.. بداية لابد ان اعترف أن هذا الوزير اسامة بن عبد المجيد شبكشي أحبه واحترمه وأكن له أجمل المشاعر في قلبي.. فوالده المرحوم الأستاذ عبد المجيد شبكشي رحمه الله ويسكنه فسيح جناته أتى الى القاهرة قبل سنوات عديدة بعد ان قرأ لي عدة تحقيقات صحفية ساخنة في "مجلة آخر ساعة" التي انتسب اليها في مؤسسة أخبار اليوم الصحيفة، وأيضا بعد أن تابع مجموعة من المقابلات والتغطيات الصحفية التي قمت بها في "مجلة اليمامة السعودية" وكتبتها من القاهرة جاء أستاذنا عبد المجيد شبكشي للتعاقد معي للعمل في جريدة البلاد مع زميلي الأستاذ محمد يوسف وهذا ما حدث فعلاً. استمر عملي في البلاد تحت توجيهات الأستاذ عبد المجيد شبكشي وبمتابعة مستمرة من "دينمو الجريدة" في هذا الوقت الدكتور هاشم عبده هاشم وتوجيهات عمنا واستاذي عبد الغني قستي مدير تحرير البلاد والذي تعلمت منه كثيراً في اخلاقيات مهنة الصحافة وأسلوب العمل بالبلاد. وذات يوم أرسلني الأستاذ عبد المجيد شبكشي الى جامعة الملك عبد العزيز بجدة لألتقي بمجموعة من الأطباء الذين انضموا حديثاً الى الجامعة وكان من بينهم ابنه الدكتور اسامة بن عبد المجيد شبكشي والدكتورة آمال شبكشي والدكتور حسن غزنوي الذي اصبح فيما بعد مديراً لصحة جدة وآخرين من الأطباء الشبان السعوديين ، منذ هذا اليوم المبكر ارتبطت في علاقة حب وتقدير بالدكتور اسامة بن عبد المجيد شبكشي. وأود هنا أن اذكر اننا كلنا آباء ولدينا ابناء ولكنّي لم اشهد في حياتي أب يحب أبناءه كما كان يحب الأستاذ عبد المجيد شبكشي ابناءه "فوزي" و"اسامة" كان يحبهما حباً جماً ويدعو لهما باستمرار وفي كل وقت وكان ابنه فوزي عبد المجيد شبكشي سفيراً ناجحاً في وزارة الخارجية واظن انه في هذا الوقت كان سفيرنا في اليابان.. تابعت مسيرة الدكتور اسامة شبكشي الذي برع ونبغ اسمه في المستشفى الجامعي بجامعة الملك عبد العزيز. واذكر انني في هذا الوقت كانت زوجتي حامل في ابني "عمرو" وطلبت منه كارت مباشرة وعلاج في المستشفى الجامعي ويسرها لي وعندما حل موعد الولادة تدخل لدى البروفسير عبد الله باسلامة ليقوم بنفسه بالاشراف على ولادة زوجتي للابن "عمرو" والتي تمت بسلامة والحمد لله. تابعت مسيرة نجاح الدكتور اسامة بن عبد المجيد شبكشي الى ان حصل على الأستاذية ثم عميدا لكلية الطب الى ان صدر قرار بتعينه "مديراً لجامعة الملك عبد العزيز بجدة" وكانت فرحتي بهذه الثقة الملكية كبيرة ولا توصف . وفي احدى الأيام داعبني رئيس تحرير البلاد في هذا الوقت الدكتور عبد العزيز النهاري وقال لي بالحرف الواحد عبد المجيد شبكشي سيحضر لك في تمام الخامسة لإجراء حوار معه في زاوية جميلة كانت تعدها "البلاد" من سنوات تحت اسم "هم من خلال ابنائهم " وكنا نستضيف ابن احد المشاهير والشخصيات العامة المعروفة ليتحدث عن ابيه - والحقيقة - انني استغربت هذا الموضوع وظننته يداعبني لأن الأستاذ عبد المجيد شبكشي "قد توفاه الله" وبعد فترة وجيزة "عرفت أن من يزورني هو الابن "عبد المجيد اسامة عبد المجيد شبكشي" ابن الدكتور اسامة الذي اطلق اسم "عبد المجيد" على ابنه الطالب في كلية الطب تيمنا باسم الأب كما نفعل جميعاً عندما يصل الينا "الابن البكر" وجاء "عبد المجيد شاب يتقد ذكاءً وحيوية له لحية بسيطة وقد "قصر" ثوبه قليلاً وتحدث معي عن والده اسامة بن عبد المجيد شبكشي كلاماً عذبا راقيا يدل على سعة افق وحب جارف لوالده وتقدير كبير ونشرت الموضوع رحم الله الابن الغالي عبد المجيد بن اسامة عبد المجيد شبكشي الذي توفي في حادث مروري مروع "في المطار القديم بجدة" بعد أن أدى العمرة .. وحزنت كل جدة عليه وهي تشارك والده واسرته العزاء ورثاه والده بعد اسبوع من وفاته في صفحة كاملة "بالزميلة عكاظ" بكلمات نابعة من القلب ادمت كل القلوب وكل من قرأها.. انتقل الدكتور اسامة بن عبد المجيد شبكشي من عمله مديراً لجامعة الملك عبد العزيز ليعمل وزيرا للحصة وتابعت نجاحاته وأنا قلق عليه لأنني اعرف ان الوزير في وزارة من وزارات الخدمات دائما يتعرض للكثير من النقفد في الصحافة. وحدث خلاف وظيفي كبير بين الدكتور اسامة شبكشي وزير الصحة وفريق العمل الطبي الذي اجرى عملية لزراعة رحم لسيدة سعودية في جدة وكان ضمن الفريق الذي ساند هذه العملية الدكتور احمد عاشور "صديقي" ومدير مستشفى الملك فهد بجدة .. وتصاعدت هذه العلمية اعلامياً بشكل كبير فريق يساند نجاح العملية وآخرين يؤكدون أنه لاتوجد عملية ناجحة لزراعة الرحم وتسببت العملية في خلاف كبير بين وزير الصحة الدكتور اسامة شبكشي وبين "صديقه" الدكتور أحمد عاشور وهناك تفاصيل كبيرة أعرفها ليس موعد نشرها الأن. اليوم وأنا اتابع السفير الدكتور اسامة بن عبد المجيد شبكشي في المانيا والتي يجيد "لغتها" أدعو له بالمزيد من التوفيق والنجاح .. وكما قلت في البداية هذا الوزير أحبه وأجله واحترمه وفقه الله..