جئنا وكلنا حماس للعمل في هذه الجريدة العريقة "البلاد" التي يقودها استاذنا عبدالمجيد شبكشي يرحمه الله ولكنه سلم دفة العمل للصحفي الطموح هاشم عبده هاشم ليأخذ بالجريدة الى بر الامان وبدأنا نعمل ليل نهار لاظهار البلاد بثوب جديدة وقد كان. حينما طالبت بسيارة للجريدة اعمل بموجبها فوجئت بأن هذا الطلب يكاد يكون خياليا ولابد ان اعتمد على "رجولي" في التنقلات وحين تذمرت في الاسبوع الاول لوصولي للجريدة فوجئت بالزميل محمد الوزان يدخل معي في نقاش مهم هل انت قدر المسؤولية ام لا ولماذا جئت اصلا من مصر وقبلت التحدي.. كانت وسيلة الانتقال في جدة قبل الاربعين عاماً عبارة عن "الوانيت" ابو خشبة تركبه في طريقين رئيسيين "طريق مكة" او "طريق المدينة" وعليك ان ترفع صوتك وتقول "على جنب" في حالة الرغبة من النزول من هذا "الوانيت الفاخر"؟! والاجرة كانت ريالاً للمشوار الواحد، وبدأت في النزول الى سوق العمل كانت ابرز المصادر الغرفة التجارية التي يقودها شاهبندر التجار في جدة المرحوم الشيخ اسماعيل ابو داود وفرع وزارة التجارة بجدة ويعمل مديراً له الاستاذ عبدالله الحسيني، ومدير عام الجمارك الاستاذ منصور عبدالغفار ومدير عام ميناء جدة الاسلامي ويعمل مديراً له الاستاذ فؤاد مختار ومدير عام التعليم الاستاذ عبدالله بوقس ومدير عام تعليم البنات الاستاذ عبدالرحمن العثمان ومدير مرور جدة العقيد شحات مفتي وكان الدينمو المحرك لكل الاجهزة الحكومية هو المهندس محمد سعيد فارسي امين مدينة جدة. ** وبدأنا نعد لعدد جديد من البلاد وكان اول موضوع ينشر لي بعد التطوير وعلى مساحة صفحة كاملة ومانشيت الجريدة في الصفحة الاولى مع زميلي الدكتور عثمان عبده هاشم الطالب في جامعة الملك عبدالعزيز في هذا الوقت كان عنوان اول تحقيق (فوضى الاسعار في جدة) وكانت كلمة "فوضى" غير متداولة في هذا الوقت وكان صاحب العنوان الساخن هو الصحفي الدكتور هاشم عبده هاشم وبدأنا المشوار بتحقيقات صحفية ساخنة يشجعنا اليها الدكتور هاشم عبده هاشم بعيدا عن (عين الرقيب الملتزم استاذنا عبدالمجيد شبكشي) الذي كان دائما يميل الى الاعتدال في كل شيء ولكن ثقته في هاشم عبده هاشم كانت كاملة وفي هذه الفترة التي بدأنا في مقر جريدة البلاد في عمارة باخشب في مكة كانت حافلة بالعطاء ومحاولة اللحاق بما يدور حولنا في الزميلة(عكاظ) التي يقودها الاعلامي اللامع رضا لاري ومعه فريق من الصحفيين المتميزين عصام عبدالبديع.. ومحمد الفايدي وناصر عبدالرحمن الشهري وآخرين ويدعمهم مادياً الاستاذ علي شبكشي مدير عام عكاظ اما البلاد فكانت تضم بجانب الاستاذ عبدالمجيد شبكشي الدكتور حسن ابو ركبة عميد كلية الاقتصاد والادارة ومدير عام المؤسسة والاستاذ عبدالفتاح ابو مدين مدير عام الادارة واستاذنا عبدالغني قسصتي مدير التحرير الصبور الذي تعلمنا منه الكثير. وكان من كتاب البلاد الاساسيين في هذا الوقت الرائع محمد حسين زيدان وعزيز ضياء والشاعر المرهف الحسن محمد حسن فقي والشاعر محمود عارف وكل نجوم الادب والفكر والثقافة في بلادنا كانوا ضيوفاً وكتاباً في البلاد هذه المدرسة "الأم" التي احتضنت الجميع.. ومن بينهم ابو تراب الظاهري وكان من ابرز كتابها في هذا الوقت الرائع المتميز عبدالله جفري.. وبدأنا نشهد في البلاد نوعاً من التخصص شاكر عبدالعزيز للتحقيقات والاخبار الملحية واحمد المهندس واحمد صالح هاشم للفن.. وعمر مخاشن للرياضة الكل يعمل وسط منظومة حب قوية لهذه المطبوعة الفريدة نحاول ان نلحق بالركب رغم الامكانات المحدودة ولكن تغلبنا على كل ذلك بالعزيمة والاصرار على النجاح.