رفع صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع باسمه واسم العاملين بالهيئة الملكية وقاطني المدن التابعة لها خالص الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على ما يوليه -حفظه الله -من دعم ورعاية للهيئة الملكية للجبيل وينبع، حيث جسدت المشاريع الصناعية في المدن التابعة لهذا الجهاز الوطني العملاق مدى التطور الكبير الذي بلغته هذه المدن وبلادنا الغالية. وقال سموه في تصريح صحفي بمناسبة تدشين خادم الحرمين الشريفين أمس للمشاريع الصناعية والتنموية في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين : إن مدن الجبيل وينبع ورأس الخير الصناعية لم تبلغ هذه المكانة الراقية إلا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بالدعم المستمر من قيادات بلادنا ثم بالجهود المثمرة بين الهيئة وشركائها والمستثمرين فيها لترسم هذه الجهود أبهى صورة لمعنى التكامل، ولاشك أن حجم المشاريع التي دشنها خادم الحرمين الشريفين يعكس أيضاً ما تتمتع به بلادنا المباركة من استقرار وأمن وأمان جعلها بيئة خصبة وآمنة للاستثمار، ويبرهن كذلك على حرص ولاة الأمر وفقهم الله على تنويع مصادر الدخل وتعظيم القيم المضافة لمواردنا الطبيعية. وتحدث سمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان عن إنجازات الهيئة الملكية خلال الأعوام الماضية فقال: "وصل بحمد الله عدد قاطني مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين إلى 300 ألف نسمة، فيما بلغ عدد العاملين في المدينتين في جميع القطاعات 175 ألف، وبلغ عدد طلاب المدارس العامة والمؤسسات الأكاديمية التابعة للهيئة 70 ألف طالب وطالبة، وتجاوز عدد المصانع 600 مصنع ، وبلغ عدد المنتجات الأساسية 92 منتجاً، في حين بلغ حجم الاستثمارات المحلية والأجنبية التي جذبتها الهيئة لمدنها 776 مليار ريال، وتبلغ حصة الجبيل وينبع الصناعيتين من الاستثمارات الأجنبية في المملكة 269 مليار ريال أي ما نسبته 37% من تلك الاستثمارات". واستطرد سموه : "تعد الهيئة الملكية مساهماً رئيساً في الناتج المحلي للمملكة بواقع 12%، أما حجم مساهمة الهيئة في الناتج المحلي الصناعي لوحدة فيبلغ 65% أي ثلثي الناتج الصناعي، وتشكل صادرات مدن الهيئة الملكية للجبيل وينبع من إجمالي الصادرات السعودية ما نسبته 71%، أما حجم صادرات مدن الهيئة الملكية من إجمالي الصادرات الغير نفطية في المملكة فيشكل 85%. وامتداداً لتلك الإنجازات جاء ترتيب المملكة العربية السعودية على مستوى الدول المنتجة للمشتقات البترولية العاشر عالمياً، واحتلت المملكة المرتبة السابعة على مستوى الدول المنتجة للبتروكيماويات عالمياً بحصة 8% من حجم السوق العالمي للبتروكيماويات". وأضاف : إن المشاريع المدشنة والمؤسسة اشتملت على مشاريع للبنية التحتية ستشكل إضافة للمدن التابعة للهيئة الملكية، فعلى الصعيد الهندسي استطاعت الهيئة أن تُحدث نقلة نوعية في مدينة الجبيل الصناعية وفي منطقة الجبيل2 على وجه التحديد حيث تم تطوير المواقع والتجهيزات الأساسية القادرة على استيعاب متطلبات المجمعات الصناعية العملاقة لتشتمل على التبريد بمياه البحر والمياه المحلاة ، وممرات أنابيب مناولة المنتجات ، والصرف الصحي والصناعي ، وشبكات الكهرباء ، والطرق ، والغاز ، والمناطق الخاصة بالخدمات اللوجستية والإمدادات ، وقد تم الانتهاء من تطوير مواقع المراحل الثلاثة من الجبيل2 ، ويجري العمل حالياً على استكمال ما تبقى من مشاريع للانتهاء منها خلال العام القادم، أما في مدينة ينبع الصناعية وفي منطقة ينبع2 على وجه التحديد فستستكمل مشاريع البنى التحتية والتجهيزات الأساسية حيث تم انشاء محطة تحويل الكهرباء (9I-SS) والمرحلة الأولى من شبكة الكهرباء، وإنشاء شبكة توزيع الغاز ، وتم الانتهاء أيضاً من المرحلة الأولى الخاصة بإعداد الموقع وانشاء التجهيزات الأساسية لينبع2 ، والمرحلة الثانية المتعلقة بإعادة تسوية الأراضي في المنطقة الصناعية الواقعة في ينبع2، إضافة إلى إنشاء ورفع كفاءة نظام شبكة المنافع ، وإنشاء الطرق والمنافع في منطقة توسعة الصناعات