العاطفة الفاكهة التي سعوا إلى تجفيفها لمآرب شتى فكان في غيابها نتيجة طبيعيّة لولادة «القسوة» والركون إلى العنف الممارس بأنماطه المختلفة الجسدي ، واللفظي،والنفسي وهذا الأخير لن أقول :لقلة الوعي به قد يُمارس دون أن يعرف الفاعل أو يُقر به..بل أقول:المرء صاحب الإنسانية المزوّرة لا يفهم احتياج الإنسان للكرامة في الحياة والموت على حدٍ سواء، لذلك هو يُمارسه على غيره ولاتعجب على نفسه أيضًا،فحين يحرم نفسه من العاطفة يُمارس عليها العنف. للأسف القسوة وإذكاء العنف في النفس مدعاة للفخر عند البعض بل إنهم مدّوا رداء العنف الغليظ على جوانب الحياة المختلفة حتى الدين ،فظهرنا أمام أنفسنا والمجتمعات مُجردين من الأخلاق والرحمة وبدى ديننا الذي ندّعي أننا نُمثّله هو المنبع لهذا العنف الذي نُمارسه ونتفاخر به في كل مواقع التواصل الاجتماعي تارة من خلال مانكتب ،وتارة من خلال مانصوّره من لقطات يُشاهدها العالم ويشهد عليها..مُعلمة تسخر من تلميذة،أو عامل يُهان أمام المارة من صاحب العمل، أم تُعنّف فلذة كبدها..عنفٌ يُمارس تحت ذرائع شتى باسم الحاح المصلحة،أو الحب، وآخر تحت مظلّة .. «إلا لا يجهلنا أحدٌ علينا .. فنجهل فوق جهل الجاهلينا».. حتى الأموات نالهم من العنف جانب فالحديث عنهم بسوء عنف تغافلت عنه منظمات حقوق الإنسان ،وكذلك الشجر المهمل الظمآن ،والحيوان الذي نتعمّد ترويعه ..كل هذه الأنماط عنف وقد نهانا عنها ديننا ،ولا مبرر لها لا بموجب فتوى ولا عرف ،والأيات القرآنية والأحاديث النبوية واضحة في هذا وتشمل على الحث على الإحسان،والرحمة والقسط حتى مع الأعداء. وقلما نجد في مجتمعنا من لم يُمارس عليه العنف على الأقل العنف النفسي لهذا من واجبنا التصدي لهذه التصرفات المشوّهة لديننا وهذا على قائمة واجباتنا.. نصرة ديننا من خلال تقويم سلوكنا قبل تقيم سلوك الآخرين .وللحد من العنف علينا تفعيل دور جمعيّة حقوق الإنسان وإنشاء جمعيات مُتفرّعة عنها تُعنى بالمرأة،والطفل،وكبار السن،وبقية المستضعفين من المرضى والفقراء .جمعيات مؤهلة قادرة على توعية الناس بما لهم وماعليهم ،تعلمهم أن السكوت على مايُمارس في حقهم من العنف عنف آخر ضد أنفسهم ،جمعيّات حاضنة للمعنّفين داعمة لهم في استرداد حقوقهم وكرامتهم من خلال كوادر من المحامين و الأطباء النفسيّن والمرشدين فديننا يحثنا على هذا من جهة ،ومن جهة أخر رُشحت بلادنا لعضوية حقوق الإنسان ومن غير المعقول أن يُمارس بعض مواطنوها العنف ويجاهرون به في مواقع التو اصل الاجتماعي،والبعض الآخر لا يعرفون حقوقهم ولا يرغبون بالمطالبة بها. تويتر@N_alsalmi