اختلف العلماء حول مسألة سفر المرأة دون محرم في وجود رفقة آمنة مابين مؤيد ومعارض لها، فالبعض منعها تماماً، في الوقت الذي استثنى بعض العلماء خروجها لحج الفريضة مشترطا الرفقة الآمنة، لذلك أثارت فتوى الشيخ الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي الرئيس السابق لفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة عن إجازة كشف المرأة لوجهها وسفرها دون محرم العديد من التعليقات على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك. ففي البداية أيدت "Laid Khelifa" فتوى الشيخ أحمد الغامدى، مبررة ذلك بأن الإسلام لم يحرم الاختلاط، ولم يحرم الوجه، ولم يحرم الحياة الطبيعية للمرأة كالعمل والسفر وتناول الطعام في الأماكن العامة، ولكنه وضع ضوابط لتلك الأمور كي لا يقع المجتمع في الانحلال والابتذال. واعتبرت "Kamra Elgalss" أن السفر في عصرنا، لم يعد كالسفر في الأزمنة الماضية، محفوفًا بالمخاطر بل أصبح بواسطة أدوات نقل تجمع العدد الكثير من الناس في العادة كالبواخر والطائرات، والسيارات الكبيرة أو الصغيرة التي تخرج في قوافل، لذلك فإن سفر المرأة بلا محرم أمر طبيعي وحضري. بينما انتقد ""Ahmed Elmasry الفتوى ، مذكرا الشيخ الغامدى بقول الله تعالى: }وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ {. كما رأى "Samir L'artist" أن سفر المرأة بلا محرم أمر يدعو إلى الانحلال، بدليل قول الله تعالى: } يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً {. ورفض "Abdullah Al-Zahrani" فتوى الشيخ الغامدي، مشدداً على ضرورة أن تحرص المرأة على سلامة العِرض والبعد عن أسباب الفتنة، قائلاً: بالنسبة للعمل فلا بأس أن تعمل بين النساء ممرضةً، أو خياطةً، أو خادمة، أو غير ذلك في عمل مباحٍ لا يضر دينها، ولا يسبب فتنة مع الرجال. وأوضح "Abed Diab" أن تحريم سفر المرأة بلا محرم، وإن كانت وسيلة السفر جماعية أو سريعة كالطائرات والقطارات والحافلات هو الصواب الذي تسانده الأدلة، وتبرأ به الذمة، وتتحقق به السلامة. وأشار "بدر العامر" إلى أنّ خروج المرأة من بيتها بحدّ ذاته ولداخل بلدها فيه من المحاذير الشيء الكثير، ولذا أمر الله تعالى المؤمنات بالقرار داخل البيوت وعدم الخروج لغير حاجة فقال تعالى: }وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى{ (سورة الأحزاب). ويعتقد "عبد العزيز المريسل" أنه لا تخلو وسيلة نقل جماعية من شباب ورجال، بتربص الشباب بالنساء شراً، ويسعون جاهدين للإيقاع بهن عبر النظرات والابتسامات والتحرشات.