في بلادي ما من قضية تؤرق المواطن إلا ونجد لها أذناً صاغية,نعم قد تتفاوت أوقات الاستجابة على حسب أهمية الطرح إلا أنه في النهاية ثمة استجابة تُعيد الفرحة لصاحب أية مشكلة ,إلا أن قضية ( خريجات الكلية المتوسطة ) مازالت تتربع على عرش الإهمال بالرغم من أنها الأطوال عنقاً في سلم المطالبات بل ومن خلال كل نقاط الضوء بدءاً بالتلفاز من خلال قنوات عدة بثت هموم 12 ألف مواطنة في برامج متعددة وفي أوقات مختلفة ومروراً بالعديد من الإذاعات التي كانت أشد إنصاتاً و وتفهماً للتوتر والأضرار التي لحقت بهن من الوزارات الثلاث ( الخدمة المدنية و التربية والمالية ) وليس أخيراً بالصحافتين الورقية والإلكترونية ,.لكن أكرر وبرغم تفاعل كل من سبق ذكرهم كجهات إعلامية ( تلفزيون وإذاعة وصحافة ) إلا أن ذلك لم يؤثر في من بيدهم القرار بل زاد الإهمال إهمالاً وزادت المماطلة والتهميش . في يوم الاثنين الماضي الموافق( 25 / مارس / 2013 ) بالتحديد أجريت مكالمة هاتفية لمعرفة نتائج خطاب تظلم تم رفعه لمعالي نائب الوزير باسم الخريجات وللأسف وجدت أن الخطاب تم إحالته لشؤون المعلمين والملعمات وكأننا ندور في حلقة مفرغة ,ندور حول الحل الصحيح ولا نود الوصول إليه. لماذا وماهو ذنبهن ,سؤال يتكرر على لسان كل من عرف قضيتهن , ثم أتساءل إن كانت قضيتهن تستحق كل ذلك التهميش لماذا انصبَّ إهتمام وسائل الإعلام عليها بهذا الحرص ,أليس لأنهن مواطنات . توظيفهن ليس بالمعجزة وليس بالمستحيل في ( مملكة الإنسانية ) خصوصا في ظل حرمانهن من الوظائف التعليمية وحصرهن في الوظائف الإدارية ,والسؤال المؤلم هنا لماذا يلوح في الأفق حل توظيفهن عن طريق الشواغر وهو الحل الأضعف والذي يدل بشكل واضح أن الجهات ذات العلاقة أساءت تفسير أسباب المشكلة ما أساء قطعاً الإستفادة من دروسها بل أنها كجهات حكومية والتي أزمعت في مرات كثيرة على اقتلاع التسويف في وجود الحلول جاءت بدلاً من المسارعة والتعجل في إغلاق هذا الملف المأساوي بمعنى الكلمة بفكرة ( الشواغر ) وهو الحل الذي قد لا يغطي إلا القليل منهن ,أليس من الأصح الاتجاه إلى ( الإستحداث ) وبذلك توظيفهن دفعة واحده وبهذا نضع حد لعشرون عاماً من الانتظار . من المؤسف والله أن تحفى أقدامهن في أروقة الوزارات الثلاث بين الذهاب والمجيء وهن نساء يحاولن الوصول للمسؤول تحت أشعة الشمس بل ويترقبن لحظة الإلتقاء به في أحد الممرات والنتيجة إما أن يتم مواجهتهن بالتجاهل أو بالتسويف ,أو أن تتكرر مطالبهن طوال كل هذه المدة دون أية إستجابة عدا بعض من الوعود التي لا تُغلف إلا بالعبارات المطاطية التي تحاول امتصاص جهودهن في استمرار مطالبتهن بحق توظيفهن ,خصوصا وأن الرجل المماثل لهن في ذات الشهادة ( الكلية المتوسطة ) تم حل مشكلته منذ البداية وهو الدافع الأكبر لمطالبتهن وتحرير السؤال المناسب لماذا هذه التفرقة . إن مثل هذه القضية أجزم أن لا أحد بعد الله عز وجل يستطيع أن يجلي كل ذلك الهمّ الذي لحق بخريجات الكلية المتوسطة ولا أحد يستطيع إذابة كربهن إلا رجل الإنسانية الأول في بلادي لأنه ,رجل المواقف ,صاحب القلب العطوف ذلك الذي حبب شعبه فيه ببساطة كلماته لهم بل وجذب أرواحهم لتلتصق بروحه في جسد الوطن من خلال تواضعه معهم في كل شؤون حكمه ,من لها غير سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظة الله ..أجزم يقيناً بعد كل هذه السنوات أن أبا متعب وحده القادر على إرجاع البسمة لهن من خلال توظيفهن وإرجاع حقهن المسلوب منهن دون أي ذنب . فله أنسج حرفي التالي : سيدي وأنت المهموم دائماً بشؤون الوطن والمواطن هنا بناتك خريجات الكلية المتوسطة يتضرعن إلى الله عز وجل بأن يديم عليك الصحة والعافية وأن يجعلك سالماً معافى دائماً وأبداً ثم ينتظرن منك أن تشملهن بطيبتك المعهودة وبإنسانيتك التي وسِعت الكثير من همومهن. من خلال تكرمك بقرار تعيينهن دفعة واحدة لتنهي بذلك سنوات طويلة من الانتظار . [email protected]