تصويرخالد رشيد .. أجهزة التبريد من مكيفات وثلاجات وغسالات وخلافه في داخل أحياء محافظة جدة، وقد بدأت وتيرة نشاطها في الارتفاع خاصة الصيف وحرارته المحرقة وكل العاملين فيها من العمالة الوافدة معظمهم من الجنسية البنغلاديشية والباكستانية والغريب في الأمر أن أغلب الذين يعملون في إصلاح أجهزة التبريد لا علاقة لهم بهندسة التبريد التي تحتاج إلى خبرة ودراسة علمية وليست ممارسة عملية فقط، فكم من أجهزة ذهبت إليهم وعادت أسوأ مما كانت عليه قبل أن تعبث بها أياديهم، وكم من مواطن ومقيم اشتكى من تخريب جهاز كهربائي بسبب عدم الخبرة والدراية من هؤلاء الوافدين. والسؤال هنا كيف يسمح لهم بالعمل في هذه المحلات أليس هناك ضوابط وتقييم لمن يعملون في محلات إصلاح الأجهزة الكهربائية وأجهزة التبريد. جولة ميدانية تجولت في بعض المحلات التي تقوم بإصلاح أجهزة التبريد والتقت بعض العاملين في داخلها كما استطلعت آراء بعض المواطنين والمقيمين حول ما تقدمه هذه المحلات من خدمات: مكاسبنا معقولة في البداية التقينا علي اسلم باكستاني يعمل في محل إصلاح مكيفات وثلاجات، سألناه عن السوق والأسعار فيما يتعلق بإصلاح الأجهزة المتعطلة ومدى إقبال المواطنين على محله، فقال الحمد لله العمل يسير بصورة مرضية ومكاسبنا معقولة أما بالنسبة لقيمة الإصلاح فنقوم بتقديرها حسب الأعطال سواء بالنسبة لمكيف أو ثلاجة أو غسالة. وأضاف أن أسعارنا ترتفع مع فصل الصيف حيث يكون الإقبال كبيراً من الزبائن ولكننا نراعي ظروف الزبون ولا نطمع في قيمة الإصلاح إذا كان العطل بسيطاً، وهنا نضع قيمة رمزية حسب حجم العطل في الجهاز، ولكن أحياناً يأتينا جهاز تكييف قديم الموديل وماكينته محروقة وفي هذه الحالة نخير الزبون ما بين ماكينة مستعملة وهي أرخص سعراً من الجديدة ومن ثم نصل معه إلى اتفاق، سألناه هل درست هندسة التبريد وتخصصت لتعمل بها كمهنة؟ ام اكتسبتها بالخبرة فقط دون دراسة؟ قال أرشد: آنني لم أدرس هندسة التبريد وإنما اكتسبت العمل فيها عن طريق الممارسة والخبرة في السوق على أيدي خبراء متخصصين من بني جلدتي في مجال التبريد، وكلما استعصى شيء في عملي استشيرهم فيه. الصيف أفضل المواسم بعده انتقلنا إلى محل آخر يعمل فيه شاب بنقلاديشي يدعى شفيق وقد وجدنا معه اثنان من الصبية يقومان بعمليات غسيل ونظافة المكيفات حيث ذكر لنا أنه يعمل في مهنة إصلاح المكيفات منذ أكثر من عشر سنوات وأن السوق طيب خاصة في هذه الأيام التي ترتفع فيها درجات الحرارة، ويعتبر الصيف بالنسبة لهم موسماً يزداد فيه عدد زبائنهم وهي الفترة التي يجنون فيها أرباحاً جيدة خلافاً لموسم الشتاء، وعن الصبية الذين يعملون معه، قال شفيق هؤلاء يعتبرون تلاميذ تحت التمرين وعندما يتعلموا المهنة يفتح كل واحد منهم محلاً خاصاً به، سألناه عن تعاملهم مع الزبائن الذين يعرضون أجهزتهم للإصلاح فقال نحن نتعامل مع كل زبون حسب وضعه ومستوى عطل جهازه ونأخذ منه قيمة مناسبة ثم نقوم بتركيب الجهاز في داره. وذكر أنهم يواجهون بعض المشاكل من أصحاب الأجهزة أحياناً ودائماً الاختلاف يكون في قيمة التصليح علماً بأنها معروفة لديهم قبل بداية العمل مما يضطرنا إلى التنازل عن جزء من القيمة حتى لا نفقد زبوناً قد يأتي إلينا مرة أخرى. قلنا له هناك اتهام يوجه إليكم كمحلات لإصلاح أجهزة التبريد والتكييف وهو أن بعضكم لا علاقة له بالمهنة مما يتسبب في تخريب الأجهزة التي يطلب منكم إصلاح أعطابها؟ قال: إن من ليست لديه خبرة لا يستطيع العمل في هذا المجال الذي يحتاج إلى خبير في هندسة وإصلاح الأجهزة خاصة وأنه يتعامل مع الكهرباء،والذين يعملون بلا معرفة ودراية يسببون لأنفسهم ولغيرهم الكثير من المشاكل، لذا أرى أن يتم اختيار الشخص الذي يريد العمل في هذه المهنة قبل أن يتم الترخيص للمحل الذي سيعمل فيه. إضافة إلى العمل تحت إشراف الكفيل باعتباره المسؤول نظامياً عن من يكفله. الشباب السعودي وأثناء حوارنا مع البنغلاديشي دخل علينا في المحل أحد الزبائن لاستلام جهاز تكييفه بعد الانتهاء من إصلاحه سألناه عن محلات التكييف والتبريد ومدى تعاملها مع المواطنين. فقال طبعاً المحلات تختلف كما الناس مختلفون في تعاملهم، أحياناً تجد فني التبريد الذي يعرف مهنته تماماً وأحياناً تجد من لا يعرف شيئاً بل يخضع جهازك للتجربة فقد يخطيء وقد يصيب وهذا أخطر، لذلك يجب أن يعمل في هذه المهنة من يعرفها، وعن رأيه في اقتحام الشباب السعودي لهذا العمل، قال يجب تشجيعهم على العمل ولكن قبل ذلك الدراسة في هذا المجال ولدينا كليات ومعاهد تقنية تخرج سنوياً العديد من الشباب المؤهل، كما أن دخولهم في مجال المؤسسات الخاصة فيه فائدة كبيرة لهم، وأتمنى أن أرى الشباب السعودي يقتحم كل مجالات العمل. كما قال عطية المالكي المحلات لصيانة المكيفات والتبريد بشكل عام تختلف حسب مهارة العامل والبعض يتورط مع صاحب محل لايعرف الاصلاح وانما يجيد جني الارباح من عمل لم يتقنه وتستمر المعناه بعد ذلك بين مد وجزر بين الزبون والعامل وقد حدث معي احضرت ثلاجة للإصلاح وكلفني المهندس المزعوم مايقارب قيمتها وفي الاخير لم تدوم طويلا و عدت له وكتب لي قائمه من ادوات اصلاح واختلفت معه وذهبت لمحل اخر وتم إصلاحها دون كل هذه التكليفات المالية وطالب المالكي الجهات المختصة في منح تصاريح لمثل هذه النوعية مراعاة مشقة المواطنين والاخطار التي قد تحدث خاصة وان الوضع لايستهان به مثل الاجهزة الكهربائية يجب التعامل معها بحذر حتى لا يحدث مالايحمد عقباه .. واكد سعيد الزهراني ان شبابنا مؤهلين من كليات متخصصة في هذا المجال لكن للأسف لم نشاهدهم في محلات التبريد بالرغم من المكاسب الكبيرة التي تدر على اصحابها من مختلف الجنسيات وطالب الزهراني من الشباب الانخراط في سوق العمل بدلا من الجلوس وانتظار وظيفة الكرسي قد تأتي وقد لا تأتي ويضيع العمر دون فائدة . تاركين الاخرين يجنون الارباح وهم يتفرجون واقترح الزهراني ان كون محلات التبريد خاصة في الشركات الكبرى تعطي الشباب الاهمية ويتم التنسيق مع الكليات والمعاهد المهنية في هذا الشان وتحدى على براعة الشباب في سوق العمل متى ماوجدوا الفرصة مواتية . التخصص مهم واختتمنا جولتنا بزيارة محل لصيانة وإصلاح أجهزة التكييف والتبريد يعمل فيه مقيم مصري هو ابراهيم رمضان بادرناه بأول سؤال هل أنت متخصص في صيانة الأجهزة الكهربائية أم اكتسبت المهنة بالممارسة؟ قال أنا أحمل مؤهل علمي في صيانة أجهزة التبريد والتكييف وقد اكتسبت خبرة عملية طويلة في هذا المجال قبل أن أهاجر من بلدي، لأن من يمارس هذه المهنة لا بد أن يكون متخصصاً وهذا ينطبق على أي مهنة وحرفة أخرى كما أن هذه المهنة خيرها كثير والحمد لله فقط تحتاج إلى حسن التعامل مع الزبائن وتقديم خدمة راقية لهم، والعمل يزدحم في الصيف عنه في المواسم الأخرى ونقوم بتقديم خدماتنا في المحل وتسليم الأجهزة بعد صيانتها في الموعد المحدد مع صاحبها، وعن الاختلاف مع الزبائن في قيمة الصيانة ذكر بأن ذلك يحدث ولكن نادراً وهو شيء طبيعي إلا أننا نصل معهم في النهاية إلى حلول مرضية.