غداً سوف يبدأ أولى خطواته كمسؤول عنها يخطو على "ثراها"، ويسير في أزقتها، ويستنشق رطوبة شوارعها.. وميادينها، وسوف تناديه "رواشينها" من خصاص تاريخها. إن جدة بذلك "الزخم" التاريخي الغارق في القدم المشبع بكل تفاصيل الحياة، تلك الحياة العاشقة والمعشوقة.. هي العاشقة لكل جميل سار على أرضيتها – الرطبة – والمعشوقة من كل تلك الأنفس التي عاشت بين منحنياتها في أحيائها في حارة البحر، وحارة الشام.. وفي سوق الندى والعلوي وحارة المظلوم وحارة اليمن أو في برحاتها مثل برحة بيت نصيف أو في اسواقها سوق البدو والنورية وشارع قابل وباب مكة وغيرها كثيراً جداً. إنك – أيها – الأمير عندما تخطو في تلك الأحياء لنطمح أن تجعل منها – أحياءً – بالفعل تعيد إليها الحياة.. نريد أن نحافظ على "تاريخيتها" لا أن نتركها تحت ظروف التعرية لنجدها في يوم – ما – أثراً بعد عين. إن العالم كل العالم يعض – بنواجذه – على تراثه في المحافظة عليه.. وقطعاً سموك شاهد وعاش في بعض مدن ايطاليا والمغرب، ولعل أقرب مثال على ذلك "فاس" تلك المدينة المغربية القديمة.. حيث تحولت بعض بيوتاتها القديمة الى مطاعم تستقبل السياح والزوار.. مطاعم تقدم الطعام الشعبي لذلك القادم من خلف البحار. إننا نحلم بِأن تكون جدة التاريخية مدينة جاذبة ومجذوبة بحب الناس وحبك لها. ايها الأمير "مشعل" اشعل قناديل الفرح في ارجائها.