الخفيفة وممرات نقل المواد والمنطقة السكنية والجسور والتقاطعات لربط الخط الدائري السريع لينبع2 ، وإنشاء وتوسعة قناة التحكم بالسيول. وبين سمو رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع أن الهيئة الملكية استقطبت لمشروع الجبيل2 استثمارات يقدر حجمها ب 142 مليار ريال ، وقد بلغ عدد الصناعات المتخصصة في المنطقة الجديدة ما يقارب 16 صناعة ، منها مجمعات صناعية عملاقة لإنتاج البتروكيماويات ومشتقاتها مثل شركة أرامكو السعودية وشركة توتال الفرنسية للتكرير والبتروكيماويات (ساتورب) وهي أول مصفاة للتحويل الكامل في المملكة تستهدف إنتاج 400 ألف برميل يومياً، وشركة صدارة للكيمائيات وهي تحالف بين شركتي أرامكو السعودية وداو كيميكال سينتج عنه العديد من المواد الكيمائية كالأمينات والإيثر الغلايكول ، والأيزوسيانات ، ومركبات البولي إيثر بوليول ، والبولي إيثيلين ، وإيلاستومرات البولي أوليفين (المطاط الصناعي) ، والغلايكول البروبيلين ، وستحتضن الجبيل2 كذلك شركة غاز وشركة البتروكيماويات التحويلية المتحدة ، ويجري العمل حالياً على استقطاب مجمعات صناعية تحويلية كبرى بالتنسيق مع الشركاء ومخرجات ونتائج الدراسات القائمة. وأشار إلى أن الهيئة الملكية استقطبت لمشروع ينبع2 استثمارات تقدر ب (11.720 مليار ريال) ، حيث سيتم إنتاج ثاني أكسيد التيتانيوم ، وحديد التسليح بمختلف أنواعه، إضافة إلى الصناعات المتعلقة بالطاقة الشمسية (البولي سيليكون، الشرائح، القوالب) ، وزيوت التشحيم وزيوت السيارات والمحركات بأنواعها، وأبرز الشركات التي بدأت استثماراتها في ينبع2 هي : شركة ارامكوا السعودية لتكرير زيوت التشحيم (لوبرف) والشركة الوطنية لثاني أكسيد التيتانيوم (كريستل) ، وحديد تسليح اليمامة، والحمراني فوكس، وشركة فكرة للبولي سيليكون ، وشركة الخليج الأخضر للبولي سيليكون، وتجمع صناعات التحلية وقطع الغيار ، ومصنع الخريف لزيوت التشحيم. وأفاد سموه أن العديد من طلبات الراغبين في الاستثمار في مدن الهيئة الملكية للجبيل وينبع تخضع للدراسة والتقييم والمراجعة حيث تحرص الهيئة على جلب الاستثمارات ذات القيمة المضافة ، وتعد خدمة المستثمرين ودعم المشاريع الصناعية في القطاع الخاص من أهم ركائز الهيئة الملكية في رفع نسبة مشاركتها في الناتج المحلي الإجمالي واستمراريتها كمساهم رئيس في تحقيق استراتيجية السعودية في تنمية الصناعات البتروكيماوية والتعدينية. وتحرص الهيئة أيضاً على توسيع قاعدة الصناعات ، حيث تم إعداد تصور لاستخدام الأراضي الصناعية المراد تطويرها بهدف تسويق مجمعات صناعية عملاقة خلال السنوات القادمة. وأكد صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان أن الهيئة الملكية للجبيل وينبع حظيت وما زالت تحظى بالاهتمام المباشر من القيادة الرشيدة ، حيث واصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الاهتمام والرعاية لهذا الجهاز العملاق ، فتشرفت مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين بزياراته المباركة أثناء ولايته للعهد وبعد تسلمه مقاليد الحكم ، وذلك خلال الفترة الواقعة بين عامي 1419 -1430ه، حيث زار حفظه الله المدينتين الصناعيتين تسع مرات ضخ فيها مشاريع تقدر قيمتها الإجمالية بأكثر من 400 مليار ريال ، وفي تلك الزيارات الكريمة وضع خادم الحرمين الشريفين حجر الأساس ودشن العديد من المشاريع الصناعية العملاقة التابعة للهيئة الملكية وشركة سابك والقطاع الخاص. وكانت أولى زياراته في عام 1419ه حيث شرف مدينة الجبيل الصناعية وكان ولياً للعهد آنذاك فدشن كلية التربية للبنات وتوسعة شركة سافكو ومصنعي شركة الرازي (3و4) ووضع حجر الأساس لتوسعة شركات شرق وكيميا. وفي عام 1420ه زار مدينة ينبع الصناعية فافتتح مشروع الربط الكهربائي بمجمع الطاقة والمياه. ثم في عام 1423ه أعلن من مدينة الجبيل الصناعية مباركته لانطلاق الجبيل2 وينبع2 خلال ترؤسه لمجلس إدارة الهيئة الملكية كما دشن ووضع حجر الأساس لثلاثة عشر مشروعاً تنموياً وصناعياً جديداً بتكلفة تربو على ثلاثين مليار ريال.