الاجتماع المنتظر، كانت ردة الفعل الشرفية حازمة وشديدة بشكل غير متوقع؛ حيث رفض أعضاء الشرف الطريقة التي اختارتها الإدارة لرحيل سامي الجابر ومحاولة إلصاق قرارها بأعضاء الشرف، وأكد الشرفيون أن مسألة بقاء سامي مدرباً للهلال من عدمه هي مسألة إدارية بحتة تتعلق بإدارة النادي، وهي التي يجب عليها أن تتخذ القرار بعيدا عن أي ضغوط، فإذا كانت مقتنعة بعمله خلال الموسم المنصرم فإن عليها أن تجدد الثقة به، وإذا كانت غير ذلك فإن عليها أن تختار طريقة تتناسب مع اسم سامي الجابر ومكانته بين جماهير عشاقه وليست بمحاولة رمي الكرة في ملعب أعضاء الشرف. وعلى الرغم من ردة فعل الشرفيين الغاضبة حول خطوة الإدارة باختيار هذا السيناريو لإعلان رحيل الجابر، إلا أن ذلك لم يمنع الحاضرين من أعضاء الشرف وبعض الشرفيين المؤثرين ممن لم يحضروا الاجتماع من إعطاء رأيهم حول بقاء الجابر مدرباً للفريق أو رحيله، وذلك بعد طلب رئيس النادي الاستئناس برأيهم إلى جانب الحصول على دعمهم وتأييدهم في حال اتخاذ أي قرار يتعلق بمستقبل سامي الجابر مع الفريق، وهو ما تم؛ حيث أعلن الشرفيون دعمهم الكامل لأي قرار تصدره الإدارة سواء بالبقاء أو الرحيل مع تمسكهم بموقفهم المتمثل في عدم إلصاق القرار بهم، وأن تتخذ الإدارة قرارها بمعزل عن مكان اجتماعهم وتوقيته. ووفقاً لمعطيات مقنعة لبعض أعضاء الشرف الحاضرين والمؤثرين بالخارج؛ فإن غالبية أعضاء الشرف قد أعطوا رأيهم للرئيس حول ضرورة ابتعاد الجابر في المرحلة المقبلة عن النادي عدا قلة من الشرفيين الذين أكدوا قناعتهم ببقاء سامي مدرباً في الموسم المقبل من بينهم الرئيس الهلالي السابق الأمير محمد بن فيصل. أما المؤيدون لرحيل سامي فقد استندوا على بعض الاستشارات الفنية من مدربين معروفين في المنطقة ولاعبين قدامى، بالإضافة إلى ملاحظاتهم التي سجلها الشرفيون بأنفسهم على طريقة الجابر في التدريبات اليومية. وهي الأمور التي دعمت موقف أعضاء الشرف في أهمية عدم بقاء سامي، وضرورة التعاقد مع مدرب عالمي يستطيع أن يحقق الآسيوية بعيداً عن أي ضغوط بعد أن أصبحت قريبة أكثر من أي وقت مضى، بالإضافة إلى أن استقطاب مدرب جديد سيسهل من عملية وضعه تحت منظار فني دقيق، وهو الأمر الذي سيكون صعباً في حال بقاء الجابر نظير ما يملكه من جماهيرية طاغية ستصعب بشكل أو بآخر من هذه المهمة. ويؤكد مقربون أن الطريقة التي تعاملت بها الإدارة أزعجت بشكل كبير سامي الجابر، على اعتبار أنها تتناقض أولاً مع تصريحه بعد المباراة الذي أكد فيه رغبته في إكمال مدة عقده البالغة ثلاث سنوات، غير أن هذه الطريقة لا تتناسب مع حجم جماهيريته ومكانته، الأمر الذي جعل الجابر يتحرك سريعاً لمحاولة الالتقاء بالعضو الشرفي المؤثر والداعم الأمير أحمد بن سلطان في مقر إقامته في العاصمة الفرنسية لإيضاح بعض الأمور المتعلقة بمستقبل الفريق، غير أن هذه الخطوة لو تمت لن تغير من واقع الحال شيئاً بعد مفاوضة الإدارة لجهاز فني روماني.