روبا عبد العال- جدة تجدد الأجواء الرمضانية مظاهر وطقوس جدّاوية متوارثة وتجذب الأنظار للأحياء الشعبية القديمة والمنطقة التاريخية لتعيد عبق التراث وذكريات الأيام الخوالي في حواريها وأزقتها، فهنا بسطات كبدة بسوق البدو وأطفال يلعبون الكبت والكيرم بالكندرة والصحيفة، وهناك مباني وبيوت «باب مكة» وحارة الشام وغيرها من معالم مدينة جدة ومناطقها التاريخية والأثرية والعمرانية. ويقول الدكتور محمود الصعيدي رئيس مركز الأبحاث والتوثيق بالمنطقة التاريخية بجدة ورئيس مقعد «جدة وأيامنا الحلوة›› أن المنطقة التاريخية تشهد في كل عام مظاهر رمضان من بسطات الكبدة والبليلة وألعاب الكبت والكيرم والمزويقة واحتفاليات وأنشطة ثقافية وتراثية بمقاعد بيوت جدة القديمة التي تحيا على مدار ليالي الشهر الكريم، فمن المتعارف عليه قيام سكان جدة القديمة بزيارة المناطق العتيقة في فترة العصر أو في الليل بعد صلاة التراويح حيث يأتون إلي أحيائهم القديمة ويستنشقون عبير الأيام الماضية ويرون بيوتهم ويخبروا أولادهم والأجيال الصغيرة كيف كانت حياتهم ومعيشتهم بسيطة. وعن المقاعد والأمسيات الرمضانية ومدى الإقبال عليها يقول الصعيدي: «هناك إقبال كبير خاصة من قبل الشباب السعودي الذي يبحثون عن تاريخهم وعن مناطق جدة القديمة وآثارها لحبهم للتراث القديم وهناك العديد من الجروبات والمجموعات الشبابية التي تأتي لزيارة هذه المناطق وتصويرها والتعرف على تاريخها». وعن أهم معالم جدة التراثية وابرز المناطق التاريخية بها يضيف: « تشمل مدينة جدة 4 حارات تراثية هامة هي حارتا الشام والمظلوم في الوسط وتمتد إلى منطقة باب مكة وحارة البحر في الجنوب باتجاه باب شريف وحارة اليمن التي تمتد إلى العيدروس بمنطقة البلد داخل سور جدة القديم وكانت هذه المناطق تحتوى على 4 آلاف بيت في ذلك الوقت تضم حوال ى4 آلاف عائلة، ثم هدم سور جدة العتيق عام 1367ه وافتتحت المدينة على اثر ذلك وامتدت شمالاً وجنوباً ثم التحقت بها الضواحي الأخرى من الكندرة والصحيفة والعمارية وهذه الأحياء بها الكثير من الآثار والمساجد التاريخية مثل مسجد الشافعي ومسجد عثمان بن عفان ومسجد عكاش والبيوت الشامخة كبيت نصيف التاريخي العتيق. أما عن إرتباط مظاهر رمضان بالاحياء الشعبية فيقول أحمد الهاجري رئيس جمعية التراث المنظمة للأمسيات الثقافية: «أجواء رمضان مرتبطة بالأحياء الشعبية حيث اعتاد أهل جدة بعد الهجرة من وسطها إلى خارجها على زيارة جدة القديمة وأسواقها ومطاعمها الشعبية وبسطات الكبدة والبليلة في شهر رمضان لذلك نحرص من خلال الأمسيات الثقافية على أن نزين لهم بيوتهم القديمة بالمحاضرات والمقاعد الرمضانية الجميلة». ولفت الهاجري إلى الحاجة إلي أن إعادة هذه المناطق التاريخية الجميلة إلى ما كانت عليه وأن تتوفر لها الخدمات والبنية التحتية للحفاظ على التراث العمراني والتاريخي. المزيد من الصور :