أكدت دراسة بيئية ضرورة درس طرق إعادة الحياة النباتية والحيوانية إلى البيئة الصحراوية الكويتية، التي فقدت معظم مشاهد الحياة الفطرية والتنوع الإحيائي جراء الأنشطة والفعاليات البشرية غير المنظمة. فقد أشارت الدراسة إلى أن النشاط البشري له آثار عميقة على البيئة الصحراوية الكويتية، التي تمثل 90% من المساحة الكلية للكويت، مؤكدة أن تدهور البيئة الصحراوية الكويتية يتمثل في خمسة مظاهر: الأول تدهور الغطاء النباتي وفقدان التنوع الإحيائي، والثاني الانجراف المائي والريحي للتربة، والثالث فقدان الخصوبة، والرابع الزحف الرملي وتشكيل الكثبان الرملية والعواصف الترابية، والأخير تدهور الخصائص الطبيعية للتربة، وظهور مؤشرات التصلب والانضغاط الميكانيكي. وعن أسباب تدهور البيئة الصحراوية الكويتية، أشارت الدراسة إلى أنها تتمثل في الرعي الجائر (حوالي 68% من إجمالي أسباب التصحر)، والعمليات العسكرية لحرب الخليج (حوالي 18% من إجمالي أسباب التصحر)، واستغلال الرمال والصلب (حوالي 8% من إجمالي التصحر)، والتخييم والأنشطة الترفيهية (حوالي 6% من أسباب التصحر). وفيما يتعلق بمتطلبات نجاح إدارة البيئة الصحراوية ومعالجتها وحمايتها من التدهور، أفادت الدراسة بأنها تحتاج إلى إرادة حكومية داعمة، ومنظور شامل لإدارة قضايا التصحر، وإمكانات تقنية، وكوادر بشرية عالية الكفاءة، وخطوط عريضة لبرامج وطنية لمكافحة التصحر، وتكنولوجيا متطورة لرصد ومراقبة التصحر والاستشعار عن بعد، ونظم المعلومات الجغرافية، إضافة إلى الإمكانات المادية. وحول أهم أهداف حماية البيئة الصحراوية، أكدت الدراسة على أنها تتمثل في المحافظة على البيئة الطبيعية والنباتات والحيوانات الصحراوية والمكونات الطبيعية الأخرى، والحيلولة دون تدهورها أو تهديدها بالانقراض، نتيجة للاستغلال غير الرشيد، وانتشار الملوثات في البيئة، والتوسع الصناعي والعمراني. ومن ناحية أخرى، أكد عدد من الخبراء على أنه على الرغم من فقر التنوع البيولوجي في الكويت، إلا أنها تتميز بوجود أنواع عديدة من الأحياء المائية والبرية ذات المردود المباشر وغير المباشر. وتضم البيئة البرية في "الكويت" حوالي 374 نوعاً من النباتات معظمها نباتات حولية، يستفاد منها في الرعي، كما تحوي الأراضي البرية أنواعاً عديدة من الطيور، تقدر بنحو 350 نوعاً، منها 18 نوعاً مقيماً، كما تحتوي على 40 نوعاً من الزواحف. ويشار إلى أن بها حوالي 28 نوعاً من الثدييات، منها خمسة أنواع مهددة بالانقراض، كالثعلب الحصني والفنك والضرنبول (الرتل) والقط البري والنمس، بينما تضم البيئة البحرية 250 نوعاً من الرخويات، و200 نوع من العوالق، وأكثر من 240 نوعاً من الأسماك، 95 منها تعيش بالشعاب المرجانية، إضافة إلى 105 أنواع من الأعشاب البحرية. وتتعرض الموارد الطبيعية المتجددة في "الكويت" إلى ضغوطات شديدة نتيجة الزيادة المطردة في عدد السكان والتوسع العمراني والصناعي، لا سيما في البيئة الساحلية والبرية وزيادة مشاريع الإنشاءات الترفيهية والعمرانية والصناعية على الشريط الساحلي، مما تسبب بالقضاء على البيئات الطبيعية لأنواع عديدة من الحيوانات البحرية والساحلية.