مؤخراً أعدتُ قراءة الوعود التي أمطرتها وزارتي التربية و الخدمة المدنية لخريجات الكلية المتوسطة والتي أصنفها على أنها وعود ذات قدرٍ حيويّ من الأهمية ليس لأنها تصب في مصلحة مواطنات وحسب بل لأنه سرّني والله أنْ أقرأ اهتماماً للمسؤول في الوزارتين يجعلنا نشعر ولو مجرد شعور أن هناك من يُعير هذه المشكلة ( شيئاً من الإهتمام ) ولو بمجرد تصريح ..أو وعود حتى وإن كانت مزيفة .إن العمل الصحفي بإفراط على هذه القضية بالذات وتكرارها مراراً لا يعني أننا لا نملك إلا هذه المشكلة بل لأنها وصلت لحد ( الظاهرة ) فأنتم لم تجربوا كم هي البطالة مؤذية فما تجمع عليه كل وسائل الإعلام وتطالب فيه كل الحناجر وتكتب عنه كل الأقلام وتُخاطب فيه كل الجهات يخطئ من يعتقد أنه مازال في حدود المشكلة الفردية ..ثم إن تكرار الكتابة عن البطالة المتعمدة لخريجات الكلية المتوسطة ليس إلا محاولة لتذكير كل مسؤول إن كان عاجزاً عن تذكُّر وعوده في إنهاء بطالتهن بتوظيفهن بل وحتى الكتابة عنهن لا تستغرق مني وقتاً طويلاً ولا تستهلك جهداً مُضنياً لأنها أصبحت القضية الأكثر علواً على كل سطح بل والأكثر تداولاً في كل صفحات التواصل الإجتماعي فكيف لقلمٍ أن ينضب من الكتابة عن خريجات الكلية المتوسطة ؟. إشارة وامضة : إن الوعود المتكررة من الجهات ذات العلاقة بالإسراع في إغلاق ملف خريجات الكلية المتوسطة ليست من تلك الوعود التي يُهملها المرء أو يزدريها عن عمد بل هي محل الإهتمام ونافذة الأمل التي ترسل الضوء الذي ننتظرة أن يعمّ كل الخريجات ويبدل سنوات إنتظارهن بإشراقة أبدية فيكفي والله مامضى من أعمارهن ويكفي والله ما كُتب عنهن ويكفي والله ما قد فُتح من حوارات عن قضية بطالتهن المضحكة المبكية في ذات المناسبة والتي باتت تخلق بغضاً يكاد لا يُقهَر ويكفي والله أن يُكّلف شخصٌ واحد على الأقل من الجهات ذات العلاقة نفسه ليكتب في محرك البحث « يوميات خريجات الكلية المتوسطة « ليشاهد ببنات رأسة قوة صبرهن وقوة تحملهن في الإستمرا ر بالمطالبة بحق توظيفهن فتلك الصفحات ليست لإستلاب عطف الناس بل هي أكبر من ذلك فهي صفحات لمعاني جميلة كلها تصب في الإصرار على خدمة الوطن والبحث عن لقمة العيش حتى لو أغلقت الأبواب في وجوههن. بقي أن أختم مقالي هذا بالأمل في إدراك الفرح المتأخر من الوزارات الثلاث المالية والتربية والخدمة بتوظيفهن فالصادقون لن تعوزهم الفطنة لكشف الخلل وحله وأما من هم دون ذلك فالطُرق مشرّعة لهم لينثروا مزيداً من الوعود المزيفة . عتيق الجهني [email protected]