وأضاف : إنه في عام 1425ه زار خادم الحرمين الشريفين مدينة الجبيل الصناعية فوضع حجر الأساس للجبيل2 ودشن وأسس عدد من المشروعات الإنمائية والصناعية بتكلفة بلغت 64 مليار. وفي العام الذي يليه 1426ه زار الملك عبدالله مدينة ينبع الصناعية وترأس مجلس إدارة الهيئة الملكية ووضع حجر الأساس لينبع2 ودشن وأسس لمشاريع تنموية بقيمة 36 مليار ريال. وفي العام الذي يليه 1427ه زار الجبيل ووضع حجر الأساس ودشن مشروعات تزيد تكلفتها على 82 مليار ريال. وفي عام 1429ه شرف الجبيل وأسس ودشن 29 مشروعاً تنموياً وصناعياً بتكلفة بلغت أكثر من 68 مليار ريال. وفي عام 1430ه زار خادم الحرمين الشريفين وفي أقل من تسعين يوماً مدينتي الجبيل وينبع على التوالي، ففي شهر جمادى الأولى زار الجبيل ودشن مشروعات تنموية وصناعية يصل إجمالي استثماراتها إلى أكثر من 54 مليار ريال، وفي شهر رجب دشن مشاريع أخرى في ينبع بتكلفة 45 مليار ريال وبارك أيضاً مشروع تحلية المياه وإنتاج الكهرباء في المدينةالمنورة. واختتم سموه تصريحه بالقول : إنه استجابة لرغبة خادم الحرمين الشريفين في تأهيل وتوظيف الشباب السعودي رفعت الهيئة الملكية له رعاه الله بطلب الموافقة على إنشاء أربع كليات جامعية للبنين والبنات ومعهدين تقنيين في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين ، فوافق أيده الله على ذلك ، كما وافق لاحقاً على رفع الطاقة الاستيعابية للكليات والمعاهد التابعة للهيئة ، مما أحدث قفزة كبرى حيث بلغت نسبة الزيادة 700%، فأصبح عدد الطلاب والطالبات الملتحقين بالمؤسسات الأكاديمية الثمان التابعة للهيئة حوالي سبعة عشر ألف طالب وطالبة. من جهة أخرى عبر معالي وزير البترول والثروة المعدنية ، المهندس علي بن إبراهيم النعيمي ، عن عظيم شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على تفضله ، أيده الله ، بإطلاق ثلاثة مشاريع صناعية مشتركة لأرامكو السعودية في قطاع التكرير والبتروكيماويات ضمن سلسلة من المشاريع التنموية والصناعية. وقال في تصريح له بهذه المناسبة:" في ظل التوجيهات الكريمة والسديدة والدائمة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله ، فإن مشاريع التكرير والبتروكيماويات هذه مع مشاريع أخرى في مدينة الجبيل الصناعية الثانية ، ستدشن اقتصاداً أكثر تنوعاً واعتماداً على المعرفة ؛ وستعزز موقع المملكة والمرتبة المتقدمة التي تحتلها على صعيد صناعة الطاقة في العالم. كما أنها ستعزز من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة التي توفرها في الوقت الحالي شركة صدارة ومجمعات الصناعات التحويلية التي يبلغ عددها 20 ألف فرصة عمل. ومن المنتظر أن تتضاعف هذه الفرص في ظل إنتاج ثلاثة ملايين طن من المنتجات الكيماوية والبلاستيكية وذلك عندما يبلغ الإنتاج حده الأقصى." ورفع رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين ، المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح ، من جانبه خالص شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على ما تحظى به مشاريع أرامكو السعودية من اهتمام كبير ورعاية من لدنه أيده الله. وقال : " إن هذه المشاريع التي تفضل بإطلاقها خادم الحرمين الشريفين، بنيت على رؤيته النيرة في تحقيق تنمية مستدامة وبناء قاعدة صناعية صلبة تبنى على سواعد أبناء الوطن، وتُستغل فيها ثرواته الطبيعية أفضل الاستغلال، فهذه المشاريع أسست للاستفادة من مصادرنا البترولية من أجل تحقيق أعلى مردود من هذه الثروات عبر توفير أنواع جديدة من اللقيم والمواد التي تحفز وتدعم نمو المشاريع التصنيعية اللاحقة، وتوفر فرص العمل والتطور لأبناء الوطن. وأضاف الفالح : " إن مشروعات صدارة وياسرف وساتورب تعد خير مثال على الروح الجديدة للنهضة الصناعية الحديثة التي أوقد خادم الحرمين الشريفين شعلتها في المملكة بطموح غير مسبوق. فنحن ننشئ هنا مشاريع لامثيل لها ، حيث يقام مشروع صدارة وهو أكبر مرفق للصناعات البتروكيماوية يبنى دفعة واحدة ، أما مشروعا مصفاتي ساتورب و ياسرف فهما تعتبران من أكثر المصافي تطوراً في العالم من حيث التقنيات المتقدمة المستخدمة فيهما ".