مؤلم جداً ألا نتحدث عن بعض الجوانب المفيدة، والتي نهدف من خلالها لخدمة المتلقي، لذلك رأيت التذكير بنباتات تزخر بها عدد من مناطق المملكة الحبيبة، حيث لابد من الاهتمام بها ورعايتها وحديثنا اليوم عن القبار أو الشفلح، ويُعرف محلياً في اللغة المحلية الدارجة بالشفلح، وهو عبارة عن نبتة صغيرة مقاومة للجفاف، أوراقها لامعة ملساء، ولا ترعاها الماشية، وتعطي أزهار وردية بيضاء كبيرة وجميلة، وثماراً ذات لون أخضر قطرها من 2.5 إلى 4 سم . وبعد نضج هذه الثمار، تنشطر نصفين كاشفة عن لب أحمر لذيذ يحتوي على كمية كبيرة من البذور، وتنبت في كثير من المناطق الصحراوية، وخصوصاً في المملكة العربية السعودية، وأماكن تواجده حول مدينة الرياض على ضفاف وادي حنيفة، وعلى أطراف مزارع الخرج، وكذلك مزارع حريملاء والعيينة وديراب وصلبوخ والحائر، وشرق منطقة القصيم، وخصوصاً مزارع الأسياح، ووديانها. وينمو الشفلح طيلة أشهر الصيف الحارة ابتداءً من شهر يونيو ( حزيران) حتى نهاية سبتمبر. وتتفتح الأزهار عند اعتدال درجة الحرارة من الساعة السادسة مساء حتى أوائل الصباح الباكر، وتقفل هذه الزهرة عند الساعة الثامنة والنصف صباحاً. ولذلك فإن النحل يستغل تفتح الزهرة في ساعات الصباح الأولى ويجمع منها العسل، ويعد رحيق الشفلح الذي يحوله النحل إلى عسل من أجود انواع العسل ويتميز عسله بالآتي: عسل هذا النبات ( الشفلح) مائي يميل إلى الاصفرار، ويتبلور أو يحبب في حدود حوالي ستة أشهر، وتبلوره كريمي ناعم، ويحتوي على سكر السكروز في حدود 2%، وبما أنه نبات يعتمد على السقيا من مياه الأمطار فإن عسله ذو مواصفات طبية ممتازة، وخصوصاً للدورة الدموية، وكذلك مفيد للجهاز التنفسي، ويعد عسله من الأعسال المائدة، وذلك لخلوه من الروائح النفاذة، وهو مفيد للصغار والكبار على السواء. * باحث زراعي متخصص