يعتبر نبات الجرجير عشباً حولياً أوراقه مستطيلة ومفصصة بعمق، ذات طعم حرّيف، ساقه طويلة تعلو ما بين 15 إلى 30 سم تقريباً، متفرعة ملساء، تحمل أوراقاً متتابعة، لونها أخضر غامق، غزيرة العصارة، وهي أقرب إلى نبات السبانخ. أما الأزهار فتكون في رأس النبات، بيضاء صغيرة تتخللها عروق بنفسجية دقيقة، أو صفراء تنعقد بذوراً في غلف طولية شبيهة ببذور الخردل، ويكثر الجرجير في أماكن الجداول والمنابع المائية، وهو بري وبستاني، ويسميه أهل الشام ب"قرة العين"، كما يسمى بالتركية "روكا" ومن أسمائه الأخرى بقلة عائشة، أيهقان، ويحتوي على مجموعة من المواد الفعالة كالأملاح المعدنية مثل الفوسفور، اليود، الكبريت، الحديد، الكالسيوم، ومادة خردلية لاذعة، بالإضافة إلى مواد مرة أخرى، وفيتامينات (أ، ج، ث، سي). كما أثبتت دراسة حديثة أن للجرجير فوائد كبيرة وفعّالة في القضاء على تجاعيد البشرة، وهذا الأمر يجعله منافساً للكريمات والمستحضرات المرطبة الباهظة الثمن، حيث أوضحت أن تناول 80 جرام يومياً من هذه الخضروات الورقية الغنية بالمواد المضادة للأكسدة، يمكن أن يعالج أيضاً العيوب والمسام الجلدية، واشتملت العينة محل البحث على عددٍ من النساء اللاتي تناولن الجرجير يومياً خلال أربعة أسابيع، حيث درس العلماء بشرتهن قبل وبعد إجراء التجربة، وأظهرت النتائج تسعة من أصل كل 10 نساء شاركن في الدراسة تحسناً ملحوظاً في البشرة، وسبع نساء من أصل 11 قلت لديهن التجاعيد، كما تقلصت المسام بنسبة 81%. ويؤكد العديد من الخبراء على أن وجبة واحدة من خضار الجرجير تعادل ما يوازي عشرة سعرات حرارية، ومن الممكن أن تكون سلطة الجرجير بديلة عن السلطات الخضراء الأخرى التي تعتمدينها في نظامك الغذائي اليومي، كما أن شرب عصير أوراق الجرجير وأكل بذوره وتناول أوراقه الطازجة يساعد في عملية الهضم، بالإضافة لذلك فهو منبه ومدر للبول وملين للبطن، ومنظف جيد للمعدة والأمعاء، يقلل كذلك من نسبة حدوث البواسير. ومن فوائد الجرجير الأخرى على المدى البعيد، أنه يدعم نقص الوزن، ويعمل على تنقية الدم وسيولته، فضلاً عن تنظيم مستويات الكوليسترول والسكر في الدم، وما له من أهمية في مقاومة أمراض الكلى والكبد والنقرس والحماية من الالتهابات الفيروسية، ويفيد في نزلات البرد والأمراض الصدرية لأنه طارد للبلغم، ومسكن لآلام الروماتيزم والمفاصل حيث يقلل من فرص ترقق العظام، وللجرجير أيضا دور أساسي في الوقاية من داء الحفر ويساعد على ثبات الأسنان وتقوية اللثة ومنع نزيفها، كما يعتبر مدراً للطمث ويساعد في تقليل القيء للحوامل وسرعة التئام الجروح، ويقلّل أيضاً من فرص تكون بعض أنواع الأورام، وأخيراً فإن بذر الجرجير وماؤه يزيلان النمش والبهاق. يشار إلى أن "ماسك" الجرجير يفيد في إزالة النمش والكلف، ويمكنك تحضيره عبر القيام بخلط مسحوق بذر النبات مع ماء الجرجير، بعد غليه مع زيت اللوز وعصير الليمون الحامض، ثم استخدامه على الوجه كقناع وتركه حوالي نصف ساعة، ثم إزالته بالماء. وهناك خلطة أخرى لتقوية الشعر ومنع تساقطه، عبر خلط كمية متساوية من عصير الجرجير مع عصير البصل وزيت الزيتون والخروع وزيت اللوز، مع قليل من الكحول المذاب فيه مسحوق الثوم، ثم إضافة مسحوق حبة البركة مع القليل من ماء الورد وشيء من عطر البرتقال، حتى ينتج كريم يستخدم كدهان لفروة الرأس، على أن يتم ذلك مرة واحدة يومياً.