كما التاريخ يعيد نفسه، وكما الأحداث تتكرر بعد فترات زمنية وكما تتشابه الفترات الزمنية،أيضاً النباتات تعود الى بيئتها التي كانت انقرضت منها وكأن النباتات طيور مهاجرة تذهب إلى البعيد وتسافر آلاف الأميال ثم تعود مجدداً إلى بيئتها الأصلية. أقول ذلك بمناسة عودة زهرة النوير مرة أخرى لتفترش مساحات شاسعة من صحراء الكويت، ناشرة لونها الأصفر الخلاب الجميل، مبشرة بموسم ربيعي يعقب كمية الأمطار التي هطلت على البلاد خلال الفترة الماضية. وزهور النوير كما يعرف عنها تضم نباتات برية تعيش في البيئة الكويتية وتعود تسميتها الى أنها غالبا ما تكون صفراء اللون دائرية كقرص الشمس وتتفتح هذه الأزهار كما هو معروف بنهاية الشتاء وفي الربيع بشكل كبير.. إن زهور النوير تطلق على أنواع عدة من النباتات البرية المحلية منها (الحنوة) و(الحوذان) و(الزملوق) و(المرار) و(العضيد). و اليوم زهور النوير لا تعني نبتة معينة إنما هي مجموعة من الزهور الصفراء والملونة التي تحملها عدة نباتات برية في البيئة الكويتية كما يقولون، وسميت بالنوير لأنها تتفتح مشرقة كألوان الشمس تبعث في النفوس على السعادة والبهجة . و معظم زهور النباتات البرية المعروفة محليا باسم (زهور النوير) تفتحت مبكرا في الكويت هذا العام ( لحسن حظنا) نسبة الى الدفء الملحوظ الذي تميز به شتاء هذا العام، و تتفتح الازهار عند الشروق ثم تنغلق عند ارتفاع الشمس و لها رائحة مميزة تشبه رائحة البرتقال لا تشم إلا من قريب وتبقى الرائحة على الأصابع بعد لمس الزهرة ولثمرها وأوراقها نفس الرائحة. حضرت بالكويت حفل زفاف ابنة صديقة من صديقاتي الكويتيات، ولكن في الكويت يكون الوقت جميلاً ، بحيث تمر الأيام وكأنها دقائق، وافترشت زهور النوير مساحات شاسعة من صحراء الكويت، و نشرت لونها الأصفر الخلاب، مبشرة بموسم ربيعي يعقب كمية الأمطار التي هطلت على البلاد خلال الفترة الماضية. هل ما حدث في الكويت يتكرر ، فتظهر النباتات التي اختفت ولم نعد نراها، مثل شجيرات المريخ ومثل زهور الشفلح وغيرها من النباتات التي تضاءل وجودها . فهل تستنبت مياه الأمطار مجددا هذه النباتات كما حدث في الكويت؟