باتت محافظة رفحاء بمنطقة الحدود الشمالية هذه الأيام مقصدا للعديد من محبي أجواء الربيع الخلابة، حيث اكتست المنطقة باللون الأخضر الذي شكل بساطا ولوحة فنية رائعة تفوح منها رائحة «الخزامى» الندية، هذه الأجواء شجعت المواطنين إلى شد الرحال إلى المتنزهات البرية للاستمتاع بالمناظر الساحرة والأجواء الماطرة وظهور نبتة «الكمأ» أو «الفقع» في براري رفحاء مما أدى إلى جذب أنظار المواطنين والخليجيين. نباتات برية وأضح المواطن عبدالله الشمري، أن ما تشهده محافظة رفحاء هو ربيع شامل تزينت معه كل الفياض بلونها الأخضر الزاهي حيث تفوح رائحة النباتات البرية العذبة، في حين بين محمد العنزي أن هذا العام هو عام الربيع على محافظة رفحاء، وساعد على ذلك هطول الأمطار المبكر وجعل الأرض تزهو بالنباتات البرية بكافة أشكالها، مشيرا إلى توافد عدد كبير من الإبل والماشية إلى صحراء رفحاء للاستفادة من النباتات والحشائش الصحراوية التي تنمو غالبا في موسم الأمطار. من جهته، قال رائد الشمري إن الأجواء الربيعية والطبيعة الخلابة التي تعيشها رفحاء هذه الأيام إضافة إلى ظهور «الفقع» جذب كثيرا من المتنزهين حتى من خارج المنطقة، مؤكدا على وجود بعض الزوار الخليجيين من دولة الكويت، والإمارات وقطر، مشيرا إلى أنه حصل على كمية من الفقع بالقرب من قرية الخشيبي (60 كلم) شرقي رفحاء، بينما بين صالح الشمري، أن للفقع مواسم معينة ويظهر غالبا في التربة الرملية الطينية في الأرض الناعمة، أو في أماكن أخرى تسمى الدمثة أو السهلة، مؤكدا على ظهوره في صحراء رفحاء في أماكن متعددة. فطر الفقع والكمأ أو «الفقع» هو فطر بري ينمو في الصحراء بعد سقوط الأمطار في الوسم ب70 يوما، ويعتبر من ألذ وأشهى وأثمن أنواع الفطريات الصحراوية، وله عدة أنواع منها «الزبيدي» ويعتبر من أجود الأنواع وأغلاها، والفقع معروف في الجزيرة العربية وذو قيمة غذائية عالية، إذ يحتوي على كمية كبيرة من البروتينات وغني بفيتامين (أ) ويتميز بلون أبيض ناصع ورائحة قوية مميزة ويباع بأسعار مرتفعة. أما النوع الثاني «الغلاسي» وهو أقل جودة من الزبيدي، ويتميز بلون بني مائل للرصاصي وله طعم طيب وهو أكثر انتشارا من الزبيدي وأقل سعرا، والثالث هو «الجبى» أو «الجبأة» ويتميز بلون بني مائل إلى الوردي وهو أقل أنواع الفقع جودة وأقل انتشارا، ويتم تناول الفقع مع الأرز المكبوس أو مطهيا مع إضافة قليل من السمن البلدي بعد أن ينضج أو مشويا. ومن طرق حفظه قديما، يتم تقطيعه على شرائح ثم يجفف على بيوت الشعر أو سقوف المنازل في الهواء الطلق لاستعماله خلال فترة الصيف، والكمأ غني بالفيتامينات وله فوائد عظيمة وقد ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: (الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين).