كمن ينتظر غائبًا هي لحظات ترقبهن لهطول أمطار الرحمة المُحملة بحلول جذرية تقتلع سنوات الإنتظار من جذورها وترسم الفرح في منازلهن الممتلئة بضوضاء الحياة والصخب ؛ تتقاذفهن عدة أمواج بين البطالة وقلة ذات اليد، دون أن يجدن لهن موطء قدم بين المتقدمات على الوظائف التعليمية.إن همّ خريجات الكلية المتوسطة اللواتي يقتربن من (12 ألف ) منتظرة كوّن آمال مترابطة على طوال العشرين عاماً الماضية من الإنتظار وتلك الآمال خدمت إتساق قضيتهن وتصاعدها العقلاني من خلال مواقع التواصل الإجتماعي والمنتديات التعليمية والروابط الإلكترونية المختلفة ..بل وعاشن الهموم كافة فبين الاستبعاد من جدارة والرفض من حافز وسنوات الإنتظار التي ذهبت بلا عودة لتكون الخسارة الدائمة لهن رغم أهليتهن من خلال القدرة على الإنتاج والإثراء الشامل للحياة التعليمية وبجانب ما تعكسه الوظيفة من تنمية لقدرات الإنسان النفسية والروحية والإبداعية كذلك فالحاجة للمادة لاتقل تأثيراً عما سبق فلقد توقفت كثيراً عند حروف إحداهن التي تصور معاناة ( البطالة ) التي لاذنب لها فيها حينما أقسمت بأنها أم لأيتام يضعون أمام أعينها كل صباح بعض الريالات في حصالة النقود وهم يرددون بكل براءة هذه لتساعدنا على بناء منزلنا الجديد يا أمي . وكلنا يعلم أن سوء التخطيط هو المتسبب في تلك البطالة والتي بدأت ملامحها تظهر ملياً من حولنا ومتى ما تعرفنا على الأسباب فلا بُد من قابليتها للمناقشة والمراجعة والنقد لنجد الحلول التي تسعف في تقريب الأنظار، وتوحيد الفهوم بدلاً من الوعود الكتابيه التي تملأ الأوراق وتترك الواقع الملموس بلا حلول ؛ خصوصاً وأن الوظائف التعليمية تشكو من الضغط والاكتظاظ الممارس عليها من طرف خريجات الجامعات واللواتي قد يجدن مجالات خارج التعليم على عكس خريجات الكلية المتوسطة فلا قبول لهن خارج المهن التعليمية وهنا يكمن عُمق المأساة التي تقع عليهن . من هنا نخاطب سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود حفظة الله، لإيجاد حل فاعل لقضيتهن يوجهن نحو النور وإغلاق ملف بطالتهن المؤلمة ؛ فمازال الإخفاق في عدم تحقق الطموحات المبتغاة في توظيفهن يمثل شبحاً في حياتهن وبالرغم من بعض الحلول التي لاحت في الأفق من خلال إقرار المتحدث الرسمي في ديوان الخدمة المدنية بأهلية خريجات الدبلوم للتدريس ورغم اعتراف وزارة التربية بوجوب حل هذه المعاناة بتوظيفهن إلا أنه وفي كثيرٍ من الأحيان جاءت النتائج بعكس التوقعات الإيجابية ، لذلك يا سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل تبقى أنت الأمل الذي يضيء طريقهن في العُتمة وفي الظروف الحالكة التي يعشنها بل وأنت الملجأ والملاذ لهن بعد الله ؛ فوالله ما ينتهي ليل من الليالي إلا وهو محمل بقوافل الدعوات ليفرج الله همهن وتنجلي سنوات الانتظار فكن لهن الصباح المحمل ببشارة الفرح وأنت أهلاً والله لذلك. [email protected]