قال لي كنت ابيع السبح في احد شوارع مكة القديمة على فرشة فوق الارض، ومر اليوم الاول ولم ابع شيئا ومر اليوم الثاني ولم يشتر مني احد سبحة واحدة, وفي اليوم الثالث فرشت فوق الارض وعرضت السبح، وجاء احد الحجاج وبدأ يقلب في السبح وعرضت عليه هذه وتلك حتى اختار واحدة، وعندما اراد اخراج النقود لم يجدها في جيبه وقال لي يبدو اني نسيتها في البيت او فقدت مني، وقال هل تعطيني هذه السبحة صدقة في سبيل الله قلت في نفسي الله يعلم بالحال، قلت له خذها صدقة في سبيل الله، فأخذها وذهب الى الحرم لاداء الصلاة، وفي اليوم التالي حضر نفس الحاج واشترى مني سبعاً قال هي لزوجته ودفع النقود وشكرني على صنيع امس وبعد صلاة الظهر مر احد الحجاج وعرض علي خواتم واعجبني احد الخواتم واشتريته بمبلغ السبحة التي بعتها، وبعد صلاة المغرب ذهبت الى بيتي وفي الطريق عرضت الخاتم على احد تجار المجوهرات، فقال لي انا اشتري هذا وعرض مبلغا كبيرا من المال، وبعته فورا بمكسب لا اتوقعه ابدا جعلني اسدد ديوني واشتريت عددا كبيرا من السبح وصرفت الباقي على زوجتي وابنائي، وحمدت الله على هذا الرزق الكبير. قال تعالى في محكم كتابه الكريم (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، ان الله بالغ امره، قد جعل الله لكل شيء قدرا) الطلاق 322. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو ان ابن ادم هرب من رزقه كما يهرب من الموت، لادركه رزقه كما يدركه الموت". وقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه: وان تكن الارزاق حظاً وقسمة فقلة حرص المرء في الكسب أجمل وقال ابو الاسود الدؤلي: وعجبت للدنيا ورغبة اهلها والرزق فيما بينهم مقسوم وقال المثل العربي: الوفاء والصدق يجلبان الرزق. وقال العرب: لن تنال اكثر مما كتبه الله لك من الرزق ولو حرصت. فيا سادة يا كرام دعونا نعلم ابنائنا ان الارزاق بيد الله وحده وان الارزاق مكتوبة ونذكرهم بقول الله تعالى: (وفي السماء رزقكم وما توعدون) الذاريات 22. وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وآله وصحبه اجمعين.