خلع الربيع على غصون البان ......... ...... حللا فواضلها على الكثبان ونمت فروع الدوح حتى صافحت.............. كفل الكثيب ذوائب الاغصان البيتين السابقين للشاعر العباسي صفي الدين الحلي يصف فيها فصل الربيع وروعته على الكثبان والربى والسهول والوديان والتلال واروع من هذين البيتين قول البحتري: اتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا ................ ... من الحسن حتى كاد ان يتكلما وقد نبه النوروز في غلس الدجى .................... اوائل ورد كن بالامس نوما!! وصف جميل اخاذ لفصل الربيع وروعته في زمن لم توجد فيه السيارات التي ملأت البر حتى ضاق عنها!! حين يخلع الربيع زهوره ونباتاته على كثبان رمال نجد وحزونها وتلاعها فانها تكون منظرا بديعا زاهيا وبساطا سندسيا موشى بالوان الزهور فمن زهور بيضاء الى صفراء الى حمراء ولاربيع كربيع نجد حين يجود عليها المسبل الهطل !! ولاصنع ولا إبداع كصنع الخالق سبحانه وتعالى!! ولكن يد الانسان العابثة تمتد اليه وتأبى الا ان تظهر في الأرض الفساد تهطل الامطار بفضل الله مدرارة ولانرى زهورا ولاربيعا!! اين ذهب ذلك البساط السندسي من الربيع واين ذهبت زهور الخزامى والربل يطرح هذا التساؤل كل من يخرج الى صحارينا الممتدة حول مدننا كل من يرى هذا العبث الجنوني الذي طال معظم صحارينا ما ذا لو رأى البحتري هذا العبث الربيعي في زماننا اجزم انه سيكتب الف قصيدة هجاء بهولاء العابثين اجزم ان الكثيرين سيقولون هذه مبالغة ولكن حين يرون سياجا يمنع دخول السيارات ويرون كيف تنمو زهور الربيع بداخله وكيف يصبح بساطا اخضرا حتى مع الامطار القليلة وحين يرون كل ماحوله وقد اصبح يبابا وصحراء بلقع سيرون البرهان ماثلا امامهم وسيجدون الاجابة على السؤال اللغز (من داس زهور الربيع؟) فلا احد يتصور مايسببه مرورالسيارات من تدمير للغطاء النباتي الصحراوي حتى ولو كان المرور لمرة واحدة فان التدمير لايطال فقط (موطئ الاطارات) وانما يشمل مابينهما وماحولهما وهانحن نرى مواطئ عجلات السيا رات لاينبت قيها نباتا حتى لو كان هذا المرور منذ سنوات!! سيقول الكثيرون وماذا بعد هل يستطيع ا حد ان يمنع مرور السيارات!! اقول لا ولكننا نستطيع منع العبث والفوضى (البرية) التي دمرت بيئتنا الجميلة سيروا في بر ارينا وصحارين من صحراء النفود الى الربع الخالي ومن الدهناء الى عريق الدسم ولن ترون مترا مربعا الا وفيه آثار لمرور السيارات وفي كثير من الاحيان عبث وفوضى وتدمير للغطاء النباتي وقطع للاشجار خاصة قرب المدن ولكن ماالحل والحالة تلك؟ وفي رايي فانه ببساطة حماية بعض المناطق التي تشتهر بنمو نباتاتها وزهورها من قبل احد جهتين وهما وزارة الزراعة والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها وهذه الحماية تتم بوضع حاجز لمنطقة محددة بمساحة لاتقل عن (10×10)كم ويمنع الدخول اليها من بداية فصل الخريف وحتى بداية فصل الربيع فالمشكلة تكمن في ان النباتات والحشائش لايترك لها فرصة للنمو منذ بداية أول ظهور لها فتداس بكل ذي خف وحافر وكل اطار فالخف يدوس والحافر يقطع والإطار يهرس فكيف ستتفتح زهور الربيع !! وفي بداية فصل الربيع (اواخر شهر ابريل وبداية شهر مارس) سترون العجب كيف نما هذا النبت ونمت ازهاره وتفتحت وعندئذ يسمح بمرور السيارات عليه ولكن بنظام لاعبث ولافوضى فيه وبهذا يعود الينا البساط الاخضر وزهور الربيع هناك نماذج مضيئة ومتميزه لجهود ناجحة لبعض المحافظات لحماية الغطاء النباتي من العبث مثل نجاح محافظة عنيزة في حماية صحراء (الغضا) من العبث وذلك بتكاتف لامثيل له بين الجهات المسؤولة في المحافظة في الحفاظ على الغطاء النباتي من (الرعي الجائر) المتمثل في انزال قطعان المواشي ذات الاظلاف الحادة التي تقطع النباتات منذ اول ظهور لها في بداية الشتاء وبالتالي عدم استطاعة المواشي نفسها في الاستفادة منها حيث قطعت قبل نموها,وجهد آخر ناجح للمحافظه وهو منع (الاحتطاب الجائر), وتبقى منع (التطعيس الجائر), واتمنى ان تقوم امارة القصيم بتعميم هذه التجربة الناجحة على بقية المحافظات, وان تتبنى الامارة بقيادة سمو الامير الهمام فيصل بن بندر بن عبدالعزيز بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها ووزارة الزراعة بحماية مساحات محددة حول كل محافظة بوضع سياج (شبك) على مساحة محددة حول المحافظات ومنع الدخول لها او الرعي فيها منذ بداية فصل الخريف وحتى بداية فصل الربيع وارى انها لن تكلف جهدا كبيرا وستعيد لنا الغطاء الربيعي المفقود وكل ربيع وانتم بخير!! م عبدالعزيز بن محمد السحيباني