يتميز شباب كل عصر بسمات مختلفة، ويتحدد شكل الدولة والموضة المسيطرة عليها عن طريق شبابها، فشباب الخمسينات يختلفون عن شباب الستينات والسبعينات وهكذا وصولا إلى شباب الألفية الثالثة. ولأن كل عصر يتسم بمميزاته الخاصة، فإن شباب اليوم يختلفون كثيرا عن شباب الماضي من حيث التفكير والاهتمامات والهوايات وكيفية التعامل مع الحياة. فقد كانت اهتمامات أغلب الشباب في الماضي هي المظهر الاجتماعي والعمل في الوظائف الحكومية، وكان معظمهم يتجه إلى الالتحاق بكليات ذات قيمة اجتماعية ككلية الحقوق حتى يصبح قاضيا أو محاميا ذو قيمة في مجتمعه، كما كان يفضل بعضهم الاهتمام بالدراسة والاعتماد على النفس أو كما يقال صعود السلم من بدايته بكل كد وتعب، حتى يصلوا إلى ما يحلموا به من مناصب عليا وكان منهم من لا يهتم بالعائد المادي كثيرا، بل كان الأهم بالنسبة له المركز الاجتماعي الذي يصل إليه. وكان يسعى الشاب دائما للزواج والاستقرار وإنجاب الأولاد، ويجب التوضيح بأن الحياة وقتها كانت تؤهله لذلك نظرا لوجود السكن المتاح والعمل المناسب، كما أنه كان يفضل الرجوع إلى البيت مبكرا والجلوس مع الزوجة والأولاد، وكانت طلباته في شريكة الحياة مقبولة. إلا أن العديد من شباب اليوم يهتمون بالجانب المادي أكثر من أي شيء، ولا يهتمون للأسف بتلقي العلم ودراستهم كثيرا لأنهم يرون أنه ليس لها فائدة فليس هناك من يعمل بشهادته، وبالنسبة للحياة المهنية، فهم يحبذون العمل في أي شيء يدر المال بأقصر الطرق دون مجهود، كذلك فإنهم يطمحون بامتلاك مشاريع خاصة بهم. أما الزواج، فنظراً للفضائيات والاطلاع على الكثير من الثقافات فأصبحت مواصفات الشباب لشريكة الحياة صعبة، حيث يريدون لشريكة حياتهم أن تكون كالفنانات وعارضات الأزياء في هيئتها، وأن تكون مفكرة وعالمة وذات ثقافة عالية هذا على الرغم من أنهم لا يحبون العودة إلى المنزل سريعا بل يفضلون الخروج مع الأصدقاء. كما تغير الأمر أيضا بالنسبة للفتيات كثيرا، ففي الماضي كانت الفتاة تجهل بحقوقها تماما وتفضل الزواج وتربية الأولاد ومع بداية السبعينات فضلت المرأة العمل وأن تكوّن لنفسها كيان مستقل أما فتيات اليوم فقد أصبحن كالشباب تماما من حيث العمل والتعب، بل إن بعض الفتيات تفوق الشباب قدرة وعزيمة على العمل، أما في الزواج فقديما كانت الفتاة ترضى بالزوج الذي يختاره والدها ولم يكن لها رأي، ومع بداية السبعينات إلى الآن فلا يستطيع أحد أن يفرض عليها زوجها بل تختاره بنفسها. وبين جيلين يختلفان في كل شيء كان سؤال الشباب عن العصر الذي يحبذون العيش حيث تباينت الآراء وتذبذبت بين الحصول على هدوء الماضي ورفاهية الحاضر. ففي البداية أشار "حسام إسماعيل" 25 سنة إلى أنه كان يفضل أن يعيش في العصر القديم حيث الراحة من التكنولوجيا والوسائل الحديثة التي تزعجه، كما أنه يفضل العائد المادي على المنصب الإداري في العمل كباقي جيله. كما أوضح "أحمد إبراهيم" أن لكل عصر مميزاته فهو يحب الهدوء الذي كان موجودا قديما وسهولة الحصول على الوظائف الحكومية، كما أنه يفضل حاليا كم الرفاهية الموجودة ويرى أيضا أن المال أهم من المنصب. بينما تمنى "محمود منصور" 23 سنة العيش قديما، كما رأى أن المنصب أهم من المال مستشهدا بالمثل "الصيت ولا الغنى". إلا أن إسلام محمود كان رأيه واضحا حين قال مؤكدا على حبه للعصر الذي ينتمي إليه: لا أريد الرجوع للماضي وأفضل العيش في عصر التكنولوجيا وأريد عملا يدر علي الكثير من المال. ولم يختلف الحال كثيرا عند الفتيات بين رفض الواقع وحب العودة للماضي وبين الاقتناع بكل ما يحمله عصرهم من مشاكل وأحلام. فقد أكدت شروق عادل أنها لا تود العيش قديما حيث عصر "سي السيد" كما وصفت، وأنها تفضل العمل على الجلوس بالمنزل، وأيدتها شيماء موسى ومروة زكريا في هذا الرأي مضيفين أنهم يحبون أن يكون لهم شخصية مستقلة ولا يقبلون أن يتحكم بهم رجل. بينما أشارت إيمان سلام إلى أنها تفضل الرجوع للعصر القديم وتتزوج وتربي أولادها بدلا من النزول للشارع فهي لا ترى في العمل إلا التعب. ووافقتها الرأي أمل سليمان وأضافت أنها تفضل تحمل الأعباء المنزلية وعلى زوجها النزول إلى العمل، ولا يبقى لديها إلا التفرغ لتربية الأولاد والاهتمام بنفسها أكثر.